لا احتفالات وهجرة متزايدة.. العدوان الإسرائيلي يلقي بظلاله على مدينة بيت لحم
2 ديسمبر 2024
للعام الثاني على التوالي، لم تتزين مدينة بيت لحم بحلّة عيد الميلاد بسبب العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، والهجمات وحملات التدمير التي لا تتوقف في مدن وقرى الضفة الغربية المحتلة.
الساحة المقابلة لكنيسة المهد بقيت مهجورة، فيما أغلقت غالبية المحال التي تبيع الهدايا التذكارية للزوار والسياح التي كانت تعجّ بهم المدينة سابقًا. فقد شُل القطاع السياحي بالكامل منذ بدء الحرب.
الكثير من الأسر المسيحية في المنطقة تسعى لإيجاد سبل للخروج، بسبب غياب السياحة التي تسببت في ركود اقتصادي، إضافة إلى "التهديد المستمر باندلاع العنف في الضفة الغربية"
ومجددًا، لا توجد خطط لوضع شجرة عيد الميلاد المزينة بالأنوار في البلدة القديمة للمدينة المقدسة، التي تُعتبر مسقط رأس السيد المسيح. ويقول الأب عيسى ثلجية، القس الأرثوذكسي الذي يخدم في كنيسة المهد، لوكالة "رويترز " للأنباء: "في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها مدننا الفلسطينية، وخاصة في قطاع غزة، فإن الوضع صعب حتى نظهر أي مظاهر للفرح والابتهاج والإضاءة أو الشجرة أو الزينة". وأضاف: "الاحتفال داخلي، سيقتصر على الصلوات والشعائر الدينية داخل الكنائس".
أمراء الحرب.. المستوطنون المدرجون على القائمة السوداء يحاولون التحكم بـ #الضفة_الغربية.
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) September 11, 2024
اقرأ أكثر: https://t.co/iCfEl8b8zy pic.twitter.com/QDQEmJQiZu
وأشار الأب ثلجية إلى أن الكثير من الأسر المسيحية في المنطقة تسعى لإيجاد سبل للخروج، بسبب غياب السياحة التي تسببت في ركود اقتصادي، إضافة إلى "التهديد المستمر باندلاع العنف في الضفة الغربية".
وأوضح الأب ثلجية أن الهجرة من مدينة بيت لحم في تزايد مستمر، وقال: "نرى عائلات تخرج وتسافر إلى أماكن كثيرة في العالم. طبعًا لذلك أثر سلبي جدًا على مدينة بيت لحم، خاصة أن الوجود المسيحي في هذا المكان هو وجود مهم".

ويتحدث السكان عن أن معدل الهجرة من المدينة في تزايد، خاصة في الأشهر القليلة الماضية، في ظل التضييق على سبل العيش، مع قيام الاحتلال الإسرائيلي بفرض قيود على حرية التنقل في أنحاء الضفة الغربية المحتلة.
يتحدث علاء أفتيم، أحد سكان بيت لحم ومالك مطعم للفلافل، لوكالة "رويترز" عن أن ابن عمه انتقل مؤخرًا للعيش في أستراليا. وقال: "في ظل الظروف الراهنة التي نعيشها، هناك الكثير من العائلات المسيحية التي تهاجر من مناطق الضفة إلى الخارج، إلى أستراليا أو أميركا. نظرًا للظروف المعيشية والاقتصادية السيئة، أصبحت الناس تبحث عن فرص حياة أفضل لها ولمستقبل أولادها، وهذا الشيء لم يعد موجودًا في البلاد".
وأشار أفتيم إلى أن السفر بين مدن الضفة الغربية أصبح محفوفًا بالمخاطر. وقال: "لا يوجد أمن إذا كنت تنتقل بين المناطق داخل الضفة الغربية، مثل بين بيت لحم ورام الله وأريحا والخليل".
وجود سموتريتش سيكون له دور حاسم في قدرة "إسرائيل" على اتخاذ الخطوة النهائية بضم أراضي الفلسطينيين بالكامل، بحسب موقع "موندويس".
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) December 2, 2024
اقرأ أكثر: https://t.co/NIbJiawMA0 pic.twitter.com/35eQ000GFG
بدوره، أشار القس إسحاق، الذي يخدم في كنيسة بيت لحم اللوثرية، إلى أن العائلات المسلمة في المدينة تهاجر أيضًا بسبب الضغوط المالية والمخاوف بشأن المستقبل. وقال: "هناك خوف من أن هذه الحرب قد تمتد إلى مناطق في الضفة الغربية، خاصة بعد تسليح المستوطنين والإعلان عن احتمال ضم الضفة الغربية".
منذ العاشر من تشرين الأول/أكتوبر 2023، وزع وزير الأمن القومي اليميني المتطرف، إيتمار بن غفير، أكثر من 120 ألف قطعة سلاح على المستوطنين الإسرائيليين بدعوى "حماية أنفسهم".
كما شهدت الضفة الغربية خلال العامين الماضيين توسعًا سريعًا في المستوطنات، في وقت يسعى فيه المستوطنون المتطرفون إلى الدفع بمشروع فرض السيادة الكاملة على الضفة الغربية المحتلة وضمها.
داخل الكنيسة، وأمام مجسم يرمز إلى السيد المسيح وهو طفل مستلقي بين كومة من الأنقاض ويعتمر الكوفية الفلسطينية، عبّر القس إسحاق عن شعوره قائلاً: "هذه الحرب لن تنتهي أبدًا".