لإصداره قرارًا بالعفو عن ابنه.. ترامب يتهم بايدن بـ"إجهاض العدالة"

هاجم الرئيس الجمهوري المُنتخب حديثًا، دونالد ترامب، نظيره جو بايدن، متهمًا إياه بـ"إجهاض العدالة"، على خلفية إصدار الرئيس الديمقراطي عفوًا عن ابنه هانتر، والذي أُدين بـ12 تهمةً جنائية أقر بها رسميًا في أيلول/سبتمبر الماضي، حيثُ كان من المُقرر أن تُعقد جلسة النطق بالحكم في 16 كانون الأول/ديسمبر الجاري.

وقال بايدن في بيان، أمس الأحد، إنه أصدر "عفوًا كاملًا وغير مشروط" عن ابنه هانتر، لافتًا إلى أنه "لا يمكن لأي شخص عاقل يدرس وقائع قضية هانتر أن يتوصل إلى أي استنتاج آخر غير هذا: هانتر استُهدف فقط لأنه ابني، وهذا خطأ"، وأردف مستدركًا: "قلتُ إني لن أتدخل في قرارات وزارة العدل وقد التزمتُ وعدي حتى وأنا أرى نجلي يُحاكَم في شكل انتقائي وغير عادل”.

وبحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية، فإن بايدن أضاف أنه "لم تظهر الاتهامات في قضاياه (هانتر) إلا بعد أن حرّض عليها العديد من خصومي السياسيين في الكونغرس من أجل مهاجمتي ومعارضة انتخابي"، ومضى قائلًا في البيان: "أنا أؤمن بالنظام القضائي لكنني (…) أعتقد أيضًا أن (شكلًا) فظًا من السياسة قد أصاب تلك العملية وأدى إلى إساءة تطبيق العدالة".

اتهم الرئيس الجمهوري المُنتخب حديثًا، دونالد ترامب، نظيره جو بايدن، متهمًا إياه بـ"إجهاض العدالة"، على خلفية إصداره قرارًا بالعفو عن ابنه

وردًا على قرار العفو الذي أصدره بايدن، كتب ترامب في منشور على منصته الخاصة "سوشال تروث" متسائلًا إن كان "يشمل العفو الذي أصدره جو لهانتر رهائن السادس من كانون الثاني/يناير المسجونين منذ سنوات"، في إشارة لأنصاره الذين يقضون أحكامًا بالسجن لاقتحامهم مبنى الكابيتول في السادس من كانون الثاني/يناير 2021، وتابع ترامب في منشوره متهمًا بايدن بـ"استغلال (السلطة) وإجهاض العدالة".

وبحسب ما تقول شبكة "CNN" الأميركية، فإنه لا يمكن لترامب إلغاء قرار العفو الرسمي الذي أصدره بايدن، مضيفة أن الرئيس الديمقراطي خالف الوعود التي أطلقها مرارًا وتكرارًا قبل انسحابه من سباق انتخابات الرئاسة لعام 2024، عندما وعد بأنه لن يعفو عن جرائم ابنه حتى لو فاز ترامب في السباق الانتخابي، موضحة أنه وبعد قرار بايدن، فلن يحاكم هانتر بأي تهمة من التهم الموجهة إليه، وهو ما يعني عدم دخوله السجن بعد أن كان ذلك احتمالًا واردًا.

وتشير الشبكة الأميركية إلى القرار المصمم على نطاق واسع يمنح هانتر العفو عن الجرائم الضريبية، وتهمة الكذب بشأن تعاطيه المخدرات عندما اشترى سلاحًا ناريًا، من بين مجموعة من القضايا الجنائية الأخرى، فضلًا عن الجرائم فيدرالية التي ربما ارتكبها من الأول من كانون الثاني/يناير 2014 حتى الأول كانون الأول/ديسمبر 2024.

ووفقًا لـ"CNN"، فإن الإطار الزمني الذي شمله قرار العفو يغطي الفترة التي كان فيها هانتر عضو مجلس إدارة في شركة الغاز الأوكرانية "بوريسما"، وغيرها من الأعمال التجارية المثيرة له المثيرة للجدل خارج الولايات المتحدة، بما في ذلك الصين. وكثيرًا ما ردد ترامب أنه يجب محاكمة هانتر على أنشتطته التجارية في أوكرانيا، وغيرها من الدول الأخرى.

ترامب حذّر دول بريكس بفرض تعريفات جمركية بنسبة 100% على بضائعها ووارداتها إذا واصلت مساعيها لطرح عملة بديلة عن الدولار في معاملاتها التجارية.
اقرأ أكثر: https://t.co/CS1EhRd5iT pic.twitter.com/Xvv2DdjyZ4

— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) December 2, 2024

ونقلت شبكة "NBC News" عن مسؤول كبير في البيت الأبيض قوله إن بايدن قرر خلال عطلة نهاية الأسبوع منح نجله عفوًا، قبل أن يبلغ مساعديه، أمس الأحد. فيما قال شخصان كانا على اطلاع مباشر على المناقشات إن بايدن ناقش إصدار قرار العفو عن ابنه لأول مرة في حزيران/يونيو الماضي، لافتًا إلى أنه جرى التوافق حينها على القول إنه لن يعفو عن ابنه.

تقول الشبكة الأميركية إن التهم الـ12 التي أدين بها هانتر قد تصل عقوبتها القصوى إلى السجن 42 عامًا، لكنها تضيف أيضًا أنها لا تُمنح عادةً لإدانات هذه الجرائم. وبحسب مسؤولين سابقين في وزارة العدل والبيت الأبيض شاركوا سابقًا في إصدار قرارت العفو الرئاسي، فإنهم يعتقدون أنه كان ينبغي على بايدن أن يمارس هذه السلطة قبل وصول ترامب إلى البيت الأبيض.

وكان وكيل مصلحة الضرائب الذي أبلغ عن مخالفات هانتر الضريبية، جوزيف زيغلر، قد قال  لـ"NBC News" في تصريحات نشرت العام الماضي إنه تقدّم بطلب فتح التحقيق بعد مشاهدته سجلات مصرفية تشير إلى أن هانتر كان يدفع لنساء يقدمن خدمات جنسية من الحساب المصرفي للشركة، مؤكدًا أن قرار فتح القضية لم يكن يحمل أي أبعاد سياسية.