1. رياضة

ليفربول في عهدة المجنون

11 أكتوبر 2015
يصف كلوب نفسه بأنه رجل عادي جدًا (أليكس ليفايزي/Getty)
حسين سمورحسين سمور

مُنذُ أن تأسَّسَ نادي ليفربول في العام 1892، كانَ جميعُ مدربي الفريق إمّا إنجليز أو أيرلنديين شماليين أو اسكُتلنديين، أي جميعُ المدربين من ما كان يُعرف بـ"بريطانيا العظمى"، وذلك حتى العام 1998 عندما تسلّم الفرنسي جيرارد هولييه تدريبَ النادي الكبير.

 بعدَ إفاقاتِ الأيرلندي الشمالي بريندان رودجرز مع نادي شمال غرب بريطانيا، تعاقد ليفربول مع الألماني الداهية يورغن كلوب، وأخيرًا مدرب كاريزماتي، وصف نفسه بـ"مجنون كرةِ القدم"، في خُطوةٍ اعتَبرها كبارُ الصحفييّن والمتابعين للشأن الكروي في إنجلترا "أنها أضخم خطوة تقوم بها مجموعة FSG المالكة للنادي منذ تأسيسها". وبذلك يكون كلوب ثاني مدرب من أوروبا الوسطى يدرب النادي الأحمر.

 ذاع صيتُ "الألمانيّ المجنون" كما يُلَقِّبه البعض بعد انتشالِهِ النادي الألماني"بروسيا دورتموند" في العام 2008 من جَحِيم الإفلاس والتخبط الذي كان يعيشه، ووصل به في عامي 2010-2011 و 2011-2012 إلى حَملِ لقب "البوندسليغا" مرتين متتاليتين، والوصولِ إلى نهائي دوري أبطال أوروبا في العام 2013، في نهائيّ ألمانيّ خالصٍ مع الغريم التقليدي "بايرن ميونيخ".

اقرأ/أيضًا: ليفربول.. سيكولوجية عالخفيف

 يُعتبرُ أسلوبُ لعبِ يورغن كلوب متناسبًا بشكلٍ كبيرٍ مع العقليّة الموجودة في نادي ليفربول، وذلك باعتماده بشكل واضح على بثّ روح العَمَلِ والمثابرة وعدم الاستسلام. وهذا ما اعتمده كلوب مع "دورتموند" وحقق له نتائج لافتة، في ظل وجود عملاق بافاريا.

 الضغط العالي والهَجمات المرتدّة

 أسلوبُ لعبِ "المجنون"، ليس فريدًا من نوعه، ولكنَّه مُتقن بدرجة كبيرة. ويَتَركّزُ عمل كلوب على اللّاعبين الشباب، فهو يهتمّ بالعُنصر الشاب في الفريق، الذي من وجهة نظرهِ يساعد على اللعب بطريقةِ الضغط العالي -أسلوب لعب نادي ميلان الإيطالي مع المدرب أريغو ساكي- ولكن الألماني عَمِلَ على تطوير هذا الأسلوب وأعطاهُ بُعدًا أكبرَ وأشمل، من خلال اتباعه أسلوب الضغط العالي "أي اللّعب بالطريقةِ الدفاعية انطلاقًا من وسط ملعب الفريق الخصم".

اقرأ/ي أيضًا: بكاء على أطلال الميلان

أسلوب لعب يورغن كلوب شبيه بـ"ميلان" مع المدرب أريغو ساكي

 لا يهتمّ الألماني بفكرةِ الاستحواذ على الكُرة، كنظيره غوارديولا مثلًا، بل كانَ من أوّل المنتقدين لطريقة لعب برشلونة المتمثلة بالاستحواذِ على الكرة والـ"تيكي تاكا"، لأنّ من وجهةِ نَظَرِهِ فإنّ كرة القدم تفقِدُ رونقها بهذه الطريقة. وقال كلوب "لو كان برشلونة الذي رأيناهُ خلالَ الأربعِ سنواتٍ الماضية هو أوّلُ فريقٍ رأيتُهُ في صغري لكنتُ فضلتُ لعبةَ كرةِ المضرب"، وكان لافتًا أن ينتقد مدرب شاب أسلوبَ لعبِ برشلونة عندما كان الأخيرُ يسيطر على أوروبا.

اقرأ/أيضًا: الأنفيلد لم يعد مرعبًا

 فلسفةُ كلوب اليوم هي كسرُ استحواذِ الفريقِ الآخرعلى الكرة، وتضييقُ المساحات بهدفِ إجبارِ لاعبي الفريق الخصم على ارتكاب الأخطاء، والانطلاق بهجمات مرتدّةٍ سريعة من الدفاع الى الهجوم. من وجهة نظره التدريبيّة، فإن الضغطَ العالي يحقِّقُ الأفضليّة في وسط الملعب عبر وجود عدد كبير من اللاعبين، وبالتالي سدّ كلّ المنافذ على الخصم.

راتب كلوب السنوي خمس ملايين باوند ترتفع إلى سبع في حال الفوز الدوري

الضغطُ العالي وحده لا يحقق النصر لأي نادٍ، لذلك يُرفقُه المدربّ الألماني بفلسفة التحوّل السريع من الدفاع إلى الهجوم، وهو ما نَجح بتطبيقه مع النادي السابق "بروسيا دورتموند"، من خلال الاعتماد على الثنائيّ السريع ماركو رويس وماريو غوتزيه. كما أنّ كلوب يعتمد بشكلٍ كبيرٍ على أن يكونَ عددُ لاعبي فريقه أكثر من عدد لاعبي الفريق الخصم سواء في منطقته أو منطقة الفريق الآخر.

الفلسفةُ التكتيكيةُ التي يعتمدها تترافق دائماً مع نسبةٍ عالية من الشحنِ الذهنيّ والمعنويّ، وهذا ضروريٌّ جدًّا في كرة القدم، كما أنّه يتناسب مع طبيعة النادي وجماهيرِهِ العاطفيّة، وهذا من شأنه أن يعطي زخمًا إضافيًا لانطلاقة المدرّب.

 وبنظرةٍ شاملة، يبدو أنّ صفقة كلوب مُرضِيَةً للجميع، نظرًا لاقتناع جماهيرِ الفريق به وكذلك اقتناع اللاعبين، مما سيسهّلُ كثيرًا من مهمته ويجعل مهمة إعادة ليفربول إلى الواجهة ممكنة.

فأل خير على الحُمر

الفُندق الذي أقامَ فيه يورغن كلوب في مدينة ليفربول هو نفسه الذي أقام فيه رافا بينيتيز في يومِهِ الأوّل كَمدربٍّ للنادي عام 2004، كما أَنّه تمّ حَجزُ الغرفةِ نفسِها التي كانت قد حُجِزَت للمدرب الإسباني. وللمفارقة أيضًا، أنّ أوّل مباراة لَعِبَها رافا مع ليفربول كانت ضِدَّ توتنهام وكذلك الأمرُ مع الألماني. جوانبُ طَريفة أضاءت عليها الجماهيرُ والصحافة القريبة من النادي، آملةً أن يُحقق المدربُّ الألمانيّ لَقَبَ "دوريّ أبطال أوروبا" كما حَصَلَ مع المدرب الإسبانيّ في 2005 والوصول إلى نهائي 2008.

اقرأ/ي أيضًا: فقط في دورتموند.. تركيا تصنع، أرمينيا تسجّل

كلمات مفتاحية
image

ذئاب روما تفترس الإنتر ونابولي ينقض على صدارة الكالتشيو

خسر إنتر ميلان آخر 3 مباريات له في مختلف المسابقات، وودع كأس إيطاليا، وأزاحه نابولي من صدارة الكالتشيو

محمد صلاح يقود فريقه لتحقيق الحلم.. ليفربول بطلًا للبريميرليغ

دخل محمد صلاح تاريخ البريميرليغ، وعادل ليفربول الرقم القياسي الذي احتكره مانشستر يونايتد لسنوات، كما كسر هينة مانشستر سيتي على المسابقة في الأعوام الأربعة السابقة

روديغير يعتذر بعد تصرفه العدواني تجاه حكم الكلاسيكو والريال يترقب عقوبة نجومه

اعتذر روديغير عن سلوكه أمام حكم مواجهة الكلاسيكو، فيما ينتظر ريال مدريد عقوبة ثلاثة من نجومه البارزين

TEST TEST TEST

test test final

image

test 3

سياق متصل

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة