لا دواء ولا غذاء.. تحذيرات من انهيار صحي شامل في غزة
6 ابريل 2025
حذرت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة من كارثة صحية وشيكة، نتيجة منع الاحتلال الإسرائيلي إدخال لقاحات شلل الأطفال إلى القطاع، ووصفت هذا المنع بأنه "قنبلة موقوتة" تهدد بتفشي الوباء بين الأطفال.
وأكدت الوزارة في بيانها، الصادر مساء الأحد، أن هذا الإجراء يُعد استهدافًا غير مباشر للأطفال، ويعرض حياة أكثر من 602 ألف طفل لخطر الإصابة بالشلل الدائم والإعاقات المزمنة، مشيرة إلى أن الجهود التي بُذلت على مدار الأشهر السبعة الماضية لمكافحة المرض باتت مهددة بالانهيار الكامل.
حذرت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة من كارثة صحية وشيكة، نتيجة منع الاحتلال الإسرائيلي إدخال لقاحات شلل الأطفال إلى القطاع
وخلال لقائه مع منسقة الشؤون الإنسانية بالإنابة السيدة سوزانا تكاليتش، شدد وكيل وزارة الصحة، د. يوسف أبو الريش، على أن الوضع الصحي والإنساني في غزة وصل إلى مستويات "خطيرة وكارثية".
وطالب أبو الريش المجتمع الدولي والجهات الإنسانية المعنية بالضغط الفوري على الاحتلال من أجل السماح بإدخال اللقاحات والمستلزمات الطبية، وتوفير ممرات آمنة لضمان وصولها إلى الأطفال في جميع أنحاء القطاع.
وبحسب وزارة الصحة، فإن 59% من الأدوية الأساسية و37% من المستلزمات الطبية الحيوية نفدت تمامًا من مخازن القطاع. كما أن استمرار إغلاق المعابر يُفاقم من معاناة أكثر من 13 ألف مريض بحاجة ماسة للسفر لتلقي العلاج التخصصي خارج غزة.
وفي السياق ذاته، حذرت الوزارة من تداعيات منع الإمدادات الغذائية، ما يهدد الأمن الغذائي ويزيد من احتمالات وفاة الأطفال نتيجة سوء التغذية وفقر الدم. وتم توثيق وفاة 52 طفلًا بسبب سوء التغذية خلال العدوان الإسرائيلي على غزة، وسط توقعات بارتفاع الأعداد.
وأكدت الوزارة أن مستشفيات غزة تعاني من نقص حاد في محطات الأكسجين والمولدات الكهربائية اللازمة لتشغيل الأقسام الحيوية، فضلًا عن انعدام قطع الغيار والزيوت والفلاتر. كما أوضحت أن غياب الأجهزة الطبية التشخيصية يعطل العديد من التدخلات الطارئة، في حين يشكل الاستهداف المباشر لطواقم الإسعاف والفرق الإنسانية عائقًا كبيرًا أمام جهود إنقاذ الجرحى والمصابين.
إضافة إلى ذلك، تسبب تعطل خطوط المياه في انتشار الأمراض الجلدية وحالات الإسهال، بينما وثقت الوزارة استشهاد 274 طفلًا ولدوا خلال الحرب، في مؤشر على تفاقم الكارثة الإنسانية. واختتمت وزارة الصحة مناشدتها بالتأكيد على أن 16 مركزًا صحيًا من أصل 52 مركزًا للرعاية الأولية خرجت بالكامل عن الخدمة، مما يترك السكان أمام مستقبل صحي غامض في ظل الحصار المستمر.
ووفقًا لتقرير أصدره الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، يواجه أطفال غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث، حيث فقد 39,384 طفلًا أحد والديهم أو كليهما، بينهم 17 ألف طفل أصبحوا دون أي معيل من عائلهم.
وتحدث التقرير الذي صدر بمناسبة اليوم العالمي للطفل الفلسطيني، والذي يصادف الخامس من نيسان/أبريل من كل عام، عن إصابة 7065 طفلًا بإعاقات دائمة، وسُجلت 4700 حالة بتر، منها 846 حالة بين الأطفال، فيما يواجه 7700 رضيع خطر الموت بسبب نقص الرعاية الطبية، وانهيار النظام الصحي في القطاع.
وحسب بيان وزارة الصحة الفلسطينية الصادر اليوم الأحد، فقد ارتفع عدد الشهداء منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 50,695 شهيد و 115,338 مصابين بجروح، وجلّ الشهداء والجرحى من النساء والأطفال.
وفي سياق متصل، حذرت منظمة الأمم المتحدة للأطفال (اليونيسيف) من الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة، حيث حُرم أكثر من مليون طفل من المساعدات المنقذة للحياة لأكثر من شهر نتيجة استمرار منع دخول المساعدات الإنسانية، وفقًا لتقرير المنظمة الأممية الصادر مساء السبت.
وحذّرت من أن الأطفال الذين يتلقون علاجًا لسوء التغذية يواجهون خطرًا كبيرًا، بعد إغلاق 21 مركزًا للعلاج، ما يعادل 15% من إجمالي عيادات التغذية الخارجية، منذ 18 آذار/مارس 2025، نتيجة أوامر النزوح أو القصف، ما أدى إلى حرمان 350 طفلًا من الرعاية اللازمة وتفاقم حالتهم الصحية بشكل قد يهدد حياتهم.
وبيّنت اليونيسيف أن الأغذية التكميلية الضرورية لنمو الرضّع نفدت من وسط وجنوب غزة، ولم يتبقَ من حليب الأطفال الجاهز للاستخدام سوى كمية تكفي لـ400 طفل لمدة شهر، في حين يُقدر عدد الرضّع دون سن الستة أشهر الذين يحتاجون إلى تغذية تكميلية بنحو 10 آلاف طفل.