مستقبل التهدئة في غزة.. اتفاق دائم أم تمديد للمرحلة الأولى؟
28 فبراير 2025
استضافت القاهرة، أمس الخميس، جولة جديدة من المباحثات بين الأطراف المعنية باتفاق التبادل ووقف إطلاق النار في غزة، وذلك لبحث المرحلة الثانية من الاتفاق وضمان تنفيذ التفاهمات المتفق عليها. وشارك في هذه المباحثات وفود من مصر وقطر، بالإضافة إلى الجانب الإسرائيلي وممثلين عن الجانب الأميركي.
ووفقًا للهيئة العامة للاستعلامات المصرية، فإن هذه المباحثات تهدف إلى تعزيز إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، في إطار الجهود الرامية إلى تخفيف معاناة السكان ودعم الاستقرار في المنطقة.
مع اقتراب انتهاء هذه المرحلة، تبرز تحديات عدة أمام الأطراف المعنية، أبرزها مسألة انسحاب القوات الإسرائيلية من بعض المناطق، وتحديد مستقبل إدارة قطاع غزة
وبحسب مصادر دبلوماسية مصرية، فإن القاهرة تكثف اتصالاتها مع جميع الأطراف لضمان تنفيذ الاتفاق، مع الضغط على إسرائيل للالتزام بالبنود المتفق عليها، لا سيما فيما يتعلق بتخفيف الحصار عن غزة، وزيادة دخول المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة، الذين يعانون من أوضاع معيشية صعبة نتيجة الحصار المستمر والعمليات العسكرية السابقة.
وتشير المصادر ذاتها، أن مصر تهدف إلى تحقيق استقرار طويل الأمد في غزة، عبر العمل على تطوير اتفاق التهدئة ليشمل بنودًا تتعلق بإعادة إعمار القطاع، وتثبيت وقف إطلاق النار، ومنع اندلاع موجة جديدة من التصعيد العسكري.
يواصل الاحتلال خرق اتفاق وقف إطلاق النار بشتّى الطرق؛ خاصّة عبر تنفيذ استهدافات في مناطق مختلفة من قطاع غزة أسفرت عن استشهاد أكثر من 100 فلسطيني.https://t.co/rqPvqAp94F
— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) February 28, 2025
من جانبه، أوعز رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، للوفد المفاوض بالتوجه إلى القاهرة لمواصلة المحادثات. وتسعى إسرائيل من خلال هذه المفاوضات إلى تمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، بهدف تأمين إطلاق سراح المزيد من المحتجزين وتأخير أي اتفاق نهائي بشأن مستقبل غزة.
ووفقًا لموقع "أكسيوس" فإن إسرائيل تسعى إلى التوصل لاتفاق جديد يمدد الهدنة لمدة 42 يومًا إضافية، يتم خلالها تنفيذ صفقة تبادل جديدة، بحيث يتم الإفراج عن مزيد من المحتجزين الإسرائيليين مقابل إطلاق سراح دفعات أخرى من السجناء الفلسطينيين. دون الالتزام بالانتقال إلى المرحلة الثانية، التي تقتضي وقف الحرب وسحب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة.
ويرى محللون أن سعي إسرائيل إلى تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق لأطول فترة ممكنة، حيث تستخدم ذلك كورقة ضغط لتحقيق مكاسب سياسية وأمنية.
وبحسب مصادر عبرية، فإن إسرائيل مترددة في الدخول في مرحلة ثانية من الاتفاق دون ضمانات واضحة، خاصة فيما يتعلق بآلية ضبط الأمن في غزة، ومستقبل فصائل المقاومة، وهو ما يجعل المفاوضات الحالية معقدة للغاية.
ومع اقتراب انتهاء هذه المرحلة، تبرز تحديات عدة أمام الأطراف المعنية، أبرزها مسألة انسحاب القوات الإسرائيلية من بعض المناطق، وتحديد مستقبل إدارة قطاع غزة. وفي هذا السياق، أفادت تقارير بأن إسرائيل ترفض الانسحاب الكامل من بعض المناطق الاستراتيجية، مما قد يعرقل تقدم المفاوضات.
وما يدفع في هذا الاتجاه الأخبار المتداولة عن نية الاحتلال خرق الالتزام بالانسحاب من محور صلاح الدين. فقد نقلت وسائل إعلام عبرية، أمس الخميس، عن مسؤول إسرائيلي تأكيده عدم الانسحاب من صلاح الدين جنوبي القطاع. رغم أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بوساطة قطرية ومصرية ورعاية أميركية، كان ينص على بدء الجيش الإسرائيلي الانسحاب من محور صلاح الدين، في اليوم الثاني والأربعين من تنفيذ الاتفاق.
يُضاف إلى ذلك ما صرّح به لاحقاً وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس بأن محور صلاح الدين جزء من المنطقة العازلة التي يقيمها الاحتلال داخل قطاع غزة، لمنع "التهريب عبر الأنفاق الممتدة بين غزة والأراضي المصرية"، وفق زعمه.
"مع اقتراب المرحلة الأولى من نهايتها، وجد نتنياهو نفسه في مأزق كبير، يضع مستقبله السياسي على المحك، ويحوّل مزاعم الانتصار المطلق التي اعتاد ترديدها لتخدير الرأي العام الإسرائيلي إلى كابوس يؤرقه".
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) February 26, 2025
تقرؤون المقال: https://t.co/ZcJ2oN6h9D pic.twitter.com/jqQ81CbZmr
في المقابل، جددت حركة "حماس" التزامها الكامل باتفاق وقف إطلاق النار بكل حيثياته وبنوده، مؤكدةً استعدادها للدخول في المفاوضات المتعلقة بالمرحلة الثانية من الاتفاق. ودعت الحركة جميع الأطراف إلى الضغط على الاحتلال للانتقال إلى المرحلة التالية من الاتفاق.
قال القيادي في حماس، طاهر النونو، لـ"التلفزيون العربي": "تعطيل الاحتلال للمرحلة الثانية من اتفاق غزة لا يسمح بتمديد المرحلة الأولى"، مشيرًا إلى أن الحركة لا تعتبر أن مفاوضات هذه المرحلة قد بدأت حتى الآن. كما أكد التزام حماس باتفاق وقف إطلاق النار، داعيًا الوسطاء إلى إلزام الاحتلال بتنفيذه.
كما نقلت وكالة "رويترز" للأنباء عن القيادي في حركة حماس، عبد اللطيف القانوع، قوله إن إسرائيل "تراوغ وتماطل في تنفيذ الاتفاق"، مشيرًا إلى أن "الإيواء والإغاثة لشعبنا قضية إنسانية ملحة لا تحتمل المراوغة والمماطلة من الاحتلال".
بالإضافة إلى ذلك، أكد الناطق باسم الحركة، حازم قاسم، أن الجانب الإسرائيلي "يتعمد تأخير وإعاقة دخول المتطلبات الأكثر أهمية وإلحاحًا، خصوصًا الخيام والبيوت الجاهزة، والوقود والمعدات الثقيلة لرفع الأنقاض".
يشار إلى أن حركة حماس دعت الوسطاء والضامنين لاتفاق وقف إطلاق النار، وخاصة مصر وقطر، إلى التدخل العاجل لمعالجة الخلل في تطبيق البروتوكول الإنساني وضمان تنفيذ بنود الاتفاق بشكل كامل.
🚨 أزمة النفايات في #غزة.. خطر صامت يهدد البيئة والسكان.
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) February 25, 2025
📌 يواجه قطاع غزة أزمة بيئية وصحية حادة بسبب تكدّس عشرات الآلاف من أطنان النفايات في الشوارع والمكبات المؤقتة، نتيجة تدمير الاحتلال لمعظم آليات بلدية غزة ومنعه الطواقم من الوصول إلى المكب الرئيسي.
📌 مع تعطل المكبات… pic.twitter.com/IuPv8O7kiQ
وأضاف أن حماس لن تقبل بأي تمديد لا يتضمن التزامًا إسرائيليًا واضحًا بتنفيذ بنود التهدئة، مشيرًا إلى أن الحركة تتابع عن كثب تطورات المباحثات في القاهرة، وستتخذ قراراتها بناءً على ما يتم التوصل إليه.
يُذكر أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، التي دخلت حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير الماضي، من المقرر أن تنتهي مساء غد السبت
وكانت إسرائيل قد استعادت، أمس الخميس، جثث أربعة محتجزين مقابل الإفراج عن أكثر من 600 أسير فلسطيني فيما يشكّل الدفعة السابعة والأخيرة من عملية التبادل بموجب المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين الطرفين.
ويأمل الوسطاء أن تسفر هذه المباحثات عن خطوات ملموسة لتحسين الأوضاع الإنسانية في القطاع، والدفع قدمًا نحو تحقيق استقرار دائم في المنطقة.