مدينة الشمس.. بعلبك التاريخية تواجه خطر الدمار نتيجة الغارات الإسرائيلية

ألحقت الغارات الإسرائيلية العنيفة أضرارًا ببعض المباني التاريخية في المدينة الأثرية ببعلبك التي يبلغ عمرها 3000 عام، والمدرجة في قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو".

وقد ألقى العدوان بظلاله على كل شيء في بعلبك، مع ازدياد وتيرة القصف الإسرائيلي على المدينة ومحيطها. ومن بين المباني التاريخية التي تضررت "قبة دوريس" في قرية دوريس، وهي قبة بُنيت في العصر الأيوبي، وتقوم على ثمانية أعمدة من "الغرانيت الأحمر" وتقع على يسار مدخل مدينة بعلبك الجنوبي.

أعرب مسؤولون لبنانيون عن بالغ قلقهم من احتمال تضرر المعالم التاريخية جراء الغارات الإسرائيلية المتواصلة على المدينة

تضررت أعمدة هذا المبنى التاريخي، الذي شُيد في القرن الثالث عشر، وبدأت الحجارة تتساقط من قبته بعد غارات إسرائيلية عنيفة استهدفت المباني المجاورة. وسبق أن استهدفت الغارات الإسرائيلية محيط قلعة بعلبك الأثرية، حيث قصفت طائرات الاحتلال محيطها. وتعود القلعة إلى الحقبة الرومانية، وهي مدرجة على قائمة التراث العالمي لمنظمة التربية والعلم والثقافة، التابعة للأمم المتحدة "يونسكو" منذ عام 1984.

من جانبه، حذّر محافظ بعلبك، بشير الخضر، من أن غارات مماثلة قد تؤثر سلبًا على القلعة، سواء من الدخان الأسود الذي يؤثر على الحجارة، أو من قوة الانفجار التي قد تؤدي ارتجاجاتها إلى الإضرار بالموقع.

🎥 جيش الاحتلال يشن غارات عنيفة على مدينة #صور جنوبي لبنان. pic.twitter.com/ANiEet7bLv

— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) October 23, 2024

وأعرب مسؤولون لبنانيون عن بالغ قلقهم من احتمال تضرر المعالم التاريخية جراء الغارات الإسرائيلية المتواصلة على المدينة. وقال وزير الثقافة اللبناني، محمد مرتضى، لوكالة "الأناضول": "لبنان لم يطلب من إسرائيل تقديم تعهد بعدم قصف قلعة بعلبك أو المواقع الأثرية الأخرى، لأننا لا نثق بأي تعهد إسرائيلي"، وأضاف: "إسرائيل قد تستهدف المواقع الأثرية بشكل مباشر أو غير مباشر، ما قد يلحق الضرر بهذه المعالم التاريخية". وتابع: "لم نجرِ بعد أي دراسة لتحديد الأضرار على المواقع الأثرية في المدينة، وسنقوم بذلك بعد توقف الهجمات، لكن من المعروف أن الهجمات القريبة من المدينة سيكون لها تأثير على المدى الطويل".

وطالب الوزير اللبناني منظمة "اليونسكو" باتخاذ إجراءات لحماية هذه المواقع. وفي وقت سابق، أكدت "اليونسكو" أنها "تتابع عن كثب تأثير الأزمة الجارية في لبنان على مواقع التراث الثقافي، بما في ذلك مواقع التراث العالمي".

وعُرفت هذه المدينة الفينيقية بـ"مدينة الشمس" في العهد الهيلينستي، وتُعد بعلبك بمبانيها الضخمة من أهم آثار الهندسة الرومانية الإمبراطورية في أوج ذروتها، وفق منظمة "اليونسكو".

كما تُعرف أيضًا باسم "هليوبوليس"، وتحتوي على مجمع معابد بعلبك الذي يضم اثنتين من أكبر آثار المعابد الرومانية، وهما معبد باخوس ومعبد جوبيتر. وقد سُجلت المدينة كموقع للتراث العالمي لليونسكو عام 1984، وهي تُعرف بأنها "أكبر وأقدم وأكثر مدن المعابد غموضًا في العالم".