"لن ننتظرهم ليصلوا إلى الحدود".. لهجة التدخل العراقي في سوريا تتصاعد
3 ديسمبر 2024
تتواصل في العراق التصعيدات الإعلامية والسياسية بشأن الوضع في الأراضي السورية، وسط تبني خطاب رسمي من القوى الحاكمة، وعلى رأسها تحالف الإطار التنسيقي الحاكم، الذي يصف تحركات المعارضة السورية بالإرهابية، مؤكدًا دعمه لرئيس النظام السوري بشار الأسد.
تأتي هذه التصعيدات في سياق تأكيدات متزايدة بأن الأحداث في سوريا تشكل تهديدًا للأمن القومي العراقي، مع تحذيرات من احتمال امتداد آثار النزاع إلى الأراضي العراقية. وبينما تدعو بعض الأطراف إلى التدخل العسكري لـ"حماية الأمن العراقي"، يُفضّل تيار آخر الانسحاب من أي تدخلات في الشأن السوري، داعيًا إلى الحلول السياسية والتفاوضية.
وأصدر تحالف الإطار التنسيقي بيانًا مساء الاثنين أكد فيه أن "أمن سوريا امتداد للأمن القومي العراقي". وشدد البيان، الذي نقلته وكالة "الأنباء العراقية"، على أهمية تأمين الحدود العراقية وضرورة التصدي لأي تهديدات قد تأتي من سوريا.
في هذا السياق، لوّح المتحدث العسكري باسم الحكومة العراقية، يحيى رسول، بتدخل عسكري محتمل في سوريا من أجل "استهداف الجماعات الإرهابية"، مشيرًا إلى أن الحكومة العراقية تتابع تحركات هذه الجماعات عبر جهود استخباراتية متطورة داخل سوريا، على حد تعبيره.
المتحدث العسكري باسم الحكومة العراقية: "إذا وجدت (المعارضة السورية)فكرة للاقتراب من العراق سوف نستهدفهم قبل إتمام الفكرة، حتى لو كانوا داخل سوريا"
وتابع رسول في تصريحات تلفزيونية: "لن ننتظرهم ليصلوا إلى الحدود. لدينا الآن جهد استخباري يراقب ما يجري، ويحلل ويقدم تقارير على مدار الساعة". وأضاف: "لدينا استخبارات داخل سوريا تتابع هذه الجماعات، وإذا ظهرت لديهم نوايا للاعتداء على العراق، سنستهدفهم قبل أن يتمكنوا من تنفيذها، حتى لو كانوا داخل الأراضي السورية".
ووفقًا للمتحدث العسكري، فإن رئيس الوزراء استمع خلال اتصال هاتفي مع رئيس النظام السوري بشار الأسد إلى إيجاز عن الوضع هناك، مؤكدًا أن "نظام بشار الأسد لن يسقط، لأن جميع الدول العربية والجامعة العربية تدعم الدولة السورية"، على حد قوله.
ي المقابل، دعا رئيس تحالف السيادة، خميس الخنجر، إلى عدم تدخل العراق في الشؤون السورية والالتزام بعدم إرسال مقاتلين إلى سوريا. كما طالب بإجراء حوار بين النظام السوري والمعارضة، بمشاركة دول إقليمية مثل إيران، تركيا، والسعودية، بهدف إيجاد حل سياسي للأزمة. وأكد الخنجر، في بيانه الذي نقله موقع "العربي الجديد"، على ضرورة احترام المادة الثامنة من الدستور العراقي، التي تنص على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.
ولاقى بيان الخنجر تأييدًا من بعض القوى السياسية العراقية، التي طالبت بتجنب التصعيد العسكري والتركيز على الحلول السياسية. في المقابل، تعرضت دعوته لعدم التدخل لهجوم من أطراف حليفة لطهران، خاصة من الميليشيات التي تنشط في سوريا. وتكشف هذه الردود عن انقسام داخلي في العراق حول كيفية التعامل مع الأزمة السورية.
خبير أمني: لهجة الخطاب الحربي المتصاعدة في العراق متفق عليها لأغراض سياسية. وهذا الخطاب مطلوب إيرانيًا لحماية نظام الأسد، لكنه رفع وتيرة الخطاب الطائفي داخل العراق
من جانبه، حذّر الخبير الأمني العراقي سعد الحديثي من تبعات التصعيد الإعلامي والميداني، مشيرًا إلى أن الخطاب المبالغ فيه قد يؤدي إلى توريط العراق في "المستنقع السوري". وأكد الحديثي أن دعم النظام السوري أو إرسال مقاتلين إلى سوريا قد يعرض العراق لضغوط دولية وإقليمية، وقد يؤدي إلى زيادة الاستقطاب الطائفي في الداخل العراقي.
الفريق يحيى رسول الناطق العسكري باسم القائد العام:
— Dr. Haider Salman (@sahaider75) December 3, 2024
لايمكن اعتبار الفصائل الارهابية في سوريا معارضة ومايحدث الان يشابه سيناريو 2014 حيث دخلوا بوجه طيب وبعدها تبين وجههم الحقيقي الارهابي، وترحيب الاهالي كما كما خدعوا سابقا بهم، وهو بالضبط مافغلته داعش والايديولحيا والتصرف نفسه. pic.twitter.com/lHdnXCDdVi
ورأى الحديثي، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن لهجة الخطاب الحربي المتصاعدة في العراق مبالغ فيها، لدرجة تجعل المراقب يظن أنها موجهة لأغراض سياسية. وأضاف: "هذا الخطاب يخدم المصالح الإيرانية في حماية نظام الأسد، لكنه للأسف يرفع وتيرة الخطاب الطائفي داخل العراق. والساسة والمسؤولون في العراق لا يدركون خطورة هذا النهج وعواقبه".