1. قول

ماذا لو مات.. عمران

22 أغسطس 2016
الطفل السورى ذو الـ5 سنوات عمران جالسا وحيدا فى سيارة الاسعاف بعد انتشاله من تحت الأنقاض نتيجة القصف الروسي على حلب
عبد الرزاق ديابعبد الرزاق دياب

حقاً، ماذا كان سيحصل لو أن عمران الحلبي مات ولم تسعفه الحياة؟ ماذا لو أن عمران الحلبي تقطع كما كل الأطفال الشهداء في سوريا وتناثر قطعًا صغيرة تحت الجدران المهشّمة؟

ماذا لو أن عمران مات ككل الأطفال المغمورين بالتراب ولم يستطع أحد سحبه إلا قطعتين، واستطاع المصور التقاط صورة لقدمه من تحت الأنقاض أو بقايا رأسه المهشم. هل كان سينتبه له أحد، وكان سيبكى عليه العالم، وكيف كان سيكون رد فعل مذيعة الـcnn الشقراء؟

في حلب تموت الأحياء وفقًا لـ(خبط عشواء)، منايا توزع على الموتى المفترضين، ولهذا ينتظر الجميع الموت بأشكال مختلفة حسب الأسلحة التي ستسقط على الرؤوس ليلاً ونهاراً

في حلب تموت الأحياء وفقًا لـ(خبط عشواء)، منايا توزع على الموتى المفترضين، ولهذا ينتظر الجميع الموت بأشكال مختلفة حسب الأسلحة التي ستسقط على الرؤوس ليلًا ونهارًا، ومن أجل كل هذا القدر المتوقع يعيش الناس حياتهم العادية دون وجل، فقط ما يؤلم هو أن تفقد عزيزًا وتبقى على قيد الحياة.

لهذا لو مات عمران لكان أمرًا عاديًا في مدينة تحتضر، وتنتظر موتها كل دقيقة، لكن عمران نجا بأعجوبة الموت المؤجل، موت عل هيئة الصدمة، الصعقة كانت ملامح الولد الخارج من قبره كمن يبحث عن عمره الذي نجا من النهاية المتوقعة.

اقرأ/ي أيضًا: حلب..تصعيد جديد أم وقف لإطلاق النار؟

كل الدمع على عمران نفاق عالمي ومحلي وثوري، لا شك أن صدمة الطفل مؤثرة حتى الوجع، ولكن عشرات آلاف الأطفال ماتوا في سورية دون أن يرف جفن لهذا العالم المعتوه، ودون أن تنزل دمعة على أطفال ذبحوا بالسكاكين السوداء، ولا على الموت الفاجع لأطفال في البر، وغرقى منفوخين بالماء وسط البحار المظلمة.

الصور التي يمررها العالم على وسائل الإعلام ليست سوى محاولة للغفران، لشفاء الضمير الذي تحول لمجرد رثاء عابر على الفيسبوك أو تغريدة زرقاء على تويتر، فيما يعاد وأد السوريين فقط لأنهم أرادوا الصراخ.

لكن على العالم الصامت المندهش أن ينتظر موتًا أقسى، فهذا الموت وباء، وحلب التي تتمرغ اليوم بدم أبنائها ستنقل العدوى إلى المدن التي كانت هانئة مثلها، لأن أطفالًا يولدون في النار، ونبتت النار بين أعضائهم. ألم يقل درويش:

طِفْلٌ يَكْتُبُ فَوْقَ جِدَارْ
طِفْلُ نَبَتَتْ بَيْنَ أَصَابِعِهِ النَّارْ
أيَّتُهَا الخُوذَاتُ البَيْضَاءُ حَذَارْ
مِنْ طِفْلٍ نَبَتَتْ بَيْنَ أَصَابِعِهِ النَّارْ
مِنْ طِفْلٍ يَكْتَبُ فَوْقَ جِدَارْ
يَكْتُبُ بَعْضَ الأَحْجَارْ
وَ بَعْضَ الأشْجَارْ
وَ بَعْضَ الأَشْعَارْ


اقرأ/ي أيضًا:

منبج.. بداية دولة الأكراد التى ستؤرق تركيا وإيران

عمران.. الطفل الذي أصبح رمزًا لمعاناة حلب

كلمات مفتاحية

بين مرايا الدم وأقلام الحياد.. خيانة المثقف العربي لقضاياه

لم تعد غزة مجرد جغرافيا محاصرة، بل غدت اختبارًا أخلاقيًا للإنسانية، ومرآة تعكس نفاق المجتمع الدولي وعجزه عن وقف المجازر المرتكبة على مرأى ومسمع من العالم.

رغم الخسائر والضغوط.. لماذا تتجنب مصر استهداف اليمن عسكريًا؟

تمثل العلاقات المصرية اليمنية حالة استثنائية شديدة التمايز والخصوصية، إذ يربط البلدين قائمة مطولة من القواسم المشتركة، المتنوعة بين الثقافي والسياسي والجغرافي

بعد نصف قرن... هل غادر لبنان "بوسطة الموت"؟

عشية الذكرى الخمسين لاندلاع الحرب الأهلية اللبنانية، كان متحف "نابو"، في شمال لبنان، يجهّز مساحة في حديقته تتعدّى الزمان والمكان، خصّصها لحفظ بوسطة عين الرمانة، أو "بوسطة الموت"، كي "تكون الحرب عبرة وتحفيزًا لكتابة تاريخ حرب لبنان"

TEST TEST TEST

test test final

image

test 3

سياق متصل

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة