مجموعة السبع: إجماع على أوكرانيا والبحث عن "موقف متوازن" من الصين
18 ابريل 2023
انطلقت في اليابان أمس الإثنين فعاليات اجتماع مجموعة السبع التي تستمر لثلاثة أيام، ويعد الاجتماع الحالي على مستوى وزراء الخارجية تمهيدًا لقمة رؤساء دول المجموعة المرتقب انعقادها في الفترة ما بين 19 و21 أيار/مايو المقبل بمدينة هيروشيما اليابانية.
الاجتماع الحالي يأتي تمهيدًا لقمة رؤساء مجموعة السبع الشهر المقبل
ويسعى رئيس الوزراء الياباني إلى طرح "رؤيته لعالم بلا أسلحة نووية"، إلا أنّ المعلومات والأصداء القادمة من منتجع كارويزاوا الجبلي في وسط اليابان الذي يستضيف اجتماع مجموعة السبع أثارت ملفات بعيدة كل البعد عن الرؤية اليابانية "لعالم خال من الأسلحة النووية".
وهيمن الحديث عن "النفوذ الصيني المتزايد" والحرب التي تشنها روسيا في أوكرانيا على أجندة الاجتماع، وسط الزوبعة التي أحدثتها تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على هامش زيارته لبكين والتي دارت أساسًا حول "فك ارتباط أوروبا بواشنطن"، وبتقليل اعتماد الاتحاد الأوروبي على الولايات المتحدة، والتحذير من الانجرار إلى أزمة بشأن تايوان مدفوعة بـ "إيقاع أميركي ورد فعل صيني مبالغ فيه".

وبالعودة لاجتماع مجموعة السبع الذي يلتئم في ظل هذه الأجواء المشحونة بالآراء المتضاربة، فقد حرص أعضاء المجموعة من خلال اجتماعهم المستمر ليومه الثاني إلى "إبراز جبهة موحّدة بشأن المخاوف التي تمثّلها الصين"، حسب وكالة فرانس برس التي رجّحت أن يكون اجتماع اليابان "تجاوزًا لعاصفة تصريحات ماكرون".
وفي هذا الصدد، تكشف بنود الاجتماع وأبرز التصريحات عن هذا المسعى المتمثل في احتواء التناقضات داخل المجموعة والتأكيد على التحديات الفعلية أمامها، ولذلك خصص أوّل اجتماع عمل ضمن الجولة الحالية "للصين وكوريا الشمالية"، وعلى هامش الجلسة الأولى قال وزير الخارجية الياباني يوشيماسا هاياشي بأن "وحدة مجموعة الدول السبع مهمة للغاية"، محذرًا المجتمع الدولي في مستهل كلمته بأنه "عند نقطة تحول في التاريخ"، موجهًا الطلب لأعضاء مجموعة السبع "أن يظهروا للعالم عزم مجموعة السبع على الدفاع عن النظام الدولي القائم على سيادة القانون".
ومن المعروف أنّ المناورات العسكرية الأخيرة للصين حول تايوان وتجارب كوريا الشمالية الصاروخية تثير حفيظة طوكيو التي تريد من حلفائها أخذ هذه التطورات على محمل الجد من خلال ردود عملية عليها.

وفي هذا السياق يشار إلى أنه ومع بداية اجتماع مجموعة السبع كشفت البحرية الأميركية أن المدمرة "ميليوس" التابعة لها والتي تحمل صواريخ موجهة أبحرت عبر مضيق تايوان في عملية "حرية ملاحة".
إلا أنّ مساعي التصعيد اليابانية ضد الصين قد تصطدم بالموقف الفرنسي الذي لم يتم الاعتذار عنه، وبالتالي، يتوقع المتابعون، أن ينعكس التباين حول الصين في صيغة البيان الختامي لاجتماع مجموعة السبع "بشأن الصين وتهديداتها بالسيطرة على تايوان المتمتعة بحكم ذاتي".

وكان مسؤول أمريكي كبير، أكّد لوكالة فرانس برس، أنّ رحلات ماكرون ومسؤولين آخرين في مجموعة السبع إلى الصين "ستكون موضوع نقاش"، مردفًا القول: "أتوقع أن يكون هناك نقاش حول كيف يمكننا الاستمرار في التوافق التام على نهج مشترك ومتفق عليه".
ورغم تأكيد وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا "عدم وجود أي تغيير في السياسة الفرنسية حيال الصين وتايوان"، فقد نقلت فرانس برس عن جاك دوليل مدير برنامج آسيا في معهد "فورين بوليسي ريسيرتش" للبحوث في فيلادلفيا، قوله "رغم كل التصريحات الخارجية عن الوحدة، تعكس تعليقات ماكرون حقيقة وجود اختلافات فعلية بين الحلفاء".
مضيفًا القول: "أصبحت وجهات نظر واشنطن تجاه الصين أكثر سلبية، وبالتالي، تضاعفت إشارات الدعم لتايوان، ما أدى إلى الحفاظ على فجوة بين المواقف الأوروبية والأميركية".
مشيرًا إلى أنه حتى داخل أوروبا، ثمّة آراء متباينة حول التوازن المنشود في الموقف من الصين، وفي هذا الصدد لفتت وكالة فرانس برس النظر إلى تصريحات ممثل الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية جوزيب بوريل الذي قال الأحد الماضي: "أصبحت الصين حازمة أكثر... لكن يتعين علينا مواصلة التعامل مع الصين والبحث عن حلول للتحديات العالمية". مضيفًا: "علينا مواصلة التجارة مع الصين".

إلا أنّ واشنطن وطوكيو حذّرتا، في المقابل ممّا أسموه "الإكراه الاقتصادي" الذي تمارسه بكين، وبالتالي ستعملان على أن يتضمن بيان الاجتماعي الختامي لاجتماع مجموعة السبع الدعوة إلى "اتخاذ إجراءات إضافية لتنويع سلاسل التوريد لسلع حساسة مثل أشباه الموصلات".
هذا فيما يتعلق بالصين، أما فيما يخص الموقف من الحرب في أوكرانيا، فقد اتفق المجتمعون في اليابان على "التنسيق لمنع التهرب من العقوبات ومواجهته، وكذلك تسليم أسلحة لروسيا".
وفي هذا الصدد أكّد وزير الخارجية الياباني يوشيماسا هاياشي أنّ وزراء خارجية مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى "اتفقوا على ضرورة سحب روسيا كل قواتها من أوكرانيا دون شروط"، كما اتفقوا "على مواصلة فرض عقوبات على روسيا والاستمرار في دعم أوكرانيا"، حسب تصريحاته التي أدلى بها للصحفيين.
واشنطن وطوكيو حذّرتا، ممّا أسموه "الإكراه الاقتصادي" الذي تمارسه بكين
وحضر التصعيد العسكري الجاري في السودان بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع على أجندة اجتماع مجموعة السبع، فعلى هامش قمة المجموعة دعا وزيرا الخارجية الأمريكي والبريطاني إلى "وقف فوري للعنف في السودان والعودة إلى المحادثات".