1. قول

لم يعتقلكَ أحد

28 ابريل 2016
لاجئون سوريون قرب زحلة في لبنان 2015 (Getty)
مالك فؤادمالك فؤاد

 1
صاحب الشقّة في الإسكندرية، قرر أن يُخفض لي من الإيجار خمسين جُنيهًا، حين عرف أنّني سوريّ وقادمٌ من حربٍ ليست واضحة، كما يقول، بعد أن أخذ نفسًا عميقًا وهو ينظر في وجهي، سألني هل اعتقلك أحد؟ قلتُ لا، استردَ الخمسين جُنيهًا وقال لي: "إزاي ماحدش اعتقلك؟".

أنتَ تُنادي للحريّة، عرفتكَ من جِلْدك، رغم أنه لم يعتقلك أحد

2
على الفيسبوك كتبتُ ستاتوسًا حينَ خرجتُ من دمشق: "الحريّة التي نريد، أن لا يعتقلوا الورود، ويُطلقوا سراحَ الأزهار". جاءتني بعدها ثلاثُة تعليقات متتالية: "هلأ صرت حر؟"، "ببوس إيدك خود خمسين ليرة وما تحكي شي عن الحرية"، "لم يعتقلكَ أحد".

اقرأ/ي أيضًا: من مهرج السلطان إلى السلطان المهرج
 
3

طبيب الجلديّة في مدينة زحلة اللبنانية، بعدَ أن سمعتُ من مريضٍ سابق بأن كشفيته خمسون دولارًا أمريكيًا، مقابل خمسة دقائق أمام طبيب لبناني، وقفتُ هامًا بالخروج، سمعتُ صوت السكرتيرة تُنادي "مالك جاء دورك"، دخلتُ خَجَلًا إلى الطبيب، وفي جيبي عشرة دولارات فقط. سألني أنتَ ضدّ النظام؟ كانَ مركزه في مكانٍ يضجّ بمؤيدي النظام السوريّ، قلتُ له لا، ورحت أشتكي من معارك الطرفين التي دمّرت كلّ شيء، عمّ الحزن في عينيه، قال لي: لن تدفع لي شيئًا، فقط انتبه لنفسك، هذه المنطقة مليئة بمؤيدي النظام السوري، أنتَ تُنادي للحريّة، عرفتكَ من جِلْدك، رغم أنه لم يعتقلك أحد.

4

في عمّان، طلب مدير العمل منذ اليوم الأول من السوريين جميعًا، أن يبقوا صامتين، قائلًا: أخافُ أن يكشف أحد لغة لجوئكم، سألتهُ ضاحكًا وما الفائدة من ذلك؟ ردّ عليّ غاضبًا: اصمتْ، يبدو أنه لم يعتقلك أحد.

اقرأ/ي أيضًا:

غزة.. الحرب قبل الحب

في قريتنا ماسوني

كلمات مفتاحية

بين مرايا الدم وأقلام الحياد.. خيانة المثقف العربي لقضاياه

لم تعد غزة مجرد جغرافيا محاصرة، بل غدت اختبارًا أخلاقيًا للإنسانية، ومرآة تعكس نفاق المجتمع الدولي وعجزه عن وقف المجازر المرتكبة على مرأى ومسمع من العالم.

رغم الخسائر والضغوط.. لماذا تتجنب مصر استهداف اليمن عسكريًا؟

تمثل العلاقات المصرية اليمنية حالة استثنائية شديدة التمايز والخصوصية، إذ يربط البلدين قائمة مطولة من القواسم المشتركة، المتنوعة بين الثقافي والسياسي والجغرافي

بعد نصف قرن... هل غادر لبنان "بوسطة الموت"؟

عشية الذكرى الخمسين لاندلاع الحرب الأهلية اللبنانية، كان متحف "نابو"، في شمال لبنان، يجهّز مساحة في حديقته تتعدّى الزمان والمكان، خصّصها لحفظ بوسطة عين الرمانة، أو "بوسطة الموت"، كي "تكون الحرب عبرة وتحفيزًا لكتابة تاريخ حرب لبنان"

TEST TEST TEST

test test final

image

test 3

سياق متصل

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة