"لمّا كان كل شي أحلى".. كيف تذكّر العرب الشيف الراحل رمزي شويري؟

لو كانت ثمة قائمة لبعض أعز الذكريات من زمن التلفزيون، لكان الشيف رمزي شويري في رأسها. فغالبًا ما يظهر في أحاديث كثيرين من أجيال الثمانينات ومن قبلهم، ويُذكر مع تلك اللحظات الساحرة من أيام رمضان، كما تذكر صورته المنطبعة في الأذهان من كتابه الذي دخل ملايين البيوت على امتداد العالم العربي.

كان الشيف رمزي "مايسترو" الطهو الحديث، وأحب الوجوه لأمهاتنا حول العالم العربي، اللواتي انتظرن بلهفة نصيحة مضمونة لطبخة شهيّة للعائلة

كان الشيف رمزي "مايسترو" الطهو الحديث، وأحب الوجوه لأمهاتنا حول العالم العربي، اللواتي انتظرن بلهفة نصيحة مضمونة لطبخة شهيّة للعائلة.  كان الشيف رمزي، بلهجته الحلوة وابتسامته التي تملأ الشاشة، ينثر السحر ببراعته وخفته وسرعة بديهته، وببساطته أيضًا وهو يحول مكونات بسيطة موجودة في كل بيت، إلى أطباق لا غنى عنها. 

يوم أمس الأحد، 18 حزيران/يونيو 2023، أعلن عن وفاة الشيف رمزي، بنوبة قلبية، فجعت قلوب ذويه ومحبيه في الوطن العربي والعالم. 

وسرعان ما انتشر الخبر  اليوم الإثنين، وتجدد الحديث في وسائل الإعلام عن أحد الشخصيات الأبرز في فن المطبخ اللبناني والشرق أوسطي، والذي رحل عن عمر يناهز 52 عامًا، حسبما أكد منشور على صفحته الرسمية على إنستغرام. 

ولد الشيف رمزي في بيروت عام 1971، وقد غرف من فنون الطهو العالمية وأدخلها إلى بلاده، كما طعّمها حينًا آخر بالنكهة اللبنانية الأصيلة، وترك وراءه إرثًا طهويًا يستحق الاحتفاء به على مدى السنين، خاصة وأن الشيف رمزي قد دخل فوق ذلك إلى بيوت كل العرب في العقود الماضية، وكان حاضرًا على موائدهم مع كل طبخة شهيّة من وصفاته.

حصل الشيف رمزي على العديد من الجوائز والأوسمة، منها وسام الاستحقاق الذي منحه إياه الرئيس إميل لحود عام 2003، كما سجل أربعة أرقام قياسية في موسوعة غينيس لصناعته أكبر الأطباق من الحمص والتبولة والفلافل والفتة، وما يزال يحتفظ باثنين من هذه الألقاب حتى اليوم. 

وبين عامي 1993 و2010 ، أحدث الشيف رمزي ثورة في فن المطبخ اللبناني والشرقي من خلال إطلاق أول عرض طبخ حي في العالم العربي، حقق مئات ملايين المشاهدات، كما أصدر في العام 1997 كتابه الخاص في فنون الطهي، وقد حقق الكتاب مبيعات غير مسبوقة في العالم العربي، وفاز بجائزة Prix Gourmand المرموقة في عام 2003.

في عام 2018، قرر الشيف رمزي نزع مريول الطبخ، واعتزال المهنة في عالم الطهي، وتكريس وقته وجهد لمؤسسة "الكفاءات"، وهي مؤسسة أسسها والده نديم شويري وتقدم رعاية مجانية لآلاف الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ومن ذوي أسر محدودة الدخل. وقد شغل الشيف منصب الرئيس التنفيذي للمؤسسة منذ عام 2015، وقد ساعدها في تحقيق أحد الأرقام القياسية في موسوعة غينيس في العام 2017. 

حاصل الشيف رمزي على إجازة في القانون والاقتصاد من جامعة ليون بفرنسا، ثم تابع دراسة فنون الطهي في جامعة لندن. 

تم تعيين الشيف رمزي سفيراً للطهي العربي للخطوط الجوية القطرية في العالم، كما شغل منصب مستشار الطهو الشخصي في بلاط عدة دول عربية، كما كان سفير الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لشركة Princesse الهولندية، وعرف في الإعلام بلقب "سفير المطبخ اللبناني"، وقد كان جديرًا بذلك اللقب باتفاق الجميع، لمحاولته الدائمة إدخال النكهة الإنسانية الرحيمة، في كل مراحل عمله وحياته. 

تفاعل واسع مع رحيل الشيف

على وسائل التواصل الاجتماعي، حلت صدمة واسعة بين العرب للرحيل المبكر للشيف رمزي، وننقل هنا أبرز التغريدات التي تحدثت عنه: