مستشفى "كمال عدوان" تحت الحصار.. إبادة جماعية وطبية لا تنتهي
6 ديسمبر 2024
اقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، مستشفى "كمال عدوان" في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، الذي يشهد حصارًا مطبقًا يفرضه الاحتلال منذ أكثر من 60 يومًا، وسط حملة إبادة جماعية وطبية شملت منع دخول المساعدات الطبية والغذائية، بالإضافة إلى منع الطواقم الطبية، فضلًا عن الاستهداف الممنهج لمراكز الإيواء، مما أجبر آلاف المدنيين على النزوح القسري باتجاه جنوب غزة.
وقال مدير مستشفى "كمال عدوان"، حسام أبو صفية، في تصريحات نقلتها وزارة الصحة في غزة عبر تطبيق "تليغرام"، إن "الوضع داخل المستشفى وحوله كارثي. هناك عدد كبير من الشهداء والجرحى، بينهم أربعة شهداء من الكوادر الطبية في المستشفى، ولم يتبقَ أي جراحين". وأضاف أن "الفريق الطبي الوحيد الذي كان يقوم بالعمليات هو الوفد الطبي الإندونيسي، وقد كان أول من تم إجباره على المغادرة إلى نقطة التفتيش".
وشدد أبو صفية على أن "الإمدادات الطبية على وشك النفاد، وهناك المئات من الضحايا". وأشار إلى أنه "تم استهداف مولدات الأكسجين ليلًا، والآن لا يوجد سوى جراحين اثنين غير ذوي خبرة متاحين لإجراء العمليات للمرضى. وقد اضطروا لبدء العمليات رغم نقص خبرتهم، حيث هناك 20 جريحًا يحتاجون إلى رعاية عاجلة". ودعا "مؤسسات حقوق الإنسان والمؤسسات الدولية إلى التحرك لإنقاذ ما يمكن إنقاذه جراء جرائم الحرب المتكررة التي أصبحت روتينًا يوميًا لدى الاحتلال".
عمد جيش الاحتلال إلى نسف مربعًا سكنيًا والمنازل المحيطة بمستشفى "كمال عدوان"، مما أسفر عن سقوط أكثر من 30 شهيدًا
إلى ذلك، نقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا" عن مراسلها قوله إن جيش الاحتلال عمد إلى نسف مربع سكني والمنازل المحيطة بمستشفى "كمال عدوان"، مما أسفر عن سقوط أكثر من 30 شهيدًا. وأشار إلى أن عددًا كبيرًا من المفقودين ما زال تحت الأنقاض، فيما يمنع جيش الاحتلال الطواقم الطبية من انتشال الجثث والجرحى في شوارع بيت لاهيا، مستهدفًا بشكل مباشر أي شخص يحاول الاقتراب من المنطقة.
من جانبه، قال "التلفزيون العربي"، نقلًا عن مصادره، إن جيش الاحتلال اعتقل جميع المرضى ومرافقيهم في مستشفى "كمال عدوان" واقتادهم إلى جهة مجهولة. وبحسب مراسل "التلفزيون العربي"، عبد الله مقداد، فقد تم فقدان الاتصال بجميع العاملين في المستشفى، مؤكدًا أن الطواقم الطبية لم تتمكن من انتشال جثامين الشهداء أو إسعاف الجرحى المصابين في محيط المستشفى.
ووفقًا لما نقلته وكالة "الأناضول" عن شهود عيان، فإن آليات جيش الاحتلال العسكرية توغلت إلى محيط مستشفى "كمال عدوان"، وفرضت حصارًا عليها من جميع الجهات. وأضافت الوكالة أن توغل جيش الاحتلال تم تحت غطاء ناري كثيف، مع سماع أصوات إطلاق النار والقذائف المدفعية في المنطقة المحيطة بالمستشفى.
من جهته، قال موقع "العربي الجديد" إن جيش الاحتلال حاصر مستشفى "كمال عدوان" بالآليات العسكرية، وأرسل شخصين إلى داخل المستشفى ليطلبا من مرافقي المرضى ومن يتواجد فيه المغادرة فورًا. وأضاف الموقع أن جيش الاحتلال اعتقل بعض مرافقي المرضى، بينما طلب من الآخرين التوجه إلى مدينة غزة.
#عاجل | مصادر للتلفزيون العربي: الاحتلال يحاصر مستشفى كمال عدوان شمال قطاع #غزة ويجبر مرضى على الخروج باتجاه شارع صلاح الدين@FarahFawaz90 pic.twitter.com/zJQtmS4i1l
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) December 6, 2024
وأشار "العربي الجديد" إلى أن جيش الاحتلال أجبر وفدًا طبيًا إندونيسيًا على الخروج من المستشفى. ونقل الموقع عن القناة 14 العبرية أن قوات "لواء غفعاتي"، بقيادة العقيد ليرون باتيتو، نفذت خلال الساعات الأخيرة عملية في شمال قطاع غزة، مما أسفر عن سقوط 50 شهيدًا جراء استهداف محيط مستشفى "كمال عدوان" بالقصف الصاروخي جوًا وبرًا.
وأفاد مصدر طبي لـ"العربي الجديد" بأن "جثامين عشرات الشهداء وصلت إلى المستشفى محمولة من قبل ذويهم ومواطنين في أعقاب الهجوم الجوي والبري على المناطق المحيطة بالمستشفى". وأضاف المصدر أن العديد من المصابين لم يتمكنوا من الوصول إلى المستشفى بسبب صعوبة النقل.
وارتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان على غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى أكثر من 44,580 شهيدًا وشهيدة، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 105,739 آخرين، وذلك في حصيلة غير نهائية، حيث لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.