1. سياسة
  2. سياق متصل

من هم حلفاء الولايات المتحدة الجدد؟

26 فبراير 2025
يبتعد الرئيس الأميركي عن حلفائه التقليديين (منصة إكس)
الترا صوتالترا صوت

في خطوة غير مسبوقة أثارت جدلًا واسعًا، صوتت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ضد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي يدين الغزو الروسي لأوكرانيا، ما وضع الولايات المتحدة إلى جانب دول مثل كوريا الشمالية وبيلاروسيا والسودان، بينما اصطفت معظم الدول الغربية، بما في ذلك بريطانيا وفرنسا وألمانيا وكندا واليابان وإيطاليا، في الاتجاه المعاكس.

هذا التحول في موقف واشنطن من القضايا الدولية يعيد تشكيل خريطة التحالفات الأميركية ويطرح تساؤلات جدية حول مستقبل السياسة الخارجية الأميركية، خاصة مع إعادة ترامب صياغة موقف الولايات المتحدة تجاه حلفائها التقليديين منذ الحرب العالمية الثانية.

قالت السفيرة السابقة لدى الأمم المتحدة في إدارة باراك أوباما، سوزان رايس، للصحيفة: "ترامب ينحاز بوضوح إلى روسيا، ويضع الولايات المتحدة في مواجهة حلفائها التقليديين. علينا أن نسأل أنفسنا لماذا يحدث ذلك؟"

تفكك التحالف الغربي

سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الضوء على تداعيات هذا التحول، مشيرةً إلى أن موقف ترامب الجديد قد يعمّق الانقسام بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين، الذين يسعون حاليًا إلى ثنيه عن هذا المسار.

وأوضحت الصحيفة أن القادة الأوروبيين، بمن فيهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، سافروا إلى واشنطن في محاولة لإعادة ترامب إلى دائرة التعاون الغربي، إلا أن هناك إدراكًا متزايدًا بأن الرئيس الأميركي لا يتشارك معهم ذات القيم أو الأولويات، بل إنه يرى مصالح بلاده في إطار مختلف تمامًا.

وتحذر الصحيفة من أن ميل الولايات المتحدة نحو روسيا والدول المنبوذة دوليًا قد يدفع أوروبا وكندا وحلفاء واشنطن الآسيويين، مثل اليابان وكوريا الجنوبية، إلى البحث عن تحالفات بديلة لضمان أمنهم واستقرارهم.

غضب في الداخل والخارج

عبرت "نيويورك تايمز" عن دهشة العواصم الأوروبية من تصويت الولايات المتحدة، الذي لم يقتصر على رفض إدانة روسيا فحسب، بل تضمن أيضًا دعمًا لمقترح أميركي في مجلس الأمن يخفف من لهجة اللوم على موسكو.

وقالت السفيرة السابقة لدى الأمم المتحدة في إدارة باراك أوباما، سوزان رايس، للصحيفة: "ترامب ينحاز بوضوح إلى روسيا، ويضع الولايات المتحدة في مواجهة حلفائها التقليديين. علينا أن نسأل أنفسنا لماذا يحدث ذلك؟"

حتى بعض الجمهوريين، الذين نادرًا ما يعارضون ترامب علنًا، أعربوا عن استيائهم من موقف الإدارة الأميركية.

وكتب السيناتور الجمهوري جون كيرتس على وسائل التواصل الاجتماعي: "تصويت في الأمم المتحدة صادم، لقد وضعنا في صف روسيا وكوريا الشمالية. هؤلاء ليسوا أصدقاءنا. هذا تحول جذري عن قيم أميركا في الحرية والديمقراطية."

أما النائب الجمهوري دون بيكون، فقد انتقد موقف ترامب بحدة، قائلًا: "إدارة ترامب ارتكبت خطأً فادحًا بشأن أوكرانيا. الغالبية العظمى من الأميركيين يقفون إلى جانب الاستقلال والحرية، لا مع الغزاة".

ترامب يدافع عن موقفه

في المقابل، دافع مستشارو ترامب عن تصويت الولايات المتحدة، مشيرين إلى أن الرئيس يسعى إلى إنهاء الحرب من خلال التفاوض، وأن منتقديه لا يريدون إنهاء العنف في أوكرانيا.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت: "الرئيس يعرف كيف يعقد الصفقات. لتحقيق أي اتفاق، عليك أن تجلب الطرفين إلى طاولة المفاوضات. وعندما تكون الصفقة جيدة، يغادر كلا الطرفين الطاولة راضٍ تمامًا."

لكن الصحيفة لاحظت أن ترامب لم يبذل جهدًا مماثلًا لاستمالة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بل على العكس، فقد وصفه زورًا بأنه "ديكتاتور بلا انتخابات"، وادّعى أن أوكرانيا "بدأت" الحرب، متجاهلًا تمامًا مسؤولية روسيا عن الغزو.

تحولات غير مسبوقة في الدبلوماسية الأميركية

في تحليلها للموقف الأميركي الجديد، استعرضت "نيويورك تايمز" تقارير وزارة الخارجية الأميركية لعام 2023، والتي أظهرت أن الولايات المتحدة كانت تصوت غالبًا إلى جانب كندا، بريطانيا، أستراليا، وفرنسا في الأمم المتحدة. في المقابل، كانت أكثر الدول التي تخالف واشنطن في التصويت هي روسيا، بيلاروسيا، كوريا الشمالية، الصين، وإيران.

لكن مع إدارة ترامب، يبدو أن واشنطن تقترب من الدول التي كانت تعتبرها "مارقة"، بينما تبتعد عن حلفائها التقليديين.

إعجاب ترامب بالديكتاتوريين

لا ترى الصحيفة الأميركية أن موقف ترامب مفاجئًا، إذ أشارت إلى أنه طالما أبدى إعجابه بالقادة المستبدين. فبعد مغادرته البيت الأبيض في 2021، قام بتعليق صورة له مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، الذي تتهمه واشنطن بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان. لكن في المقابل، لم يمنح ترامب زيلينسكي، الذي يقود بلاده في مواجهة غزو روسي، أي دعم يذكر.

هل تعيد أميركا رسم خريطة تحالفاتها؟

أشارت الصحيفة إلى أن الإدارة الأميركية الحالية قد لا تبالي بالعزلة المتزايدة عن حلفائها التقليديين، بل ربما تسعى إلى بناء تحالفات جديدة.

وفي الوقت الذي كانت فيه الولايات المتحدة الدولة الوحيدة في مجموعة السبع (G7) التي صوتت ضد قرار الأمم المتحدة، يبدو أن ترامب يعمل على تشكيل "نادٍ جديد"، يضم موسكو ومينسك وبيونغ يانغ، بدلاً من لندن وباريس وبرلين.

ويبقى السؤال المطروح: هل هذا مجرد تحول تكتيكي في السياسة الخارجية، أم أن ترامب يعيد بالفعل رسم خريطة التحالفات الأميركية بشكل دائم؟

كلمات مفتاحية

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة

image

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة

أول مئة يوم من حكم ترامب الجديد.. ارتباك داخلي واضطراب في النظام العالمي

تسبب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، منذ مجيئه إلى البيت الأبيض 20 كانون الثاني/يناير في ولاية رئاسية ثانية، بحالة من الإرباك والفوضى كادت تقلب النظام العالمي رأسًا على عقب

TEST TEST TEST

test test final

image

test 3

سياق متصل

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة