ما أهداف زيارة المستشار الألماني المفاجئة إلى أوكرانيا؟
2 ديسمبر 2024
أعلن المستشار الألماني، أولاف شولتز، عن تقديم بلاده دعمًا عسكريًا لأوكرانيا بمئات الملايين من اليوروهات، وذلك خلال زيارة مفاجئة وغير مُعلنة إلى أوكرانيا، اليوم الإثنين.
تُمثّل هذه الزيارة رسالة واضحة تؤكد دعم برلين غير المحدود لكييف في حربها مع روسيا. وتُعدّ هذه الزيارة الثانية لشولتز منذ بدء الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية في شباط/فبراير 2022.
وقال شولتز في منشور على منصة "إكس" إنه توجه "إلى كييف الليلة عبر القطار إلى بلد يدافع عن نفسه في مواجهة الحرب الروسية العدوانية المستمرة منذ أكثر من ألف يوم"، مضيفًا: "أرغب، من خلال زيارتي الجديدة إلى كييف، في التعبير عن تضامني مع أوكرانيا".
واستغلّ شولتز اللقاء الذي جمعه بالرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، للإعلان عن تسليم برلين معدات عسكرية إضافية لأوكرانيا بقيمة 650 مليون يورو، لافتًا إلى أن التسليم سيتم في كانون الأول/ديسمبر الجاري.
وبحسب ما نقلت وكالة "الصحافة الفرنسية"، أكّد المستشار الألماني أن "أوكرانيا يمكنها الاعتماد على ألمانيا: نحن نقول ما نفعل، ونفعل ما نقول"، داعيًا إلى الجمع بين الدعم العسكري القوي والدبلوماسية لإنهاء النزاع بطريقة تضمن سيادة أوكرانيا. ومنذ تولّي شولتز منصب المستشارية، أصبحت برلين ثاني أكبر مزود للأسلحة لأوكرانيا بعد الولايات المتحدة.
يريد المستشار الألماني، أولاف شولتز، من خلال هذه زيارته المفاجئة تأكيد دعم برلين غير المحدود لكييف في حربها التي تخوضها مع روسيا
ومع ذلك، رفضت برلين مرارًا تزويد كييف بنظام "تورس" للصواريخ بعيدة المدى، القادرة على استهداف مواقع داخل الأراضي الروسية. واستمر هذا الموقف حتى بعد منح الرئيس الأميركي، جو بايدن، الضوء الأخضر لاستخدام صواريخ "أتاكمز" بعيدة المدى ضد روسيا لأول مرة.
وتعليقًا على زيارة شولتز إلى كييف، قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لم يرسل أي رسائل إلى نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عبر المستشار الألماني. وأضاف: "لا أقول إن لدينا أي توقعات من هذه الزيارة، ولكننا نراقب جميع الاتصالات هناك، ونتابع كل الأخبار الواردة من كييف بهذا الشأن"، وفقًا لما نقلته وسائل إعلام روسية.
وكان زيلينسكي قد صرّح في مقابلة متلفزة، السبت الماضي: "إذا أردنا وقف المرحلة الساخنة من الحرب، يجب أن نضع أراضي أوكرانيا التي نسيطر عليها تحت مظلة حلف شمال الأطلسي. هذا ما نحتاج إلى فعله سريعًا، وبعد ذلك يمكن لأوكرانيا استعادة الجزء الآخر من أراضيها دبلوماسيًا". وأكد أن أي عرض يتعلق بعضوية "الناتو" يجب أن يشمل أوكرانيا بكاملها.
وأشارت صحيفة "الغارديان" البريطانية إلى أن الهدف من هذه الزيارة هو طمأنة أوكرانيا باستمرار الدعم الألماني، خاصة بعد الانتقادات التي وُجّهت إلى شولتز إثر مكالمته الهاتفية مع بوتين في الشهر الماضي.
كما تطرّقت الصحيفة إلى حالة عدم اليقين التي تخيم على الدول الغربية مع اقتراب دونالد ترامب من العودة إلى البيت الأبيض، وما قد تحمله سياسته تجاه الحرب الروسية الأوكرانية. وقال شولتز إن مكالمته مع بوتين هدفت إلى محاولة معرفة ما إذا كانت موسكو مستعدة لتخفيف شروطها في أي مفاوضات محتملة لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وقّع #بوتين قانونًا جديدًا يسمح للأفراد الذين يتطوعون للقتال في #أوكرانيا بالحصول على فرصة شطب ديونهم غير المدفوعة، والتي قد تصل قيمتها إلى حوالي 100 ألف دولار أميركي.
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) November 25, 2024
اقرأ أكثر عن القانون: https://t.co/TBcrPzKpQe pic.twitter.com/TkviEATGjg
وأضافت الصحيفة البريطانية أن شولتز يولي اهتمامًا أيضًا بالمشهد السياسي الداخلي، حيث سيواجه تصويتًا على الثقة في كانون الثاني/يناير المقبل، وهي خطوة قد تمهد لإجراء انتخابات مبكرة في شباط/فبراير، بعد انهيار حكومته الائتلافية الشهر الماضي.
وخلال الفترة الأخيرة، تعرض شولتز لانتقادات من مسؤولين ألمان، بعضهم يطالب بوقف تزويد أوكرانيا بالسلاح، وآخرون يدعون إلى تسليمها نظام "تورس".
وأشارت الصحيفة إلى أن الحرب الروسية الأوكرانية تشغل حيزًا كبيرًا في النقاش السياسي الألماني، ومن المتوقع أن تلعب دورًا كبيرًا في الانتخابات المقبلة، خاصة بعد دعوة الحكومة الألمانية المواطنين إلى الاستعداد للحروب عبر بناء الملاجئ وتخزين المواد الغذائية. وجاءت هذه الدعوات وسط تقارير استخباراتية ألمانية تفيد بأن روسيا قد تمتلك القدرة على مهاجمة ألمانيا خلال السنوات الخمس المقبلة.
وفي بيان صدر الشهر الماضي، قال الكرملين إن بوتين أبلغ شولتز خلال المكالمة الهاتفية أن أي اتفاق محتمل مع أوكرانيا يجب أن يستند إلى "الحقائق الإقليمية الجديدة ومعالجة الأسباب الجذرية للصراع".
وأكد بوتين على شروط موسكو لإيقاف الحرب، والتي تشمل احتفاظ روسيا بالسيطرة على أربع مقاطعات أوكرانية استولت عليها منذ عام 2022، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم، وضمان عدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو".