1. سياسة
  2. سياق متصل

مع اقتراب التوصل لاتفاق.. رسائل تصعيد متبادلة بين حزب الله والاحتلال

25 نوفمبر 2024
إسرائيليون يتفقدون الأضرار جراء قصف حزب الله لمستوطنة بتاح تكفا (رويترز)
الترا صوتالترا صوت

أعاد التصعيد المتبادل بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي إلى الأذهان، أمس الأحد، الأيام التي سبقت التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في حرب تموز/يوليو 2006، عندما شهدت الساحة تصعيدًا متبادلًا قبل بضعة أيام من موافقة الطرفين على تنفيذ القرار الأممي رقم 1701. إذ إنه، بعد يومين من تصعيد جيش الاحتلال باستهدافه وسط العاصمة بيروت بأربع غارات متفرقة، رد حزب الله بقصف وسط تل أبيب بصليات صاروخية ومسيّرات هجومية على أربع دفعات.

وفي صورة تعكس حجم التصعيد بين الطرفين، قال حزب الله عبر قناته الرسمية على "تليغرام" إنه نفذ، أمس الأحد، 51 عملية عسكرية استهدفت تجمعات جيش الاحتلال على الحدود الجنوبية مع الأراضي الفلسطينية المحتلة، فضلًا عن استهداف القواعد العسكرية وصولًا إلى قصف وسط تل أبيب. كما نشر الحزب صورة مترجمة إلى اللغة العبرية وعلّق عليها بالقول: "بيروت مقابل تل أبيب".

وكان الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، قد صرّح في كلمته الأخيرة قبل أيام: "العاصمة (بيروت) لا يمكن أن تُترك تحت ضربات الاحتلال الإسرائيلي إلا ويدفع الثمن، والثمن هو وسط تل أبيب. وآمل أن يفهم العدو أن الأمور ليست متروكة". وأضاف أن الحزب قرر "أن يكون هناك مساران يسيران معًا"، موضحًا أنهما "مسار الميدان، الذي سيستمر إن شاء الله بصمود وعطاء، ومسار المفاوضات". وأردف: "إن افترضنا أن المفاوضات لم تنجح، فنحن مستمرون".

أعاد التصعيد المتبادل بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس الأحد، إلى الأذهان الأيام التي استبقت الجانبين بالتوصل لوقف إطلاق النار في حرب تموز/يوليو 2006

وردًا على استهداف الحزب لوسط تل أبيب، أصدر جيش الاحتلال سلسلة من إنذارات الإخلاء الفورية التي شملت مناطق مختلفة في الضاحية الجنوبية لبيروت، بما في ذلك منطقة الطيونة المكتظة بالسكان، وهي من المناطق التي دخلت حديثًا إلى بنك الأهداف الإسرائيلية. وهدد المتحدث باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، عبر حسابه على "تليغرام"، قائلًا: "كل من يظن أنه في موقع يسمح له بفرض المعادلات (...) سيفهم، اليوم وبهذه الليلة على وجه التحديد".

الاقتراب من اتفاق وقف إطلاق النار

جاء التصعيد الأخير في ظل تقارير تفيد باقتراب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان، وفقًا لما ذكره موقع "أكسيوس" نقلًا عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين. وأشار التقرير إلى أن "إسرائيل ولبنان على وشك التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار". ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن السفير الإسرائيلي في الولايات المتحدة، مايك هرتسوغ، قوله إن "التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان أصبح وشيكًا".

ووفقًا لـ"أكسيوس"، تتضمن بنود الاتفاق "فترة انتقالية مدتها 60 يومًا ينسحب خلالها الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان، وينتشر الجيش اللبناني في مناطق قريبة من الحدود، مع نقل حزب الله أسلحته الثقيلة إلى شمال نهر الليطاني"، بالإضافة إلى "وجود لجنة إشرافية بقيادة الولايات المتحدة لمراقبة التنفيذ ومعالجة الانتهاكات".

وأضاف التقرير أن الاتفاق كان يقترب من الانتهاء من جميع تفاصيله، الخميس الماضي، لكن إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن المُقال، يوآف غالانت، بالتزامن مع اجتماع بين نتنياهو والمبعوث الأميركي للشرق الأوسط، عاموس هوكشتاين، أدى إلى تأخر الإعلان عن الاتفاق.

وعقد نتنياهو، أمس الأحد، مشاورات مع عدد من الوزراء والمسؤولين الأمنيين لبحث اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان. ونقل الموقع عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله: "تم اتخاذ القرار بالتحرك نحو اتفاق". وأضاف أن الإعلان عن الاتفاق قد يكون خلال هذا الأسبوع، فيما أشار مسؤول آخر إلى أن "الاتجاه كان إيجابيًا، لكن العديد من القضايا لا تزال دون حل، والصفقة لم تتم بعد".

حزب الله يوجه "رسالة دراماتيكية"

يرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، أنطوان شلحت، في حديثه لـ"التلفزيون العربي"، أن حزب الله وجه من خلال تصعيد عملياته العسكرية "رسالة قوية" للاحتلال، واصفًا إياها بـ"رسالة دراماتيكية"، باعتراف الكثير من المحللين الإسرائيليين. وأشار إلى حديث وسائل الإعلام العبرية عن إطلاق حزب الله نحو 300 صاروخ، أمس الأحد، باتجاه الأراضي المحتلة. ولفت إلى أن هذه "المرة الأولى التي تُطلق فيها صواريخ وصلت إلى أماكن بعيدة جدًا"، في إشارة إلى استهداف وسط تل أبيب.

وأضاف شلحت أن "الرسالة التي يحاول حزب الله إيصالها هي أنه لا يمكن فرض تسوية من خلال اتفاق ينطوي على إملاءات إسرائيلية". وبيّن أن الإملاءات الإسرائيلية تشمل "حرية تحرك الجيش الإسرائيلي بعد الاتفاق، وتضمين القرار 1559 ضمن التسوية التي تستند إلى القرار 1701". وأوضح أن القرار 1559 يطالب بـ"نزع سلاح حزب الله"، فضلًا عن منح إسرائيل الحق في شن حرب على لبنان في حال خرق حزب الله للاتفاق، وفرض رقابة على الحدود السورية اللبنانية، وهي شروط يرفضها حزب الله.

وأشار شلحت إلى أن إسرائيل تواجه ضغوطًا مختلفة لوقف الحرب، بما في ذلك ضغوط أميركية، فضلًا عن نقص الموارد البشرية في جيش الاحتلال. وأوضح أن رغبة جيش الاحتلال بوقف الحرب في الشمال "ليست نابعة من حب للتسوية أو اتفاق سلام مع لبنان، بل بسبب الحاجة إلى التفرغ للجبهة الجنوبية في قطاع غزة".

وعلى ضوء ذلك، يرى شلحت أن "المشهد شديد التعقيد، وأن أحداث اليوم (أمس الأحد) تزيده تعقيدًا فوق تعقيد، بحيث يمكن القول إن من يتحدث عن أن التسوية باتت قاب قوسين أو أدنى قد يكون صادقًا بعض الشيء، لكن الأمور تبدو أبعد من ذلك بكثير".

إلى ذلك، نقل موقع "العربي الجديد" عن مصادر حكومية لبنانية قولها: "ننتظر الجواب الإسرائيلي على مقترح وقف النار من الوسيط الأميركي"، مضيفة أن "كل ما يُثار لا يمكن البناء عليه". وأكدت المصادر أن "لبنان يريد وقف إطلاق النار فورًا، وقد أبدى موافقته على المقترح الأميركي"، لافتةً إلى أن "التصعيد الإسرائيلي لا نعتبره رفضًا للمقترح"، لكنها أشارت إلى أن "هناك مماطلة واضحة تهدف إلى الضغط بالنار لفرض الشروط".

وكان نائب رئيس المجلس السياسي لحزب الله، محمود القماطي، قد أكد في مقابلة مع "التلفزيون العربي"، أمس الأحد، أن هجمات الحزب على وسط تل أبيب هي "ترجمة لمعادلة قصف تل أبيب مقابل قصف بيروت"، مضيفًا أن هذه الهجمات كانت "تأكيدًا عمليًا على أن الحزب لا يطلق شعارات فارغة أو واهية لا يستطيع تنفيذها"، ومؤكدًا في الوقت ذاته أن "المقاومة تقاتل بمخطط وإرادة".

كلمات مفتاحية

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة

image

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة

أول مئة يوم من حكم ترامب الجديد.. ارتباك داخلي واضطراب في النظام العالمي

تسبب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، منذ مجيئه إلى البيت الأبيض 20 كانون الثاني/يناير في ولاية رئاسية ثانية، بحالة من الإرباك والفوضى كادت تقلب النظام العالمي رأسًا على عقب

TEST TEST TEST

test test final

image

test 3

سياق متصل

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة