لماذا يرفض ضباط النظام السابق المتواجدين في العراق العودة إلى سوريا؟
23 ديسمبر 2024
رفض مئات الضباط السوريين الذين فروا إلى العراق قبيل ساعات من سقوط نظام الرئيس المخلوع، بشار الأسد، العودة إلى سوريا، خوفًا من تعرضهم لأعمال انتقامية أو محاكمات بسبب الانتهاكات المتهمين بارتكابها بحق المدنيين خلال السنوات الماضية، ذلك بعدما أكدت حكومة تصريف الأعمال السورية لأكثر من مرة أنها ستلاحق جميع ضباط النظام البائد، الملطخة أيديهم بدماء السوريين.
وكانت تقارير سابقة قد ذكرت أن، ماهر الأسد، الشقيق الأصغر للأسد الذي كان يقود "الفرقة الرابعة" المسؤولة عن ارتكاب المجازر بحق السوريين، موجود في محافظة السليمانية في شمال العراق، بعد فراره من سوريا عبر المناطق الخاضعة لنفوذ قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، وهو في ضيافة زعيم حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، بافل طالباني، برفقة مستشارين اثنين، دون أن يصدر تأكيد رسمي للمعلومة.
موقع "العربي الجديد" نقل عن مسؤولين عراقيين في العاصمة بغداد قولهما إنه نحو 300 عسكري خدموا في نظام الأسد "غالبيتهم ضباط، رفضوا العودة إلى بلادهم مع زملائهم الآخرين"، وأضاف أحد المسؤولين أن "القرار العراقي عدم إجبار أحد على العودة، وخُيّروا بين البقاء أو الرحيل، وقسم منهم قالوا إنهم لا يريدون العودة، وأنهم يسعون إلى دولة لجوء أخرى".
رفض مئات الضباط الفارين إلى العراق العودة إلى سوريا خوفًا من تعرضهم لأعمال انتقامية أو للمحاكمة بسبب الانتهاكات المتهمين بارتكابها بحق المدنيين خلال السنوات الماضية
كما أكد مسؤول عراقي آخر المعلومات ذاتها لـ"العربي الجديد"، موضحًا أن عدد الضباط الذي رفضوا العودة إلى سوريا يتراوح من 270 حتى 300 عسكري، لافتًا إلى وجود "عناصر محلية متعاونة مع النظام السوري بينهم أيضًا، يُعتقد أنهم من الفصائل المحلية الساندة، وكلهم جرى نقلهم من الأنبار إلى العاصمة بغداد".
من جانبه، أعاد مسؤول عراقي سبب الموقف الإيجابي للعراق بشأن تعاطيه مع رغبة الضباط بعدم العودة إلى سوريا، لما وصفه بـ"أسباب إنسانية"، لافتًا إلى أنه هناك قسم من هؤلاء العسكريين "يريدون التأكد من عدم وجود أي أعمال انتقامية ضدهم حال عودتهم إلى بلادهم". كما أكد رئيس لجنة الأمن في مجلس محافظة الأنبار، سعد المحمدي، أكد أن بعض هؤلاء الضباط "يخشى العودة إلى سوريا، خاصة أولئك الذين كانوا ضباطًا في الجيش والاستخبارات".
🎥 فيديو حصري لـ"الترا صوت": عودة 1950 من عناصر نظام الأسد السابق عبر البوكمال.
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) December 21, 2024
.
.
📌 بدأت مساء الأمس عمليات إدخال 1950 ضابطًا وعنصرًا من قوات نظام الأسد البائد من #العراق إلى #سوريا عبر منفذ (البوكمال - القائم).
📌 يتم نقلهم إلى دمشق لإجراء عملية تسوية مع حكومة دمشق، مع مصادرة… pic.twitter.com/3RtrAmfEKu
وكان عناصر من الضباط والجنود في قوات النظام البائد قد فروا إلى العراق عبر معبر البوكمال الحدودي على الجانب السوري مع الحدود العراقية في السابع من كانون الأول/ديسمبر الجاري، وذلك قبيل ساعات من فرار الأسد إلى موسكو، ووفقًا لعديد التقارير فإن عدد قوات النظام البائد الذين فروا إلى العراق بلغ أكثر من 2490 عنصرًا، بالإضافة عدد من موظفي وحراس معبر البوكمال الحدودي.
وتشير معظم التقارير إلى أن العناصر الذين فروا إلى العراق غالبيتهم كانوا يخدمون في "الفرقة الرابعة"، المدرجة على لائحة العقوبات الأميركية، مخلفين ورائهم جميع الأسلحة الثقيلة والخفيفة ضمن المقرات العسكرية والمستودعات، بما في ذلك الدبابات والمدافع الميدانية وراجمات صواريخ ومستودعات للأسلحة والذخائر، التي استولت عليها "قسد".
وكان مراسل "الترا صوت" في دير الزور قد أفاد، الخميس الماضي، بأن العراق أعاد أكثر من 1900 عنصرًا من قوات النظام البائد الذين فروا إلى العراق عبر معبر القائم، مضيفًا أن إدارة العمليات العسكرية قامت بنقل قوات النظام السابق العائدين إلى دمشق تمهيدًا لتسوية أوضاعهم، بعد مصادرة هواتفهم المحمولة مؤقتًا.