1. سياسة
  2. سياق متصل

ليس لديها خطة.. هل تراجعت روسيا عن دعم النظام السوري؟

7 ديسمبر 2024
صورة كبيرة لرئيس النظام السوري بشار الأسد مرفوعة على أحد الأبنية وسط العاصمة دمشق (رويترز)
الترا صوتالترا صوت

تشهد الخارطة السورية تسارعًا في تبدل موازين القوى العسكرية على الأرض، في أعقاب التقدم الذي حققته فصائل المعارضة السورية على حساب قوات النظام السوري خلال الأيام الماضية، وهو ما أثار المزيد من الأسئلة حول ما إذا كانت روسيا قد تخلت عن دعم رئيس النظام السوري، بشار الأسد، إضافة إلى موقف الكرملين من التطورات الأخيرة بعد انحسار مناطق نفوذ النظام السوري أمام التقدم المتسارع لفصائل المعارضة السورية.

روسيا ليست لديها خطة لإنقاذ الأسد

وبحسب وكالة "بلومبيرغ" الأميركية، أوضح مصدر مقرب من الكرملين أن "روسيا ليست لديها خطة لإنقاذ الأسد، ولا تتوقع ظهور خطة ما دام أن الجيش السوري يواصل التخلي عن مواقعه"، وجاء هذا التصريح بعد ساعات من توجيه السفارة الروسية في العاصمة دمشق نداء إلى رعاياها بأنه يمكنهم المغادرة عبر رحلات تجارية.

ويرى مدير برامج سوريا ومكافحة الإرهاب والتطرف في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، تشارلز ليستر، أنه "لم يكن مستقبل الأسد أكثر هشاشة مما هو عليه اليوم"، مضيفًا "في الوقت الحالي لا يبدو أن روسيا قادرة، أو ربما حتى راغبة، في إنقاذه"، مرجعًا ذلك إلى أن "أجزاء كبيرة من ريف حمص لا تزال تدعم المعارضة ضمنًا، وهذا من شأنه أن يساعد بشكل كبير في تمهيد الطريق إلى المدينة نفسها".

في الوقت الذي يفكر الدبلوماسيون الأجانب في ما يجب عليهم فعله، يظهر أن سيطرة فصائل المعارضة على مدينة حمص "مسألة وقت فقط"

كما لفتت وكالة "بلومبيرغ" إلى أن "شبكة الميليشيات المتحالفة مع إيران ربما تكون أفضل أمل لـ(بشار) الأسد في الحصول على تعزيزات برية لدعم جيشه المنهار، ما يجعل سوريا تتطلع عبر حدودها الشرقية إلى مجموعات مقرها العراق للحصول على الدعم، بعد تضاؤل قدرات حزب الله اللبناني"، وهو الذي يوضحه المحلل البارز في شؤون إيران والطاقة في مجموعة أوراسيا، غريغوري برو، بالقول إن "إيران تحتفظ بمليشيات كبيرة ومجهزة تجهيزًا جيدًا هناك، والتي تم نشرها لدعم الأسد في الماضي"، لكن المشكلة أن "الحكومة العراقية مترددة في إقحام العراق في الأزمة السورية".

وتشير الوكالة الأميركية إلى أنه في الوقت الذي يفكر الدبلوماسيون الأجانب في ما يجب عليهم فعله، يظهر أن سيطرة فصائل المعارضة على مدينة حمص "مسألة وقت فقط"، كما يرى مدير مركز تحليل المخاطر والأمن "بروس آند كونس"، سرهات إركمن، لافتًا إلى أن "حمص أكثر أهمية من حماة، والاستيلاء عليها قد يهدد حكم الأسد بشكل خطير"، مضيفًا أنه "إذا كان النظام السوري عازمًا على الدفاع عنها، فقد يستغرق القتال حوالي أسبوع. لكن إذا كانت الروح المعنوية بين صفوف قوات النظام منهارة، فيمكن للمعارضة السيطرة عليها في غضون يومين تقريبًا".

مفتاح العاصمة دمشق

وتقول تقارير صحفية إن مدينة حمص تُعد "مفتاح العاصمة دمشق"، ويُنظر إليها على أنها "قلب البلاد" لوقوعها في وسط سوريا، مما يمنحها موقعًا مركزيًا من حيث النقل والخدمات اللوجستية، فضلًا عن تشكيلها تقاطعًا يربطها مع المدن الرئيسية مثل دمشق وحلب واللاذقية، كما يشكل امتداد حدودها الإدارية من لبنان غربًا إلى العراق شرقًا صلة الوصل بين شمال وجنوب سوريا.

في غضون ذلك، واصلت فصائل المعارضة تقدمها في مختلف المدن السورية، وذلك غداة إعلانها السيطرة على مدينة درعا بشكل كامل، بعد سيطرتها على المعابر الحدودية مع الأردن، برفقه الحراك العسكري الذي شهدته محافظة السويداء، فيما قالت تقارير صحفية إن قوات النظام انسحبت من السويداء ودرعا، لحظة إعداد التقرير؛ وذلك بالتزامن مع وصول فصائل المعارضة المنضوية ضمن "إدارة العمليات العسكرية" التي أطلقت عملية "ردع العدوان" إلى مشارف مدينة حمص، مع وجوب الإشارة إلى سيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد" على المعابر الحدودية مع العراق في شرق سوريا.

وفي سياق التطورات المتسارعة التي تشهدها الخارطة السورية على رأس كل ساعة منذ أكثر من أسبوع، نفت السفارة الأردنية في واشنطن ما ورد في تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية نقل عن مسؤولين سوريين وعرب، أن مسؤولين أردنيين ومصريين حثوا رئيس النظام السوري، بشار الأسد، على مغادرة سوريا، واقترحوا في مقابل ذلك تشكيل الأسد حكومة في المنفى.

وقالت السفارة الأردنية في بيانها الذي نُشر عبر منصة "إكس" إن: "الادعاء بأن المسؤولين الأردنيين حثوا الرئيس بشار الأسد على مغادرة سوريا وتشكيل حكومة في المنفى هو ادعاء لا أساس له من الصحة وكاذب تمامًا"، وأضافت "نحن نأسف لأن مثل هذه الوسيلة الإعلامية المحترمة تنشر معلومات غير مؤكدة ومضللة دون التحقق من الحقائق بشكل صحيح".

ووفقًا لتقرير "وول ستريت جورنال" ذاته، فإن سيطرة فصائل المعارضة السورية على مدينة حمص، والتي يبلغ عدد سكانها نحو 800 ألف نسمة، من شأنه أن يحرم قوات النظام من الوصول إلى الساحل السوري الذي يُعتبر معقله الرئيسي، حيثُ تتواجد القواعد العسكرية المُطلة على البحر الأبيض المتوسط، والتي أُنشئت غداة التدخل الروسي في سوريا الذي ساعد النظام السوري على استعادة 70 بالمئة من الأراضي التي كانت خارجة عن سيطرته.

فشل الاستثمار الروسي في سوريا

وفي محاولة لقراءة التطورات التي رافقها تقهقر سريع لقوات النظام أمام فصائل المعارضة، ترى مديرة برنامج بحوث الصراع السوري في كلية لندن للاقتصاد، ريم تركماني، أن "الركيزتان الرئيسيتان اللتان تدعمان النظام السوري هما، أولًا قاعدته المؤيدة الداخلية، وثانيًا الدعم الخارجي من إيران وروسيا"، مشيرة إلى وجود "أسئلة كبيرة حول هاتين الركيزتين"، والذي يضاف إليه اعتبار الزميل الاستشاري في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "تشاتام هاوس"، حايد حايد، أن عدم استفادت قوات النظام من "التضحيات" التي قدمتها سابقًا "جعلت النظام أكثر هشاشة".

وهنا يمكننا الإشارة إلى ما ذكرته مجلة "فورين بوليسي" حول التقدم المتسارع لفصائل المعارضة على حساب قوات النظام، والتي أظهرت أن "استثمار روسيا على مدى ثماني سنوات في إعادة بناء قوات النظام، لم يكن له تأثير يذكر على قدرته القتالية بفعالية تحت الضغط"، لافتةً إلى أنه "رغم أن الجهود التي بذلتها روسيا عززت بعض القدرات الفعالة داخل وحدات عسكرية مختارة، مثل فرقة المهام الخاصة الـ25، فإن قوات النظام ككل تظل مفككة وضعيفة التنسيق".

يمكننا الاستناد في ذلك إلى القراءة التي قدمتها المستشارة في المركز الروسي للشؤون الدولية، إيلينا سوبولينا، لـ"التلفزيون العربي"، قد تكون تلخيصًا لما ذكر سابقًا، إذ إنها بعد التأكيد على أن الانهيار السريع لقوات النظام السوري كان بمثابة "الصدمة" لروسيا، وتضيف أنه حتى لو قررت روسيا أن عليها التحرك سريعًا بإرسال مساعدات إلى النظام السوري، فإنه "ماذا بالنسبة لأوكرانيا التي تتطلب وجود قوات روسية"، كما أن نقل القوات الروسية إلى سوريا "يتطلب وقتًا"، وأخيرًا ترى أن "روسيا لا تستطيع أن تقوم بمهام الجيش السوري"؛ ومع ذلك، استبعدت سوبولينا وصول فصائل المعارضة إلى القواعد الروسية في سوريا، لأن "الجيش السوري سيقاوم ببساطة".

وكانت وكالة "نوفوستي" الروسية قد نقلت عن مصدر تركي قوله إنه من المقرر عقد اجتماع لوزراء خارجية صيغة أستانا، اليوم السبت، بمشاركة وزير الخارجية التركي، هاكان فيدال، جنبًا إلى جنب مع نظيريه الروسي، سيرغي لافروف، والإيراني عباس عراقجي، على هامش منتدى الدوحة، ومن المتوقّع أن يحضر الاجتماع رئيس وزراء دولة قطر ووزير الخارجية، الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني.

كلمات مفتاحية

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة

image

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة

أول مئة يوم من حكم ترامب الجديد.. ارتباك داخلي واضطراب في النظام العالمي

تسبب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، منذ مجيئه إلى البيت الأبيض 20 كانون الثاني/يناير في ولاية رئاسية ثانية، بحالة من الإرباك والفوضى كادت تقلب النظام العالمي رأسًا على عقب

TEST TEST TEST

test test final

image

test 3

سياق متصل

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة