كريستيانو رونالدو مع ركلات الجزاء.. الأفضل والأسوأ في الوقت نفسه
27 يمشي 2025
تُعد ركلات الجزاء واحدة من أكثر اللحظات حساسية في مباريات كرة القدم، حيث يظن الكثيرون أنها فرصة سهلة للتسجيل نظرًا لقرب المسافة بين اللاعب وحارس المرمى وغياب أي مدافعين لاعتراض التسديدة.
لكن الواقع يثبت أن تنفيذ ركلة الجزاء يتطلب مهارة عالية وتركيزًا شديدًا، لا سيما في المباريات الحاسمة، حيث يكون الضغط الجماهيري والنفسي عاملاً حاسمًا في نجاح أو فشل اللاعب.
يتصدر كريستيانو رونالدو قائمة اللاعبين الأكثر إهدارًا لركلات الجزاء في القرن الحالي، كذلك يتصدر قائمة أكثر اللاعبين تسجيلًا لها
في هذا السياق، أظهرت إحصائية نشرها موقع "غيف مي سبورت" البريطاني أن النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو يتصدر قائمة اللاعبين الأكثر إهدارًا لركلات الجزاء منذ عام 2001 وحتى اليوم، حيث أضاع 32 ركلة جزاء خلال مسيرته مع الأندية المختلفة التي لعب لها، إضافة إلى منتخب البرتغال. وجاءت آخر ركلة جزاء أهدرها خلال مباراة منتخب بلاده ضد الدنمارك في إياب الدور ربع النهائي من بطولة دوري الأمم الأوروبية، حيث سدد الكرة بطريقة سيئة أثارت انتقادات واسعة.
لماذا يهدر حتى أفضل اللاعبين ركلات الجزاء؟
على الرغم من المهارات الاستثنائية التي يتمتع بها كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي وغيرهما من كبار نجوم الكرة العالمية، إلا أن إهدار ركلات الجزاء يظل جزءًا من مسيرتهم. يمكن تفسير ذلك بعدة عوامل، وأبرزها الضغط النفسي والجماهيري في المباريات الكبيرة، حينما يكون اللاعب مطالبًا بالهدوء المطلق رغم الهتافات الصاخبة والتوتر، كذلك التخمين الخاطئ لحركة الحارس، ففي كثير من الأحيان، ينجح حراس المرمى في قراءة اتجاه التسديدة. ومن الأسباب الشائعة أيضًا هو التقنية غير المتقنة في التنفيذ، فبعض اللاعبين يعتمدون على القوة أكثر من الدقة، أو يحاولون تغيير أسلوبهم، مما يؤدي إلى التسديد بطريقة غير مثالية.
ميسي في المركز الثاني ضمن القائمة السلبية
لم يكن رونالدو الوحيد الذي تصدر قائمة اللاعبين الأكثر إهدارًا لركلات الجزاء، حيث جاء النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي في المركز الثاني بفارق ركلة واحدة، إذ أهدر 31 ركلة جزاء منذ عام 2001. هذا الرقم يؤكد أن إهدار ركلات الجزاء ليس مؤشرًا على ضعف مهارة اللاعب، بل هو جزء لا يتجزأ من كرة القدم.
بالنظر إلى قائمة اللاعبين الأكثر إهدارًا، نجد أنهم جميعًا من بين أفضل اللاعبين في التاريخ
وبالإضافة إلى رونالدو وميسي، تضم القائمة مجموعة من الأسماء الكبيرة، مثل الإيطالي فرانشيسكو توتي والبرازيلي نيمار دا سيلفا والسويدي زلاتان إبراهيموفيتش، وكلهم من اللاعبين الذين نفذوا العديد من ركلات الجزاء خلال مسيرتهم الاحترافية.
اللاعبون الأكثر إهدارًا لركلات الجزاء في القرن الحالي
- كريستيانو رونالدو – 32 ركلة جزاء
- ليونيل ميسي – 31 ركلة جزاء
- تشيرو إيموبيلي – 19 ركلة جزاء
- فرانشيسكو توتي – 18 ركلة جزاء
- نيمار دا سيلفا – 18 ركلة جزاء
- زلاتان إبراهيموفيتش – 17 ركلة جزاء
- رونالدينيو – 16 ركلة جزاء
- أنتونيو دي نتالي – 14 ركلة جزاء
- سيرجيو أغويرو – 14 ركلة جزاء
- إدينسون كافاني – 14 ركلة جزاء
رونالدو يتصدر قائمة اللاعبين الأكثر تسجيلاً لركلات الجزاء في القرن الحالي
ورغم كونه اللاعب الأكثر إهدارًا لركلات الجزاء، فإن كريستيانو رونالدو يظل في صدارة اللاعبين الأكثر تسجيلاً لهذه الركلات. حيث سجل 174 هدفًا من ركلة جزاء منذ بداية القرن الحالي، متفوقًا بفارق كبير على أقرب منافسيه، البرازيلي هالك الذي سجل 116 هدفًا، فيما جاء ليونيل ميسي في المركز الثالث برصيد 109 أهداف، وذلك وفق بيانات موقع "ترانسفير ماركت".
اللاعبون الأكثر تسجيلًا لركلات الجزاء في القرن الحالي
- كريستيانو رونالدو – 174 هدفًا
- هالك – 116 هدفًا
- ليونيل ميسي – 109 أهداف
- هاري كين – 89 هدفًا
- نيمار دا سيلفا – 88 هدفًا
- روبرت ليفاندوفسكي – 88 هدفًا
- زلاتان إبراهيموفيتش – 87 هدفًا
- فرانشيسكو توتي – 86 هدفًا
- دوشان تاديتش – 85 هدفًا
- تشيرو إيموبيلي – 84 هدفًا
هل يمكن اعتبار ركلات الجزاء مقياسًا لقدرة اللاعب؟
في نهاية المطاف، تظل ركلات الجزاء سلاحًا ذا حدين في عالم كرة القدم. فمن ناحية، يمكن أن تكون فرصة مثالية لتسجيل الأهداف وتعزيز رصيد اللاعب، ومن ناحية أخرى، يمكن أن تتحول إلى كابوس إذا أضاعها اللاعب في لحظات حاسمة.
وبالنظر إلى قائمة اللاعبين الأكثر إهدارًا، نجد أنهم جميعًا من بين أفضل اللاعبين في التاريخ، مما يعني أن تنفيذ ركلات الجزاء ليس فقط مسألة مهارة، بل يعتمد أيضًا على العامل النفسي والتكتيكي، حيث تتغير الظروف من مباراة إلى أخرى، ويظل الحارس دائمًا عاملاً رئيسيًا في تحديد مصير التسديدة.
ومع استمرار المنافسات الكبرى في عالم كرة القدم، سيظل الجدل قائمًا حول من هو أفضل منفذ لركلات الجزاء، ومن هو اللاعب الأكثر قدرة على التعامل مع الضغط النفسي في تلك اللحظات الحرجة.