مانح مؤيد لإسرائيل يسحب التمويل من كلية "ترينيتي كامبريدج" المرموقة
6 ديسمبر 2024
كشف موقع "ميدل إيست آي" البريطاني أن المانح الأميركي المؤيد لإسرائيل، إيفان بيركوفيتش، سحب تمويلًا بمئات آلاف الجنيه الأسترليني من كلية "ترينيتي كامبريدج"، المعروف عنها أنها أغنى كلية في جامعة كامبريدج، متهمًا إياها بالفشل في التحقيق بشكل صحيح في تشويه لوحة اللورد آرثر بلفور، وإعادة النظر في سحب الاستثمارات من شركات الأسلحة المرتبطة بإسرائيل.
وبحسب "ميدل إيست آي"، فإن سحب التمويل هذا يُعتبر الأحدث في سلسلة من الخلافات التي ضربت كلية "ترينيتي كامبريدج" على مدار العام الحالي، بسبب علاقاتها مع الشركات المتواطئة في العدوان الإسرائيلي على غزة منذ أكثر من عام.
وكان الموقع البريطاني قد كشف في شباط/فبراير أن الكلية المرموقة، والتي تعد واحدة من أغنى ملاك الأراضي في المملكة المتحدة، استثمرت بمبلغ يُقدر بـ78 ألف دولار 78.089 دولارًا في كبرى شركات الأسلحة الإسرائيلية "إلبيت سيستمز"، التي تنتج 85 بالمئة من الطائرات المسيّرة والمعدات العسكرية التي يستخدمها جيش الاحتلال، مضيفًا أن الكلية استثمرت أيضًا ملايين الدولارات في شركات أخرى تعمل على تسليح ودعم العدوان الإسرائيلي على غزة.
سحب المانح الأميركي المؤيد لإسرائيل، إيفان بيركوفيتش، تمويلًا بمئات آلاف الجنيه الأسترليني من كلية "ترينيتي كامبريدج" منتقدًا سياسة الجامعة تجاه الطلاب المؤيدين لفلسطين
وأضاف "ميدل إيست آي" أنه ردًا على هذه الاستثمارات، نظم طلاب الكلية وقفات احتجاجية عقب التقرير الذي نشره الموقع البريطاني، مضيفًا أنه بعد أسبوعين من صدور التقرير ذاته، قامت ناشطة من مجموعة "بالستاين أكشن/Palestine Action" برش دهان أحمر اللون على لوحة بلفور، ثم تمزيقها بالسكين، والتي يعود تاريخها إلى عام 1914، مصورة بلفور في كنيسة ترينيتي، مما أدى إلى إدانة الحادثة من قبل كبار السياسيين البريطانيين.
ووفقًا للموقع البريطاني، فإن بيركوفيتش، وهو مدير تنفيذي يهودي أميركي، وابن أحد الناجين من الهولوكوست، قال في تصريحات لصحيفة "جويش كرونيكل": "هناك مقطع فيديو للحادثة، ولا يزال هناك ادعاء بعدم وجود أدلة كافية"، واصفًا التحقيقات في كلية ترينيتي بأنها "سيئة" لدرجة أن الكلية لم تتمكن من تحديد هوية الناشطة الذي شوهت صورة بلفور.
وأشار تقرير "جويش كرونيكل"إلى أن بيركوفيتش كان "منزعجًا من التقارير التي زعمت أن رئيسة (كلية) ترينيتي، سالي ديفيز، كانت تُعيد النظر في سحب استثماراتها من شركات الأسلحة المرتبطة بإسرائيل بعد ضغوط من الجماعات الطلابية المؤيدية لفلسطين"، بحسب "ميدل إيست آي".
BREAKING: Palestine Action spray and slash a historic painting of Lord Balfour in Trinity College, University of Cambridge.
— Palestine Action (@Pal_action) March 8, 2024
Written in 1917, Balfour’s declaration began the ethnic cleansing of Palestine by promising the land away — which the British never had the right to do. pic.twitter.com/CGmh8GadQG
إلى جانب ذلك، فقد أشار الموقع البريطاني إلى أن بيركوفيتش اعترض على أنشطة مركز لاوترباخ للقانون الدولي التابع للكلية، والذي حصل منه بيركوفيتش على منصب زميل فخري، لافتًا إلى سبب الاعتراض استضافت المركز حلقة نقاش بعنوان "مناقشة حول القانون الدولي وفلسطين: المسؤولية والتعويضات والمصالحة"، وسط ترجيح المانح الأميركي بأن تتخذ اللجنة المنظمة لحلقة النقاش "نهجًا غير متوازن تجاه الحرب الجارية"، في إشارة للعدوان الإسرائيلي على غزة.
وكان الموقع البريطاني قد ذكر في أيار/مايو الماضي أن اتحاد طلاب ترينيتي أبلغ الطلاب أن كبار الأكاديميين أكدوا أن الهيئة الإدارية للكلية صوتت لصالح سحب الاستثمارات من شركات الأسلحة الإسرائيلية، وتعليقًا على ذلك قالت الكلية لـ"ميدل إيست آي" إنها "تواصل مراجعة استثماراتها بانتظام"، رافضة تأكيد أو نفي إجراء التصويت.
وقال الموقع البريطاني إن الطلاب الذين راسلوا الكلية عبر البريد الإلكتروني يطلبون فيها توضيحًا بشأن استثماراتها، لم يتلقوا أي ردٍ منها، لافتة إلى الطلاب شعروا بـ"الخداع" مع بدء العام الدراسي الجديد في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، بعدما علموا أن الكلية لم تسحب استثماراتها من الشركات الإسرائيلية، بما في ذلك شركة "إلبيت سيستمز".
