ما هي تداعيات "هجوم نيو أورليانز" على السياسة الأميركية في حقبة ترامب؟
2 يناير 2025
في أعقاب حادثة الدهس التي هزت مدينة نيو أورليانز في الولايات المتحدة في أول أيام العام الجديد، حيث أسفر عن مقتل وإصابة العشرات يواجه الرئيس المنتخب دونالد ترامب تحديات جديدة على جبهة "مكافحة الإرهاب".
فالهجوم الذي نفذه عسكري أميركي سابق يدعى شمس الدين جبار، أعاد تسليط الضوء على التهديد الذي يمثله تنظيم "داعش"، خاصة وأن تقارير السلطات الأميركية تشير إلى أن المنفذ على صلة بالتنظيم المتطرف.
وقُتل جبار، البالغ من العمر 42 عامًا، في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة بعد الهجوم. وأظهرت التحقيقات الأولية أنه كان قد نشر مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي قبل ساعات من تنفيذ العملية، حيث أعرب عن دعمه لتنظيم "داعش" وخططه لارتكاب أعمال عنف. ووفقًا لوكالة "أسوشيتد برس"، بلغت حصيلة الهجوم 15 قتيلًا.
في أعقاب حادثة الدهس التي هزت مدينة نيو أورليانز في الولايات المتحدة بأول أيام العام الجديد، يواجه الرئيس المنتخب دونالد ترامب تحديات جديدة على جبهة "مكافحة الإرهاب"
كان جبار، الذي خدم في الجيش الأميركي بين عامي 2007 و2015، قد حصل على ميدالية "الحرب على الإرهاب" أثناء خدمته، لكنه واجه صعوبات في التأقلم مع الحياة المدنية بعد تركه الخدمة. وأشارت وكالة "رويترز" إلى أنه أصبح أكثر تطرفًا منذ عام 2017، مما دفعه في النهاية إلى تنفيذ الهجوم.
صحيفة "تايمز" البريطانية تساءلت حول تداعيات الهجوم على السياسة الأميركية في عهد الرئيس القادم، دونالد ترامب، حيث يأتي في وقت معقد بالنسبة للولايات المتحدة، حيث تشهد الساحة الجيوسياسية تغيرات كبيرة. ورغم هزيمة "داعش" شبه الكاملة في عام 2019، يحذر الخبراء الذين تحدثوا للصحيفة من أن التنظيم يعيد بناء قدراته بهدوء، مستفيدًا من الفراغات الأمنية في سوريا والعراق.
وذكرت الصحيفة البريطانية أن من أبرز التحديات التي ستواجه إدارة ترامب هو الوضع في شمال شرق سوريا، حيث تحتجز الجماعات الكردية آلاف المقاتلين السابقين لتنظيم "داعش" وعائلاتهم. ويزيد من تعقيد الأمور انسحاب القوات الأميركية التدريجي من العراق، مما "قد يتيح للجماعات الإرهابية فرصة لإعادة التنظيم"، وفقًا للصحيفة.
وأثار خبراء مخاوف بشأن تأثير أي انسحاب أميركي من سوريا والعراق على جهود "مكافحة داعش". وأشار الزميل المشارك في المركز الدولي لمكافحة الإرهاب، كولين كلارك، في حديثه للصحيفة البريطانية، إلى أن "تقليص التركيز على مكافحة الإرهاب قد يعرض الولايات المتحدة لضربات جديدة". وأضاف: "ستحتاج إدارة ترامب إلى التحرك بسرعة وفعالية منذ اليوم الأول".
وبحسب الصحيفة سيكون للهجوم أيضًا تأثير كبير على سياسة ترامب الداخلية، فمن المتوقع أن يواجه ضغوطًا متزايدة. فقد وعد ترامب بإجراء إصلاح حكومي هائل قد يسعى خلاله إلى تقليل حجم ونفوذ مكتب التحقيقات الفيدرالي، وهو قرار من شأنه أن يشل "جهود مكافحة الإرهاب". كما أن تقليل عدد القوات العاملة في الشرق الأوسط قد يواجه بانتقادات واسعة.
وقد شهدت نيو أورليانز حوادث مشابهة في السنوات السابقة، إلا أن حادث رأس السنة هذا يُعد الأكثر دموية الذي شهدته المدينة.