1. سياسة
  2. سياق متصل

من سوريا إلى ليبيا.. روسيا تعيد تموضعها في المنطقة

1 يناير 2025
روسيا تفكك وجودها العسكري في سوريا وتنقله إلى شرق ليبيا (سي أن أن)
الترا صوتالترا صوت

 

أظهرت بيانات جديدة لتتبع الرحلات الجوية قيام طائرات روسية عملاقة من طراز "أنتونوف AN-124" و"إليوشن IL-76" بعدة رحلات يوميًا بين قاعدة حميميم الروسية في سوريا وقاعدة الخادم الواقعة بالقرب من مدينة بنغازي شرقي ليبيا، وذلك منذ منتصف شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي.

وتعدّ هذه المعطيات التي قامت شبكة "سي أن أن" بتحليلها هي الأحدث في قائمة الأدلة على تفكيك روسيا لوجودها العسكري في سوريا ونقله إلى ليبيا.

وتهدف روسيا من خلال هذه العملية، بحسب "سي أن أن"، إلى "إيجاد محطة توقف بديلة لتدخلها العسكري المتنامي في إفريقيا، من جهة، والمحافظة على حضورها العسكري في البحر الأبيض المتوسط من جهة ثانية".

وطيلة 9 سنوات، لبّت كلٌّ من قاعدة حميميم الجوية وطرطوس البحرية على الساحل السوري، كلا الغرضين لروسيا، وحاليًا "أصبحت دولة ليبيا، الواقعة في شمال إفريقيا والتي مزقتها الصراعات، محوريةً في الجهود الروسية الرامية إلى فرض قوتها في البحر الأبيض المتوسط"، بحسب "سي أن أن".

استمرت روسيا منذ منتصف كانون الأول/ديسمبر في تسيير رحلات عملاقة يوميًا من سوريا إلى ليبيا لنقل معداتها العسكرية

وتضمّنت الأشياء المنقولة من سوريا إلى ليبيا كميات كبيرة من المعدات العسكرية، بينها أنظمة دفاع جوي متقدمة، بالإضافة إلى عدد كبير من القوات التي كانت تعمل من الأراضي السورية.

تجدر الإشارة إلى أنّ قاعدة حميميم كانت تمثل، بحسب الشبكة الأميركية، "المركز الذي تنطلق منه عمليات المرتزقة الروس في إفريقيا، في البداية في جمهورية إفريقيا الوسطى ثم في السودان وليبيا ومالي وبوركينا فاسو"، ويبدو أن قاعدة الخادم شرقي ليبيا في اتجاهها للعب الدور ذاته.

ونقلت الشبكة الأميركية عن الزميل مشارك في المعهد الملكي للخدمات المتحدة (RUSI)، جلال حرشاوي، قوله إن هناك "ارتفاعًا لا يمكن إنكاره في هبوط الطائرات الروسية في ليبيا من سوريا وروسيا وبيلاروسيا" في الأسابيع الأخيرة.

وأضاف حرشاوي "أن موسكو، من خلال تعزيز وجودها في ليبيا، ربما تحتفظ بقدر كاف من القدرة على متابعة طموحاتها الأوسع نطاقًا إلى الجنوب في إفريقيا، وامتصاص التكاليف الجديدة المرتبطة حتمًا بسقوط الأسد" على حدّ تعبيره.

أصبحت دولة ليبيا محوريةً في الجهود الروسية الرامية إلى فرض قوتها في البحر الأبيض المتوسط"، بحسب "سي أن أن"

يشار إلى أنّ أحد مقاطع الفيديو التي قامت "سي أن أن" بتحليلها، أظهر "أن واحدةً على الأقل من الطائرات التي وصلت مؤخرًا إلى قاعدة الخادم (قرب بنغازي) حلّقت إلى باماكو في مالي، حيث حلّت روسيا مؤخرًا محل النفوذ الفرنسي الذي طال أمده".

وتنقل "سي أن أن" عن محللين في مشروع التهديدات الحرجة التابع لمعهد "أميركان إنتربرايز" قولهم في مذكرة إحاطة: "إن الرحلات الجوية الروسية إلى باماكو عبر ليبيا تُظهر أن روسيا اتجهت بالفعل إلى ليبيا كبديل لقواعدها السورية"، مؤكّدين أنّ "هذه الرحلات لا تتسق مع النمط السابق لتناوب قوات فيلق إفريقيا الروسي (حلّ هذا الفيلق محلّ مرتزقة فاغنر ) على باماكو".

يُذكر أنّ لروسيا وجود عسكري في ليبيا منذ سنوات، حيث زوّدت مرتزقة فاغنر بالأسلحة لدعم المجهود العسكري لخليفة حفتر الذي يسيطر على جزء كبير من شرق ليبيا، وسبق أن شنّ حملة عسكرية على غرب ليبيا وصل فيها إلى تخوم طرابلس.

وذكر موقع "All Eyes on Wagner" الاستقصائي أنّ روسيا قامت في وقت سابق من عام 2024 "ببناء مجمع آمن بالقرب من قاعدة الخادم للأفراد الروس الذين ينتقلون إلى أجزاء أخرى من إفريقيا"، كما رصد الموقع إجراء نائب وزير الدفاع الروسي، يونس بك يفكيروف "عدة زيارات إلى ليبيا لتعزيز العلاقات مع حفتر خلال العامين الماضيين"، ولفت الموقع إلى أن هذه العلاقة "قد تتعمق إذا كانت البحرية الروسية تتطلع إلى ميناء تحت سيطرة حفتر كبديل لمينائها في طرطوس في سوريا".

  • مخاوف عديدة لدول حلف شمال الأطلسي

بنقلها لقواعدها العسكرية من سوريا إلى ليبيا باتت موسكو على بعد مرمى حجر من نطاق حلف شمال الأطلسي، لا سيما إيطاليا، والتي قال وزير دفاعها، جيدو كروسيتو، في وقت سابق بأن وجود "السفن والغواصات الروسية في البحر الأبيض المتوسط تشكل مصدر قلق دائم، وخاصة إذا كانت على بعد خطوتين منا بدلًا من أن تكون على بعد ألف كم" عندما كانت في السواحل السورية.

وللتعبير عن مخاوفها بشكل أكثر قربًا أوفدت روما رئيس أركان جيشها الجنرال لوتشيانو بورتولانو، إلى طرابلس الأسبوع المنصرم، حيث تعد طرابلس بحسب "سي أن أن" "معقل منافسي حفتر على حكم ليبيا".

أعرب حلف شمال الأطلسي عن قلقه من نقل روسيا لقواعدها العسكرية من سوريا إلى ليبيا

كما نقلت الشبكة عن مسؤول كبير في حلف شمال الأطلسي قوله "إن الحلف المكون من 32 دولة يراقب النشاط في طبرق وبنغازي في ليبيا".

ويعدّ "وجود موطن للسفن الحربية الروسية في البحر الأبيض المتوسط أمرًا بالغ الأهمية بالنسبة لموسكو" بحسب "سي إن إن"، إذ إنه "لا يُسمح لأسطول البحر الأسود بالمرور عبر مضيق البوسفور بينما تخوض روسيا حربًا مع أوكرانيا".

ويرى حرشاوي في عدم قيام "روسيا بنشر سفن بحرية في طبرق حتى الآن، أمرًا ذكيًا للغاية لأن مثل هذه الخطوة الفجة كان من الممكن أن تؤدي إلى تعبئة حلف شمال الأطلسي قبل الأوان" وفق تعبيره.

أمّا رئيس برنامج الساحل في مؤسسة "كونراد أديناور" في مالي، أولف ليسينغ، ، فقال في تصريحات لـ"سي أن أن" إن "خليفة حفتر يغير ولاءاته في كثير من الأحيان، ولا يسيطر إلا على نصف البلاد، وهو في سن 81 عامًا ليس شخصية شابة"، مضيفًا أنه: "لا يوجد اتفاق قانوني مثل الاتفاق مع سوريا، ويمكن لحفتر في أي وقت أن يطرد الروس"، كما أن حفتر، وفقًا للشبكة، "قد يستغل الوضع للمطالبة بمعدات روسية أكثر تطورًا وهو ما لا تستطيع موسكو تحمله".

ولفتت "سي أن أن" إلى أنّ ليبيا وعلى الرغم من مميزاتها، فإنها "من بعض النواحي، بديلًا رديئًا لسوريا. فلا يمكن لطائرات النقل أن تصل إلى ليبيا من روسيا عمليًا إلا إذا سُمح لها بالتحليق فوق تركيا، وهو ما يوفر للرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورقة مساومة سهلة".

وبالنسبة للسلطات الجديدة في ليبيا، وصفت "سي أن أن"، موقفها بالمتأرجح، حيث لم تكشف بصراحة عن نيتها "طرد القوات العسكرية الروسية من حميميم وطرطوس"، حيث قال  أحمد الشرع في مقابلة أجريت معه هذا الأسبوع "إن الحكومة الجديدة لا تريد أن تغادر روسيا البلاد بطريقة لا تتناسب مع علاقاتها مع سوريا".

لكنّ "المسار غير المؤكد الذي تسلكه سوريا " قد يدفع موسكو، إلى عدم الإبقاء على قواتها في سوريا حتى ولو لم ترفض الحكومة الجديدة ذلك، وفي هذا الصدد يقول ليسينغ: "حتى لو سمح حكام سوريا الجدد لروسيا بالاحتفاظ بقاعدتيْ حميميم الجوية وطرطوس البحرية، فسوف يتعين عليها خفض مستويات قواتها ولوجستياتها مثل مخازن الذخيرة في سوريا لأنها لم تعد ضرورية لدعم الأسد".

 

كلمات مفتاحية

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة

image

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة

أول مئة يوم من حكم ترامب الجديد.. ارتباك داخلي واضطراب في النظام العالمي

تسبب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، منذ مجيئه إلى البيت الأبيض 20 كانون الثاني/يناير في ولاية رئاسية ثانية، بحالة من الإرباك والفوضى كادت تقلب النظام العالمي رأسًا على عقب

TEST TEST TEST

test test final

image

test 3

سياق متصل

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة