ما مضمون المقترح المصري الجديد لوقف إطلاق النار في غزة؟

كشفت تقارير صحفية حديثة عن تفاصيل جديدة بشأن المقترح المصري لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذلك من خلال تقديم الجانب المصري مجموعة من التصوّرات التي تهدف إلى إنهاء العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ أكثر من عام. ويأتي المقترح المصري بعد أقل من أسبوع على توصل لبنان والاحتلال الإسرائيلي إلى اتفاق وقف إطلاق نار لمدة 60 يومًا.

وبحسب موقع "العربي الجديد"، فإن التصوّر المصري لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، يقترح "تشكيل لجنة من الوسطاء والرعاة الإقليميين" للإشراف على مراقبة التفاهمات خلال المرحلة الانتقالية، مرجحًا أن تكون مدة هذه المرحلة 60 يومًا، وفق تقديرات مبدئية، إضافة إلى تصور المقترح المصري "دورًا واسعًا" لجيش الاحتلال داخل معبر رفح الحدودي مع مصر، على أن يقابل ذلك رفع عدد شاحنات المساعدات التي تدخل إلى القطاع.

ويوضح "العربي الجديد" نقلًا عن المصادر أن الاتفاق المطروح يقترح "مرحلة انتقالية" تقدم خلالها حركة المقاومة الإسلامية "حماس" قائمة بأعداد المحتجزين الأحياء لديها ولدى باقي الفصائل، يتبعها "الشروع في تبادل جزئي للأسرى وبدء دخول المساعدات للقطاع بمعدلات كبيرة تصل إلى 250 شاحنة يوميًا عبر معبر رفح"، مضيفًا أن المقترح المصري عرض تصورًا أن تتم إدارة المعبر من قبل مسؤولين محليين من غزة في السلطة الفلسطينية بـ"رقابة إسرائيلية ودعم مصري".

يقدم المقترح المصري الجديد مجموعة من التصوّرات التي تهدف إلى إنهاء العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ أكثر من عام

وأشارت المصادر في حديثها لـ"العربي الجديد" إلى أن "حماس" أكدت "استعدادها لتقديم تسهيلات وإبداء مرونة من أجل إدخال المساعدات وتخفيف وطأة الوضع الإنساني الصعب على أهل القطاع"، فضلًا عن "تعهدها بالابتعاد تمامًا عن المعبر خلال الفترة الانتقالية"، لافتًا إلى أن هذه الإجراءات سيتبعها "مفاوضات مكثفة للوصول إلى اتفاق كامل يقضي بوقف إطلاق النار وانسحاب إسرائيل من القطاع وفق مراحل زمنية يتم الاتفاق عليها".

وأضاف "العربي الجديد" أنه وفقًا للمعلومات المتوفرة فإن "حماس أبدت مرونة بعدم اشتراطها انسحابًا إسرائيليًا كاملًا خلال المرحلة الانتقالية، سواء من محور صلاح الدين الحدودي (فيلادلفيا)، أو القطاع بشكل عام". وبحسب الموقع ذاته، فإن وفدًا قياديًا من حركة الجهاد الإسلامي وصل إلى القاهرة، أمس السبت، للمشاركة في مناقشات اتفاق وقف إطلاق النار في غزة التي يقودها جهاز المخابرات العامة المصرية.

ونقل "العربي الجديد" عن المتحدث باسم "حماس"، جهاد طه، قوله إن "حركة حماس منفتحة على المقترحات التي من شأنها وقف إطلاق النار والانسحاب، ومعالجة كافة القضايا التي خلّفها العدوان المستمر، ووقف مسلسل المجازر وحرب الإبادة"، مشددًا على أن "إدارة قطاع غزة شأن فلسطيني داخلي يتم التفاهم عليه مع كافة مكونات شعبنا الوطنية، وهذا بحاجة إلى تضافر الجهود بما يخدم قضايا شعبنا وحقوقه المشروعة".

وكان "العربي الجديد" قد أشار إلى وجود خلافات مصرية إسرائيلية ظهرت مؤخرًا بخصوص "الترتيبات الأمنية في الشريط الحدودي بين قطاع غزة وسيناء"، موضحًا أن الجانب المصري أبدى "رفضًا لإجراءات نفذتها إسرائيل بشكل أحادي في محور صلاح الدين (فيلادلفيا)، من بينها تركيب وسائل مراقبة وكاميرات يتجاوز مدى عملها المنطقة الحدودية إلى مسافات كبيرة داخل سيناء"، مضيفًا أن القاهرة طلبت "حسم هذه الخلافات قبل الشروع في الحديث حول الترتيبات الدائمة لأي اتفاق خاص بإنهاء الحرب في غزة".

في السياق، نقل "التلفزيون العربي" عن مصدر مصري قوله إن "المقترح الجديد يناقش الانسحاب التدريجي للقوات الإسرائيلية من غزة، كما يبحث تشكيل لجنة دولية برئاسة الولايات المتحدة للإشراف على وقف إطلاق النار"، لافتًا إلى أن مصادر مصرية مطلعة أكدت أن "الأجواء إيجابية ومواتية للتوصل إلى تفاهمات توقف الحرب على غزة في ظل الأفكار الجديدة لتحريك الملف والتعزيز الأميركي لتلك الجهود".

وتعليقًا على التقارير الأخيرة التي تشير إلى إعادة إحياء مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، يرى المستشار في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، عمرو الشوبكي، في حديثه لـ"التلفزيون العربي" أن "مجموعة من المتغيرات منها الوضع الإقليمي" كانت السبب وراء إحياء المفاوضات مجددًا، في إشارة لوقف إطلاق النار في لبنان. مرجعًا ذلك إلى "تأثير قدوم إدارة جديدة تستعد للدخول إلى البيت الأبيض ومحاولاتها للظهور كقادرة على إنجاز تسوية فشلت الإدارة الأميركية الحالية في تحقيقها".

من جانبه، يعتبر الباحث في مركز مدى الكرمل، مهند مصطفى، أن مقترح الاتفاق "يحظى بفرص لدى تل أبيب، لكن بالشروط الإسرائيلية"، مرجحًا أن يطرح الجانب الإسرائيلي مجموعة من الشروط التي من شأنها أن "تغيّر المقترح"، لافتًا إلى أن "إسرائيل ستفاوض مصر على صفقة تبادل الأسرى، لكنها لن تقبل بوقف إطلاق النار لمدة يوم واحد"، معتقدًا أن توافق إسرائيل على "هدن قصيرة المدة، لا تتعدى الأيام، يتم خلالها إطلاق سراح أسرى إسرائيليين أحياء دون أن تتعهد إسرائيل بعدها بوقف الحرب على القطاع"، مستبعدًا أن توافق إسرائيل على مقترح إدارة معبر صلاح الدين من قبل لجنة فلسطينية.

وكان السيناتور الجمهوري، ليندسي غراهام، قد كشف في مقابلة مع موقع "أكسيوس" الأميركي، أن الرئيس المُنتخب، دونالد ترامب، يريد التوصل إلى صفقة لوقف إطلاق النار في غزة قبل توليه مهامه رسميًا في البيت الأبيض، معربًا عن أمله بأن "يعمل الرئيس ترامب وإدارة بايدن معًا خلال فترة الانتقال لإطلاق سراح الرهائن وتحقيق وقف إطلاق النار".