مصر.. مصير الجماعة الإسلامية بين يديْ الأمن
14 أغسطس 2016
ما الذي تريده الجماعة الإسلامية الآن؟...سؤال يحمل أكثر من إجابة، بعضها حقيقي، وأغلبها تحليلات ترتقي إلى مرتبة المعلومات.
ينقسم المراقبون حول الجماعة الإسلامية بين من يرى أنها تريد أن تحل مكان الإخوان، وبين من يقول أنها تريد التطبيع مع الدولة لا أكثر
من يقول إنها تريد أن تحلَّ محل "الإخوان" بعد خفوت نجم الدعوة السلفية وعودتها إلى المساجد، لا يعرف إن كان أحد سيسمح لها بذلك، ومن يؤكد أنها تبحث عن "تطبيع العلاقات" مع الدولة يتلمَّس جزءًا ممّا يجري الآن.
اقرأ/ي أيضًا: كيف يتواصل الجهاديون على الإنترنت؟
في ذكرى مبادرة "وقف العنف"، التي جاءت بالمراجعات الفكرية، ووافقت الخامس من تموز/يوليو الماضي، تمّ استدعاء قيادات الجماعة الإسلامية بالمنيا وأسيوط وتمّ تحقيق موسَّع معهم في مقار الأمن الوطني، ودعوتهم للعودة إلى مقار حزب "البناء والتنمية".
مسَّت الدعوة إلى عودة الروح للنشاط السياسي وترًا حساسًا لدى قيادات الجماعة، التي شاركت الإخوان المسلمين اعتصام ميدان النهضة، وفقدت ضحايا خلال ساعات فضّه، فهم لا يريدون "الطلاق" السياسي مع الدولة والنظام الحالي، وفي الوقت نفسه، لا تزال قوتهم الشعبية والانتخابية قائمة على مريدي ومحبي جماعة "الإخوان"، وبالتالي فإن "الزواج" بالنظام الحالي ربما يؤدي إلى خسائر ضخمة تصل إلى فقدان الحليف الأول، والوحيد.
لكن ذلك لا يمنع الجماعة الإسلامية من "صفقة محتملة" للعودة إلى الحياة السياسية وإنعاش "البناء والتنمية".
اقرأ/ي أيضًا: حلب..الشرقية تلتقي بالغربية
وهو ما منح قيادات الجماعة قبلة حياة، جعلتهم يعودون للعمل في مساجد كثيرة تابعة لها، أبرزها مسجد "الرحمن" بالمنيا، و"الرحمة" بأسيوط، والمنبر بالمنيا. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد.. إنما وصل إلى تنظيم 5 مؤتمرات "علنية" بمسجد تابع لوزارة الأوقاف في ضاحية مدينة نصر بالقاهرة، حضر أحدها عبود الزمر، المتهم في قتل الرئيس الراحل أنور السادات، وألقى كلمة، وأقامت حفلًا وزَّعت فيه جوائز على المتسابقين من حفظة القرآن الكريم والحديث النبوي في مسجد الروحان بمنطقة "الشيخ زايد".
ولكي تغسل الدولة يديها من المصالحة أو الصفقة مع الجماعة الإسلامية وزَّعت "الأوقاف" نشرة على لسان مصدر مطلع بها يقول إن استضافة "الزمر" كانت مفاجئة ودون علم الوزارة، وتمّ التحقيق مع إمام المسجد.. الذي قال إنه "فوجئ بالرجل يدخل مع المصلين، ولا يحق له أن يمنع أحدًا من دخول بيت الله".
لا يمكن تقديم هذه الفعاليات منفصلة عن معناها السياسي، فلا يزال الكثير من التطورات والمعلومات والترتيبات تحت جلد الأمن وقيادات الجماعة الإسلامية، التي لا تخفي نيتها منذ فترة طويلة الانشقاق عما يسمّي بـ"تحالف دعم الشرعية"، وهو ما عبَّر عنه "الزمر" في حوار لصحيفة "مونيتور" الأمريكية.
وقف "عبود"، خلال الحوار، موقفًا وسطًا من جميع الأطراف. انتقد جماعة الإخوان واستمرارها في المطالبة بعودة الرئيس المعزول، وطالب بالإفراج عن محمد مرسي وعدم تنفيذ حكم إعدام قيادات الجماعة، الذي يعتبر ورقة ضغط في يد النظام يمكن استغلالها في لحظة غضب، وتحسَّس "مصالحة الإخوان" قائلًا: "أرفض المصالحة مع النظام، وأدعو للمصالحة مع الدولة".
بدا "الزمر"، خلال الحوار، وسيطًا أو عرَّابًا للمصالحة مع الإخوان على طريقة "مراجعات الجماعة الإسلامية"، فهو لا يدعو فقط إلى العودة إلى "تصحيح الأخطاء" بعد الاعتراف بها، وأكدت مصادر لـ"الترا صوت" أن الأمن يضغط عليه وعلى قيادات الجماعة الإسلامية للوساطة بالقبض على منشقي الجماعة، والتهديد بحصار وتعطيل نشاطاتها السياسية والبيزنس الخاص بهم.
كانت صفقة "الأمن والجماعة الإسلامية" بدأت تتشكَّل مع الإفراج عن أعضاء الجماعة أفواجًا، رغم أنهم لا يزالون مطلوبين على ذمة قضايا، وهناك فوج في انتظار قرار خروجه من السجن، واستئناف الأحكام ضده، كما تنبأ مراقبون.
وكشفت مصادر أن الجماعة ستدعو إلى جمعية عمومية خلال الفترة المقبلة لمناقشة "صفقة المصالحة" الجديدة مع النظام، ودعوة الوساطة لـ"تهذيب الإخوان".
اقرأ/ي أيضًا:
