1. سياسة
  2. سياق متصل

معركة واحدة في فرنسا.. مسيرة ضد اليمين المتطرف تتحول إلى مناصرة فلسطين

8 ابريل 2025
المسيرة المناهضة لليمين المتطرف في باريس تحولت إلى مظاهرة داعمة لفلسطين (AFP)
الترا صوتالترا صوت

شهدت العاصمة الفرنسية باريس، يوم الأحد، تظاهرات متباينة في توجهاتها، حيث نظم حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف مسيرة لدعم زعيمته مارين لوبان عقب صدور حكم قضائي بحقها في قضية اختلاس أموال. كما نظمت مسيرة ضد اليمين المتطرف، إلا أن هذه الأخيرة سرعان ما تحولت إلى مسيرة تندد بالهجمات الإسرائيلية على غزة وتعبّر عن دعم واسع لفلسطين.

وقد شارك نحو سبعة آلاف شخص في المسيرة التي دعا إليها الحزب، تضامنًا مع لوبان بعد أن قضت المحكمة بمنعها من الترشح للانتخابات لمدة خمس سنوات، ما يعني حرمانها من خوض الانتخابات الرئاسية المقررة عام 2027.

اللافت في هذه المظاهرة أنها تحولت إلى مسيرة داعمة للقضية الفلسطينية، حيث استُبدلت اللافتات المناهضة لليمين المتطرف ومارين لوبان بالأعلام الفلسطينية، وارتدى المتظاهرون الكوفية الفلسطينية، معبرين عن تضامنهم مع غزة ومنددين بالجرائم الإسرائيلية

في المقابل، دعا حزبا "فرنسا الأبية" اليساري وحزب "الخضر" (البيئة) إلى تنظيم مظاهرة مضادة في ساحة الجمهورية في باريس، للتنديد باليمين المتطرف والدفاع عن سيادة القانون والعدالة.

لكن اللافت في هذه المظاهرة أنها تحولت إلى مسيرة داعمة للقضية الفلسطينية، حيث استُبدلت اللافتات المناهضة لليمين المتطرف ومارين لوبان بالأعلام الفلسطينية، وارتدى المتظاهرون الكوفية الفلسطينية، معبرين عن تضامنهم مع غزة ومنددين بالجرائم الإسرائيلية.

مظاهرة داعمة لفلسطين في باريس

في حين ادعت مديرية شرطة باريس أن عدد المشاركين في المظاهرة ضد اليمين المتطرف كان خمسة آلاف متظاهر، بينهم 1500 مؤيد لفلسطين. أكد المنسق الوطني لحزب "فرنسا الأبية"، مانويل بومبارد، أن أكثر من 15 ألف شخص شاركوا في المظاهرة ضد اليمين المتطرف في باريس، داعيًا إلى تنظيم مظاهرة أخرى في الأول من أيار/مايو القادم.

ألوان متعددة.. وقضية واحدة

نشرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية تقريرًا تناول المظاهرة التي جرت في ساحة الجمهورية، مشيرة إلى أن الساحة كانت مزيجًا من الألوان السياسية والاجتماعية، حيث رُفعت أعلام تمثل مختلف التيارات والجمعيات المشاركة. كان اللون الأخضر يرمز لشباب حماية البيئة، والأزرق لحزب "فرنسا الأبية"، والبنفسجي للاتحاد الوطني لطلبة فرنسا "UNEF". ومع مرور الوقت، بدأت هذه الألوان تتراجع تدريجيًا لصالح الأعلام الفلسطينية والكوفية الرمزية التي ارتداها مئات المتظاهرين.

الموكب المناهض لحزب "التجمع الوطني" بدأ عند الساعة الواحدة ظهرًا، غير أن ما إن حلّت الساعة الثالثة حتى انطلق موكب آخر مؤيّد لفلسطين من نفس الساحة، فالتقت الحشود وتداخلت مطالبهم، واندفعت المسيرة في شارع "بولفار ماجينتا" باتجاه "شارع ستالينغراد" شمال باريس، وسط هتافات تندّد بالفاشية والاحتلال الإسرائيلي.

الصدفة تقود البعض إلى فلسطين

الصحيفة نقلت شهادات لعدد من المشاركين، من بينهم شاب يُدعى آرثر، قال إنه حضر للاحتجاج ضد اليمين المتطرف، لكنه وجد نفسه في مظاهرة داعمة لغزة، وهو ما اعتبره مصادفة جميلة وموقفًا إنسانيًا يستحق التضامن. ومن بين اللافتين كان أحد المتظاهرين من أصول مارتينيكية (من جزر الأنتيل الفرنسية)، يلوّح بعلم "الكاناك" التابع لجبهة التحرير في كاليدونيا الجديدة، في إشارة إلى رفض الاستعمار بكافة أشكاله، بما في ذلك الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.

مظاهرة في باريس

كما شاركت مجموعة "بال فيل" الشبابية، المعروفة باعتصامها السابق في ساحة "غيتي ليريك"، حيث وصفوا التظاهرة بأنها استمرار لمعركتهم ضد القمع، مؤكدين أن "مارين لوبان ونتنياهو وجهان لفاشية واحدة".

تنظيم أمني وحذر سياسي

من جهتها، حرصت قوات الأمن الفرنسي على الفصل بين الموكبين في البداية، وفق ما ذكره أحد أفراد الشرطة، غير أن المشهد سرعان ما اتخذ طابعًا موحدًا، إذ صرّحت نادية، إحدى المشاركات، بأنها لا تنتمي لأي حزب سياسي لكنها جاءت "من منطلق إنساني بحت"، داعية إلى وقف الإبادة الجماعية في غزة باعتبارها أولوية تتجاوز الحسابات الحزبية.

منصات الخطابة.. ومنابر الغضب

في بداية اليوم، نظّم حزب "فرنسا الأبية" مع نشطاء البيئة اجتماعًا في ساحة الجمهورية عند الساعة الواحدة ظهرًا، لكن كثيرًا من المشاركين الذين لبّوا الدعوة، فوجئوا باستمرارهم لاحقًا في مسيرة دعم فلسطين التي جذبت اهتمامًا واسعًا. وكانت الدعوة قد انتشرت بين الأوساط الشبابية عبر منشورات لحزب الجديد المناهض للرأسمالية "NPA" ، الذي دعا إلى توسيع المشاركة ضد الاحتلال والفاشية.

أم من المغرب.. وصوت من السترات الصفراء

الصحيفة تحدّثت أيضًا عن امرأة مغربية جاءت رفقة ابنتها الصغيرة، وقد زيّنتا ملابسهما وأكسسواراتهما بالألوان الفلسطينية. قالت الأم إنها لم تكن معنية بقضية اليمين المتطرف، بل جاءت خصيصًا من أجل دعم فلسطين، مشدّدة على أنها "عربية ومسلمة وتشعر أن هذا واجب أخلاقي".

لافتات داعمة لغزة

ومن المشاهد اللافتة أيضًا، كان الشاب مصطفى الذي جلس منذ الواحدة ظهرًا فوق النصب التذكاري في ساحة الجمهورية، رافعًا لافتة كتب عليها: "ماكرون، أنا أكرهك من كل قلبي". مصطفى، عامل نظافة سابق وناشط في حركة "السترات الصفراء"، أوضح أنه جاء "فقط من أجل غزة"، مشيرًا إلى أن "مارين لوبان ليست مشكلته".

دمى ملطخة بالدماء.. وطبول تحتج

رصدت "لوفيغارو" مشاهد قوية عكست حجم التعاطف الشعبي مع القضية الفلسطينية، حيث تجوّل باعة الأعلام في أرجاء الساحة، بينما قرعت الطبول بإيقاع جنائزي، وسط حشود رفعت دمى مغطاة بالدماء كرمز للضحايا الأطفال في غزة. كما ارتدى عدد من المتظاهرين زي الصحفيين الذين استُهدفوا في القطاع، ورفعوا شعارات تطالب بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، والإفراج عن جميع الأسرى، وتحرير الأراضي الفلسطينية المحتلة.

كلمات مفتاحية

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة

image

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة

أول مئة يوم من حكم ترامب الجديد.. ارتباك داخلي واضطراب في النظام العالمي

تسبب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، منذ مجيئه إلى البيت الأبيض 20 كانون الثاني/يناير في ولاية رئاسية ثانية، بحالة من الإرباك والفوضى كادت تقلب النظام العالمي رأسًا على عقب

TEST TEST TEST

test test final

image

test 3

سياق متصل

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة