1. سياسة
  2. سياق متصل

لتكريس الضم وفرض الأمر الواقع.. تصاعد الاستيطان في وادي الأردن والقدس الشرقية

6 يمشي 2025
تنتشر البؤر الاستيطانية في كامل الضفة الغربية (AFP)
الترا صوتالترا صوت

يتصاعد النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة بوتيرة غير مسبوقة، وكان أحدث هذه الخطوات إقدام جيش الاحتلال الإسرائيلي على شق طريق ترابي وحفر خندق بالقرب من قرية بردلة في شمال وادي الأردن.

وبررت إسرائيل هذه الإجراءات بأنها تدابير أمنية تهدف إلى تعزيز دوريات الجيش في المنطقة، وذلك بعد مقتل مستوطن إسرائيلي في آب/أغسطس الماضي. ومع ذلك، لم تقدم السلطات الإسرائيلية أي تفاصيل واضحة حول طبيعة المشروع قيد التنفيذ.

على مدار العام الماضي، تصاعدت عمليات إنشاء البؤر الاستيطانية حول بردلة، حيث انتشرت أعلام إسرائيلية على التلال المجاورة، فيما طُرد الرعاة البدو من أراضيهم بعد تعرضهم للترهيب

غير أن سكان بردلة، التي تعتمد على الرعي والزراعة كمصدر رئيسي للرزق، يخشون من أن تكون هذه التحركات العسكرية مجرد تمهيد لضم الأراضي الزراعية ومنعهم من الوصول إلى المراعي التي يرعى فيها نحو 10 ألاف رأس من الأغنام والماعز. ويقول المزارعون إن هذه الخطوة ستؤدي إلى تدمير سبل عيشهم، كما حدث في مناطق أخرى من الضفة الغربية، حيث أُجبر المزارعون على ترك أراضيهم بسبب القيود العسكرية والتوسع الاستيطاني.

الاستيطان يبتلع أراضي الفلسطينيين

على مدار العام الماضي، تصاعدت عمليات إنشاء البؤر الاستيطانية حول بردلة، حيث انتشرت أعلام إسرائيلية على التلال المجاورة، فيما طُرد الرعاة البدو من أراضيهم بعد تعرضهم للترهيب، وفقًا لشهادات أربع عائلات بدوية ومنظمات حقوقية إسرائيلية تحدثت إلى وكالة "رويترز" للأنباء.

وفي الأسابيع الأخيرة، تم إقامة كرفانات ومنازل مؤقتة في التلال المحيطة بالقرية، وهو ما يُعد مؤشرًا واضحًا على بناء بؤر استيطانية جديدة.

تكريس الضم العسكري والاستيطاني

حتى وقت قريب، كان وادي الأردن بمنأى نسبيًا عن التوسع الاستيطاني مقارنة ببقية أنحاء الضفة الغربية، لكن الأشهر الماضية شهدت زيادة غير مسبوقة في الوجود العسكري والاستيطاني الإسرائيلي. ومع كل خطوة جديدة في بناء المستوطنات وشق الطرق الالتفافية، يصبح المشهد على الأرض أكثر تعقيدًا، مما يضعف فرص إقامة دولة فلسطينية ذات تواصل جغرافي، وهو مطلب أساسي في أي تسوية سياسية مستقبلية.

يقول عضو المجلس المحلي لقرية بردلة، إبراهيم صوافطة، إن الحواجز العسكرية والبؤر الاستيطانية الجديدة ستمنع ما لا يقل عن 24 مزارعًا من الوصول إلى أراضيهم، مما سيدفعهم إلى بيع مواشيهم بسبب عدم القدرة على توفير المراعي لها. وأضاف: "بردلة ستصبح سجناً صغيراً"، مشيرًا إلى أن الهدف من هذه الخطوات هو إجبار الفلسطينيين على مغادرة وادي الأردن بالكامل.

من جهته، أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي أن المنطقة الواقعة خلف الطريق الترابي الجديد قد تم تصنيفها كمنطقة إطلاق نار، لكنهم أشاروا إلى أن هناك "ممرًا" يسمح للسكان بمواصلة حياتهم اليومية، دون توضيح طبيعة هذا الممر أو مدى تأثيره على حركة الفلسطينيين.

يرى صوافطة أن بناء الطريق الجديد قد يكون وسيلة لإعادة توجيه حركة المرور نحو الطرق التي تسيطر عليها إسرائيل، مما يضيق الخناق على الفلسطينيين ويحد من وصولهم إلى أراضيهم، مشيرًا إلى أن بعض هذه الأراضي تعود ملكيتها للسكان المحليين.

بالنسبة لصوافطة، فإن ما يحدث هو عملية مصادرة للأرض بأدوات "قانونية وعسكرية"، مضيفًا: "إسرائيل تستولي على الأرض فعليًا، وتطرد الفلسطينيين بطريقة ممنهجة".

الاستيطان يتوسع وسط تصاعد التوترات

تأتي هذه التطورات في إطار جهود إسرائيلية أوسع لإعادة تشكيل الضفة الغربية، حيث تسارعت عمليات الاستيطان والضم الفعلي خلال الأشهر الثمانية عشرة الماضية، تزامنًا مع الحرب المستمرة على قطاع غزة.

وخلال الأسابيع الأخيرة، شن الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية واسعة في شمال الضفة الغربية المحتلة، وقام بعمليات اقتحام لمخيمات اللاجئين في جنين وطولكرم وطوباس، مما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف من السكان، وأثار مخاوف من تهجير قسري طويل الأمد.

الاستيطان يتوسع بلا رادع

منذ بداية الحرب على غزة، تم بناء 43 بؤرة استيطانية جديدة في الضفة الغربية، وفقًا لمنظمة "السلام الآن" الإسرائيلية. وتتركز 7 من هذه البؤر في وادي الأردن، حيث تمنع المستوطنات الجديدة الفلسطينيين من الوصول إلى أراضيهم الزراعية، ما يعزز السيطرة الإسرائيلية على المنطقة.

وتشير منظمات حقوقية إلى أن العنف الاستيطاني قد تصاعد بشكل ملحوظ، خاصة بعد أن ألغى دونالد ترامب العقوبات التي فرضتها إدارة الرئيس السابق جو بايدن على المستوطنين المتورطين في الهجمات ضد الفلسطينيين.

مخاوف من التهجير

على مدار الأشهر الماضية، تعرض الفلسطينيون في وادي الأردن لهجمات متكررة من قبل المستوطنين المسلحين، مما دفع العديد منهم إلى مغادرة قراهم. في كانون الثاني/يناير الماضي، تعرضت مدرسة في بردلة لهجوم بعد مزاعم المستوطنين بأن طلابًا فلسطينيين رشقوهم بالحجارة.

محمود كعابنة، أحد السكان الذين نزحوا من أم الجمال الواقعة جنوب بردلة إلى طوباس، قال إن المستوطنين هاجموهم بشكل متكرر، مما أجبره على مغادرة منزله مع 12 عائلة أخرى. وأضاف: "كانوا يهاجموننا كل يوم سبت، ولم يسمحوا لنا بمغادرة بيوتنا".

تعزيز الأغلبية اليهودية في القدس

في سياق متصل، كشفت هيئة "البث الرسمية" الإسرائيلية عن مقترح قدمه نائب رئيس بلدية الاحتلال في القدس، آرييه كينغ، للحكومة الإسرائيلية، يهدف إلى توسيع نفوذ البلدية على حساب المجالس الاستيطانية المجاورة، وذلك في إطار مساعٍ لتعزيز الأغلبية اليهودية في المدينة وترسيخ مكانتها كعاصمة لإسرائيل، وفق تعبيره.

وقالت هيئة "البث الرسمية"، أمس الأربعاء، إنه "من المتوقع أن يتم تقديم خطة لبناء أكثر من 1000 وحدة سكنية في القدس الشرقية اليوم للتصديق عليها من قبل لجنة التخطيط والبناء المحلية في القدس" التابعة للبلدية الإسرائيلية.

وأضافت: وفقًا للخطة، من المتوقع بناء 380 وحدة سكنية في مستوطنة "نوف تسيون" بالقرب من جبل المكبر. بالإضافة إلى مدرسة وكنيسين ومناطق تجارية.
وتابعت: "وبالقرب من حي صور باهر الفلسطيني، بين مستوطنة "رمات راحيل" وحي "هار حوما"، سيتم بناء 650 وحدة سكنية أخرى، ومناطق تجارية، ومدرسة ابتدائية، وكنيس ومركز مجتمعي ورياض أطفال".

وأفادت مصادر سياسية بأن هناك ترجيحات قوية للموافقة على المقترح خلال الأيام المقبلة، حيث ينص على إخضاع مساحات شاسعة من الأراضي الواقعة تحت سيطرة المجالس الاستيطانية لمنطقة نفوذ بلدية القدس، تحديدًا في منطقتي "مجلس ميته بنيامين" الاستيطاني و"جفعات زئيف".

ضم مساحات واسعة من المستوطنات المحيطة

يُعتبر "ميته بنيامين" أحد أكبر المجالس الاستيطانية في الضفة الغربية، حيث يضم 46 مستوطنة، و10 بؤر استيطانية، ومستوطنتين زراعيتين، ومنطقة صناعية، تنتشر على أراضي محافظة رام الله والبيرة وأجزاء من القدس. ويشمل مقترح كينغ ضم 7300 دونم من مجلس "جفعات زئيف" إلى نفوذ بلدية القدس، بما في ذلك "حديقة النبي صموئيل"، إضافة إلى 1600 دونم من مجلس بنيامين الاستيطاني، والتي تضم محجرًا مهجورًا شمال مستوطنة "نيفي يعقوب" وغابة "كيرن كايمت ليسرائيل" الممتدة بين "نيفي يعقوب" ومستوطنة "آدم" المقامة على أراضي قرية جبع الفلسطينية.

مشاريع استيطانية ضخمة في القدس الشرقية

بالتوازي مع مخطط توسيع نفوذ البلدية، من المقرر أن تناقش اللجنة المحلية للتخطيط والبناء الاستيطاني في بلدية القدس، اليوم الأربعاء، خطة جديدة لبناء أكثر من ألف وحدة استيطانية في القدس الشرقية.

وبحسب تفاصيل المشروع، سيتم إنشاء 380 وحدة استيطانية في مستوطنة "نوف تسيون"، المحاذية لجبل المكبر، إلى جانب مدرسة، وكنيسين يهوديين، ومساحات تجارية. كما تشمل الخطة بناء 650 وحدة استيطانية أخرى بالقرب من حي صور باهر، بين مستوطنة "رامات راحيل" وحي "هار حوما" (جبل أبو غنيم)، بالإضافة إلى إنشاء مساحات تجارية، ومدرسة ابتدائية، ومركز جماهيري، ورياض أطفال.

ترسيخ السيطرة الإسرائيلية على القدس

تأتي هذه الخطط في سياق سياسة إسرائيلية متسارعة تهدف إلى تكريس السيطرة على القدس الشرقية وتعزيز الوجود الاستيطاني فيها، من خلال إعادة ترسيم الحدود الإدارية وتكثيف مشاريع البناء الاستيطاني، ما يهدد بتغيير معالم المدينة وإضعاف الوجود الفلسطيني فيها.

نحو الضم الفعلي؟

يشير مراقبون إلى أن هذه التحركات ليست معزولة، بل تندرج ضمن مخططات أوسع لتعزيز الاستيطان في الضفة الغربية والقدس، وتقويض أي إمكانية لإقامة دولة فلسطينية ذات تواصل جغرافي في المستقبل.

ويرى الفلسطينيون أن إنشاء "إدارة المستوطنات" عام 2023، والتي تعمل تحت سلطة بتسلئيل سموتريتش، هو خطوة نحو تحويل الاحتلال العسكري إلى ضم رسمي للضفة الغربية.

وسبق أن صرح سموتريتش العام الماضي بأنه يسعى إلى كسب دعم واشنطن لتنفيذ خطة الضم بحلول عام 2025.

كما يثير موقف دونالد ترامب تساؤلات عديدة، خاصةً أنه كان قد اعترف بالقدس عاصمةً لإسرائيل خلال ولايته الأولى، لكنه لم يُصدر بعد موافقة واضحة على الضم الكامل للضفة الغربية. ومع ذلك، فإن تصريحاته الأخيرة بشأن تهجير سكان غزة وإعادة إعمارها تحت إشراف أميركي توحي بأنه يسير نحو الاعتراف بضم إسرائيل للضفة الغربية المحتلة.

كلمات مفتاحية

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة

image

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة

أول مئة يوم من حكم ترامب الجديد.. ارتباك داخلي واضطراب في النظام العالمي

تسبب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، منذ مجيئه إلى البيت الأبيض 20 كانون الثاني/يناير في ولاية رئاسية ثانية، بحالة من الإرباك والفوضى كادت تقلب النظام العالمي رأسًا على عقب

TEST TEST TEST

test test final

image

test 3

سياق متصل

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة