مخطط إسرائيلي يهدد مسجد السوق التاريخي في حيفا
24 نوفمبر 2024
يواجه مسجد السوق، أحد أقدم المعالم الإسلامية في مدينة حيفا، خطرًا حقيقيًا بسبب مخطط استثماري إسرائيلي ضخم لإقامة برج تجاري وسكني مكون من 27 طابقًا على مقربة منه.
ويثير هذا المشروع جدلًا واسعًا لما يحمله من تهديدات للهندسة التاريخية للمسجد ومحيطه، إضافةً إلى طمس الهوية الإسلامية للمدينة، حيث يزيد عمر بناء المسجد عن 300 عام، وفق تقرير نشره موقع "عرب 48".
ويتضمن المخطط إنشاء مداخل سيارات تؤدي إلى موقف تحت الأرض عبر ساحات المسجد، إضافةً إلى إقامة منشآت لجمع النفايات بجواره، مما سيؤدي إلى أضرار هيكلية للمسجد نتيجة قدمه وحساسيته الهندسية. كما سيتحول المسجد إلى مساحة مظللة مغلقة، ما يعوق وصول الشمس والهواء إليه.
يواجه مسجد السوق، أو ما يعرف بالمسجد الصغير في حيفا، خطرًا حقيقيًا بسبب مخطط استثماري إسرائيلي ضخم
وقدمت لجنة أمناء الأوقاف الإسلامية في حيفا اعتراضًا رسميًا إلى "اللجنة اللوائية" للبناء والتنظيم، وشمل الاعتراض مطلب الضمان الهندسي والإجرائي لحماية المسجد وتخصيص مركز متعدّد المجالات للمجتمع العربي وخدمة للأوقاف.
واستعرض تقرير "عرب 48"، تصريحًا لعضو لجنة أمناء الأوقاف الإسلامية في حيفا والمستشار القانوني للجنة، مصطفى رافع، قال فيه: "نعارض أي بناء يمس أو يطمس هوية المسجد أو يطمس وجودنا كعرب ومسلمين في حيفا، ومؤخرا قمنا بترميم المسجد ونعمل على إعادة فتحه للمصلين".
وأكد مصطفى رافع مطالبات اللجنة التي تمحورت حول إبعاد مخطط البناء عن المسجد لمسافة تتراوح بين 10 إلى 20 مترًا، وتقليل ارتفاع البرج لخفض الأثر البصري والفيزيائي على المسجد، إضافة إلى تخصيص منطقة خضراء تحيط بالمسجد.
مسجد السوق، أو ما يعرف بالمسجد الصغير، ليس مجرد مكان عبادة، بل شاهد على تاريخ مدينة حيفا، والجهود المبذولة الآن تهدف إلى حماية هذا الإرث التاريخي من خطر الطمس تحت غطاء مشاريع استثمارية ضخمة.
مسجد السوق ليس مجرد مكان عبادة، بل شاهد على تاريخ مدينة حيفا، والجهود المبذولة الآن تهدف إلى حماية هذا الإرث التاريخي من خطر الطمس تحت غطاء مشاريع استثمارية ضخمة
وقال رافع إننا "نتحدث عن مسجد عمره 300 عام، والمستثمر الذي اشترى الأرض يجب أن يحترم وجود المسجد". وزاد المستشار القانوني: "نمر بمرحلة صعبة وفترة حساسة جدًا، وشهدنا منذ عدة أيام هدم المسجد في قرية أم الحيران بالنقب، وهذا لإقامة مستوطنة لليهود فقط، نحن نحارب من أجل بقاء هذا المسجد في قلب حيفا، ولن نقبل بطمس المسجد خصوصًا بهذه المرحلة الحساسة والتي هي من أصعب المراحل علينا كفلسطينيين وعرب".
المستشار التخطيطي للجنة الأوقاف، عروة سويطات، أشار إلى أن المسجد نفسه نجا من محاولات هدم عدة مرات منذ عام 1948، وأكد أن التعاون المجتمعي والمؤسساتي هو السبيل لضمان الحفاظ على هذا الإرث التاريخي. وأضاف سويطات: "هذا الاعتراض الجديد الذي نسعى من خلاله لضمان الحماية وتخصيص مرافق لخدمة الاوقاف، هو امتداد لنضالنا التاريخي والمستمر من أجل حماية المسجد الصغير، الذي واجه خطر الهدم 3 مرات، وقد هدم جزءًا من المسجد عام 1948، وفي السبعينيات حاولت الدولة (حكومة الاحتلال) هدمه بالكامل، ولكنها فشلت بعد تصدي أهالي المدينة، وقبل عامين حاولت شركة عقارية هذه المرة بعد شراء حقوق الأرض المصادرة هدم المسجد بمخطط جديد، ولكننا تمكنا من التصدي له وحماية المسجد".