مباراة مصيرية في الدوري الأوروبي.. فهل يفعلها الكناري ويطيح بالسيدة العجوز؟
23 فبراير 2023
تستقبل أرضية ملعب لابوجوار بمدينة نانت الفرنسية ثاني قمم جولة الإياب من ملحق الدور الـ16 بالدوري الأوروبي، حيث يستقبل فريق الكناري الفرنسي نظيره يوفنتس الإيطالي في لقاء مرتقب سيكون رهانه حسم ورقة التأهل لدور القادم، فبعد التعادل المخيب بمباراة الذهاب سيحاول يوفنتوس أن يعالج أزماته المحلية بفوز من الأراضي الفرنسية يبقيه على قيد الحياة قاريًا.
الدوري الأوروبي، منه هزأت جماهيرُ يوفنتوس الإيطالي قبل شهرين، ووضعته في خانة المُلهيات التي قد تحجب أعين المسؤولين عن الإخفاق الكبير، وتصمُ آذانهم عن ضجيج الأصوات المنادية بالتجديد، والمطالبة بالإصلاحات الملحة على الصعيدين الإداري والرياضي، وبالدوري الأوروبي أدركت جماهير البيانكونيري سبيلهم الوحيد للخروج من بحر الظلمات، الذي أٌغرق فيه بفعل ما جنته أيدي المسؤولين من نوائب أقبرت طموح النادي محليًا قبل أن يشتد بناءُها.
لا شيء ينبئ بعودة الوضع للاستقرار في تورينو، فمنذ أن طُبق قرار خصم الـ15 نقطة من حساب السيدة العجوز بالدوري، انقلبت الأمور رأسًا على عقب، ومر معها طموح المشجعين من الفوز بالصيد الكبير للقبول بالنزر اليسير. بعد أن أصبح طريق اللعب بدوري الأبطال بالموسم القادم يتقاطع حتمًا مع سلك طريقه القاري الجديد بهذا الموسم لغايته الأخيرة، فقد تصالحت جميع الأطراف بالنادي على تنصيب الدوري الأوروبي كالهدف الأول للنادي، بداية من المدرب أليغري الذي قال، " مسار أوروبي جديد يبدأ بالنسبة لنا، إنه هدف مهم لأنه يمكن أن يكون بوابة لدوري أبطال أوروبا. نريد أن نقطع كل الطرق ".
لكن حتى اليسير قد أصبح عسيرًا على السيدة العجوز، التي اجترحت لها من اسمها نصيب في لقاء الذهاب أمام نانت بملعبها، وعجزت حتى عن فوز يسير يبدد بعض من مخاوف لقاء الإياب، العجز الهجومي الذي لاحق كتيبة أليغري بالمباراة الفارطة، ستطرح على الأخير عديد الأسئلة والإشكالات التي سيكون مطالب بحلها الليلة، خاصة مع إلزامية الفاعلية الهجومية بمباراة الليلة، للاستعاضة عن التعادل المخيب داخل الأراضي بالمباراة السابقة.
على الجهة المقابلة، يحلم نانت الفرنسي عندما يستقبل يوفنتوس على أرضية ميدانه لا بوجوار بتكرار التاريخ، حينما تفوق على يوفنتوس بالملعب ذاته في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا 1996، ويسعى فريق الكناري المتوج باللقب الليغ1 في ثمان مناسبات لاستعادة بعض من صولاته الأوروبية، وطرق أبواب أحد المقاعد الثمانية التي ستمر للدور ثمن النهائي من الدوري الأوروبي، ولكن ذلك يمر حتماً عبر الإطاحة بفريق السيدة العجوز لحجز مكان له ضمن الثمانية فرق المتأهلة.
نانت وبعد البداية الكارثية للموسم، بدأ الفريق يستعيد شيئًا من توازنه بالجولات الأخيرة، حيث لم يخسر إلا في مناسبتين من أخر 12 مباراة للفريق بكل المسابقات، فهذه الاستفاقة تحمل دلالة كبيرة لعل أبرزها ذلك الجانب المتعلق بالتطور الدفاعي الكبير للفريق، والذي انعكس أدائه إيجابًا بمباراة الذهاب بإيطاليا. خط الدفاع سيكون في الصف الأول للمعركة حسب أنتوان كامبواري مدرب الفريق، حيث سيقود معركة الدفاع عن حلم مدينة بأكملها في مواصلة المشوار الأوروبي، " نعلم أنها مباراة مهمة للنادي والجماهير والمدينة، لكني أرى لاعبين هادئين، فنحن جاهزون، لقد أعطينا أنفسنا الحق في الحلم. والآن يبقى الجزء الأصعب، نحن نعلم أن الأمر سيكون معقدًا للغاية، وأنهم مرشحون بشكل كبير للعبور ".