1. سياسة
  2. سياق متصل

لماذا تلاعب نتنياهو بتفاصيل أرقام الأسرى المفرج عنهم ضمن صفقة التبادل؟

23 فبراير 2025
(Getty) تلاعب نتنياهو كعادته بالأرقام والمعطيات
الترا صوتالترا صوت

ليس من باب الصدفة أن يتمكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من الوصول إلى سدة الحكم في دولة الاحتلال 3 مرات، وأن يحتفظ لنفسه بالمدة الأطول في منصب رئيس الوزراء في تاريخ إسرائيل، بإجمالي أكثر من 17 عامًا. إذْ اشتهر نتنياهو بنهج التلاعب السياسي، ليس بالتصريحات واللغة فحسب، بل أيضًا بالأرقام والمعطيات الإحصائية.

كان آخر ذلك ما أعلنه البارحة، بتبجّح، من أنه تمكّن من استعادة 147 أسيرًا حيًّا من غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع المحاصر في السابع من تشرين الأول/أكتوبر. وبتعقّبٍ دقيق لهذا الموضوع، وفقًا للحقائق المعلنة، تمكنت وكالة الأناضول، من كشف تلاعب نتنياهو الواضح بتلك الأرقام، مبينةً أنّ كل ما تمكنت إسرائيل من إطلاق سراحه عبر العمل العسكري هم 5 أسرى إسرائيليين أحياء على أكثر تقدير، فيما حصلت عبر التفاوض على إطلاق سراح 104 آخرين.

بيان مكتب نتنياهو

زعم مكتب نتنياهو في البيان الذي أصدره أنّهم استعادوا "حتى الآن 192 أسيرًا من غزة منذ 7 أكتوبر، منهم 147 على قيد الحياة، و45 أمواتًا"، مضيفًا أن "63 أسيرا إسرائيليا لا يزالون في يد حماس”.

تؤكّد الوقائع أنّ التفاوض، وليس العمل العسكري، هو ما أعاد الأسرى، فعبر صفقات التبادل استعادت إسرائيل 104 من الأسرى أحياء، بالإضافة إلى 4 جثامين.

وجاء بيان مكتب نتنياهو، بالتزامن مع تسليم المقاومة الفلسطينية في غزة للدفعة السابعة من الأسرى الإسرائيليين، التي شملت 4 جثامين جرى تسليمها الخميس، و6 من الأسرى الأحياء تمّ تسليمهم أمس الجمعة. مع الإشارة إلى أنّ دولة الاحتلال لم تف بالتزاماتها حتى اللحظة، حيث أرجأت إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين. وفي هذا الصدد أدان نادي الأسير الفلسطيني، تأخير إسرائيل الإفراج عن الأسرى، واصفًا ذلك بأنه "إرهاب منظّم وتنكيل بالأسرى"، كما اعتبرت حركة حماس عدم التزام الاحتلال بالإفراج عن أسرى الدفعة السابعة من عملية التبادل في الموعد المتفق عليه، خرقًا فاضحًا للاتفاق.

تلاعب نتنياهو بالحقائق

تكشف تفاصيل الأرقام المعلنة على مدار 16 شهرًا من حرب الإبادة الجماعية، عن معلومات تفضح زيف ادعاءات مكتب نتنياهو، فطيلة الفترة المذكورة لم تستعد إسرائيل من خلال عملياتها العسكرية سوى 5 أسرى أحياء، وذلك على مرّتين: الأولى كانت في الثامن حزيران/يونيو الماضي، حيث أعلن جيش الاحتلال عن "استعادة 4 أسرى في منطقتين من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، عبر هجوم جوي وبري وبحري، أسفر عن مقتل 274 فلسطينيًا بينهم 64 طفلًا و57 سيدة، وإصابة المئات بجروح مختلفة". وأدّى الهجوم، حسب رواية حماس، عن قتل 3 من الأسرى، أحدهم يحمل الجنسية الأميركية، وذلك خلال عملية استعادة الأسرى الأربعة.

وفي 27 آب/أغسطس أعلن جيش الاحتلال للمرة الثانية عن استعادة أحد أسراه يدعى فرحان القاضي، ولم يكن ذلك، حسب هآرتس، عبر عملية عسكرية، وإنما كان بعد تمكّن الأسير من الفرار من آسريه داخل أحد الأنفاق، قبل أن تنقذه قوة عسكرية من جيش الاحتلال.

أمّا بخصوص استعادة جثامين الأسرى عبر العمل العسكري، فكانت أبرز العمليات تلك التي تمت في آب/أغسطس 2024، حيث أعلن الجيش عن العثور على جثث 6 أسرى داخل نفق في منطقة حي السلطان برفح.

يشار إلى أنّ جيش الاحتلال، اعترف في نفس الشهر، بأنّ الأسرى الستة لقوا حتفهم، أثناء اجتياحه للمنطقة، قائلًا إنّ عملية الاجتياح كان لها "تأثير ظرفي أدى لمقتلهم". واعتبرت هيئة أهالي الأسرى، في ذلك الوقت، أنّ هذا الاعتراف، بمثابة دليل جديد على أنّ استمرار الحرب يؤدي إلى مقتل الأسرى. الأمر الذي جعل الأهالي يصعدون من احتجاجاتهم، لحثّ نتنياهو على التوصل لاتفاقٍ لوقف إطلاق النار ، والتوقف عن المماطلة والتلاعب بمصير المفاوضات وإطالة أمد معاناة الأسرى.

يذكر أنّ حركة حماس، دأبت على التحذير من أنّ نتنياهو يتعمّد تحييد الأسرى، "حتى لا يشكلوا عليه ضغطًا كورقة تفاوض بيد حماس".

التفاوض سبيلًا لاستعادة الأسرى

تؤكّد الوقائع أنّ التفاوض، وليس العمل العسكري، هو ما أعاد الأسرى، فعبر صفقات التبادل استعادت إسرائيل 104 من الأسرى أحياء، بالإضافة إلى 4 جثامين. يشار إلى أن 81 أسيرًا من بين الأسرى المفرج عنهم، مزدوجو الجنسية، هذا بالإضافة إلى 23 أسيرًا من العمال الأجانب، الذين أطلقت المقاومة سراحهم خلال هدنة إنسانية في تشرين الثاني/نوفمبر 2023.

تكشف هذه المعطيات، بالدليل، أنّ ما تمكنت إسرائيل من إطلاق سراحهم من خلال العمل العسكري، لم يتجاوز 5 أسرى، وفي المقابل استردت 104 أسرى عبر التفاوض، في حين قامت المقاومة بإطلاق سراح 28 من الأجانب خارج الصفقة.

حاول نتنياهو القفز على هذه الحقائق، عبر نسبة تحقيق نصر متوهم إلى نفسه، عبر خلط الأرقام والتلاعب بها من جهة، وإعطاء حكومته هامشًا للمناورة في عدم إكمال اتفاق وقف إطلاق النار.

السياق

كان من المفترض أن تنطلق مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في الثالث من شباط/فبراير الحالي، لكنّ نتنياهو ماطل في ذلك، وكشفت تقارير إسرائيلية أنّ رئيس الحكومة وعد وزير ماليته، بتسلئيل سموتريتش، بعدم "الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار بغزة، لإقناعه بالبقاء في الائتلاف الحكومي، وبالتالي منع ائتلافه من الانهيار".

فهل يكون التباهي باستعادة هذا الكم من الأسرى الأحياء بمثابة وسيلة لامتصاص ضغط الشارع المطالب باستعادة الأسرى من جهة، والذهاب نحو تفجير اتفاق وقف إطلاق النار من جهة ثانية؟

كلمات مفتاحية

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة

image

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة

أول مئة يوم من حكم ترامب الجديد.. ارتباك داخلي واضطراب في النظام العالمي

تسبب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، منذ مجيئه إلى البيت الأبيض 20 كانون الثاني/يناير في ولاية رئاسية ثانية، بحالة من الإرباك والفوضى كادت تقلب النظام العالمي رأسًا على عقب

TEST TEST TEST

test test final

image

test 3

سياق متصل

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة