من التوتر إلى التوافق.. تصريحات فانس تعيد ترتيب التحالفات السياسية في ألمانيا

يشهد الأسبوع الأخير من الحملة الانتخابية الألمانية توترات سياسية متزايدة على خلفية الأزمة السياسية بين أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، بسبب تصريحات نائب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، جي دي فانس، خلال مؤتمر ميونيخ، التي انتقد فيها أوروبا قائلًا إن التهديد الأكبر بالنسبة إلى أوروبا ليس روسيا والصين، وإنما الأحزاب السياسية التي تمنع حزب "البديل من أجل ألمانيا"، اليميني المتطرف، من الوصول إلى السلطة.

رد فريدريش ميرز، زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي والمرشح الأوفر حظًا لمنصب المستشارية على فانس واصفًا إياه بـ"المتطفل"، وقال: "نحن نحترم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في الولايات المتحدة ونتوقع أن تفعل الولايات المتحدة الشيء ذاته هنا".

وشارك المستشار الألماني الحالي أولاف شولتز في الرد على فانس، حيث قال إنه يدعم حزبًا يقلل من شأن دكتاتورية أدولف هتلر، الأمر الذي قال إن معظم الناخبين الألمان يرفضونه بشكل قاطع.

أوجدت تصريحات فانس حول حزب "البديل من أجل ألمانيا" مساحة للتقارب بين الأحزاب الألمانية حول قضايا مختلفة

وترى وكالة "بلومبيرغ" أن انتقادات فانس أدت إلى توحيد الساسة الألمان بشكل غير متوقع، خاصةً بعد التوترات التي عصفت بالمشهد السياسي الألماني على خلفية مشروع قانون الهجرة، الذي طرحه ميرز في البرلمان الألماني، وكان مستعدًا لتمريره بدعم من نواب حزب "البديل من أجل ألمانيا"، لكنه فشل في ذلك رغم دعم الحزب له.

أدى تقارب ميرز وحزب "البديل من أجل ألمانيا" إلى توترات بين الأحزاب السياسية الألمانية، الأمر الذي تغير بعد تصريحات فانس، حيث اجتمع ميرز مع وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك، وهي من حزب الخضر، بعد الخطاب مباشرةً. والجدير بالذكر أن بيربوك وجهت نقدًا حادًا لميرز على خلفية قانون الهجرة وتقاربه من "حزب البديل"، لكنهما يقفان معًا الآن.

وأوجدت تصريحات فانس مساحة للتقارب بين الأحزاب الألمانية حول قضايا مختلفة منها الإنفاق الدفاعي، حيث أوضحت "بلومبيرغ" أن ميرز يتجه نحو تخفيف موقفه بشأن استخدام الديون المشتركة لتمويل النفقات الدفاعية.

وكانت بيربوك اتهمت فاس بنشر أخبار كاذبة عن ألمانيا، وبالتسامح مع العنف الجنسي ضد النساء أيضًا، حيث قالت لـ"بلومبيرغ": "نحن جميعًا نعرف الأخبار الكاذبة. جميع الأجزاء المجتزأة التي تم تقديمها هنا بالأمس تُظهر أنك لا تمتلك أي معرفة عميقة بالوضع".

وتابعت بيربوك: "إذا كنا نتخذ إجراءات هنا في ألمانيا ضد العنف الجنسي، وضد الدعوات إلى الاغتصاب، وضد التحريض على العنف الموجه نحو النساء، فإن هذا هو جوهر الديمقراطية القوية".

وفي هذا السياق، قال شولتز، أمس السبت، إنه لا يزال متفائلًا بفوزه في الانتخابات المقرر عقدها يوم 23 شباط/فبراير الجاري، وذلك على الرغم من أن استطلاعات الرأي وضعته في المركز الثالث خلف حزب "البديل من أجل ألمانيا"، مرجحةً فوز المحافظين بقيادة ميرز.