مواجهة مع وزراء إدارة ترامب.. هل بدأ الحد من نفوذ إيلون ماسك؟
8 يمشي 2025
شهد البيت الأبيض، يوم الخميس، اجتماعًا عاصفًا داخل قاعة مجلس الوزراء، حيث اندلعت مواجهة حادة بين وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو والملياردير إيلون ماسك، بحضور الرئيس دونالد ترامب وكبار مسؤولي إدارته.
كشفت صحيفة "نيويورك تايمز"عن تفاصيل غير مسبوقة لاجتماع شهد تصاعد التوترات بين فريق الرئيس دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك، أحد أبرز داعميه ماليًا، وذلك بسبب الخلافات حول آلية إدارة التخفيضات الواسعة في الحكومة الفيدرالية.
بدأت المواجهة عندما اتهم ماسك وزير الخارجية روبيو بعدم اتخاذ خطوات جادة لخفض عدد الموظفين في وزارته، مشيرًا إلى أنه لم يقم بإقالة أي شخص تقريبًا
صدام ماسك وروبيو: مواجهة غير مسبوقة
بدأت المواجهة عندما اتهم ماسك وزير الخارجية روبيو بعدم اتخاذ خطوات جادة لخفض عدد الموظفين في وزارته، مشيرًا إلى أنه لم يقم بإقالة أي شخص تقريبًا. وردّ روبيو بحدة، مشيرًا إلى أن أكثر من 1500 موظف في الخارجية الأميركية قد أُجبروا على التقاعد المبكر كجزء من عملية إعادة الهيكلة، متهمًا ماسك بتجاهل الحقائق.
وحينما استمر الجدال، جلس ترامب متفرجًا على ما وصفه الحاضرون بأنه أشبه بمباراة تنس سياسية، قبل أن يتدخل لتهدئة الأمور، مؤكدًا أن روبيو "يقوم بعمل رائع"، ودعا الجميع إلى العمل بروح الفريق الواحد. ومع ذلك، كانت هذه المواجهة بمثابة أول مؤشر على أن ترامب قد بدأ في فرض قيود على نفوذ ماسك داخل إدارته.
الملياردير إيلون ماسك قال إن ترامب وافق على إغلاق الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، بعد أيام من التكهنات حول مستقبل الوكالة.
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) February 4, 2025
اقرأ أكثر: https://t.co/dfrcxezSjH pic.twitter.com/bUSNOSxIJF
تضييق الخناق على ماسك: توجيهات جديدة من ترامب
بعد أسابيع من الجدل حول أسلوب ماسك في تقليص البيروقراطية الحكومية، أعلن الرئيس الأميركي خلال الاجتماع أن وزراء الحكومة سيكونون مسؤولين مباشرة عن إدارتهم، بينما سيقتصر دور فريق ماسك على تقديم المشورة فقط. وقال ترامب إن المرحلة المقبلة من خطته لخفض القوة العاملة الفيدرالية ستتم باستخدام "مشرط" بدلاً من "فأس"، في إشارة إلى نهج ماسك الذي وصفه البعض بالهجوم الكاسح.
خلافات متصاعدة مع أعضاء الحكومة
لم تقتصر المواجهة على ماسك وروبيو في الاجتماع، إذ دخل ماسك في جدال مع وزير النقل، شون دافي، حول تحديث أنظمة تتبع الطائرات في إدارة الطيران الفيدرالية. واتهم دافي فريق ماسك مباشرة بمحاولة تسريح مراقبي الحركة الجوية، قائلًا: "لدي بالفعل عدة حوادث تحطم طائرات، والآن تريدون مني طرد المزيد من الموظفين؟"، وفقًا لما أوردته صحيفة "نيويورك تايمز."
وردّ ماسك بغضب، ووصف الادعاء بأنه "كاذب"، مطالبًا الوزير بتقديم أسماء الموظفين الذين زُعم أنهم سُرّحوا، قبل أن يضيف أن بعض العاملين في أبراج المراقبة الجوية قد تم توظيفهم من خلال برامج "التنوع والشمول"، وهو ما رفض دافي التعليق عليه.
أما وزير شؤون المحاربين القدامى، دوغ كولينز، فقد أبدى قلقه من تأثير تخفيضات ماسك على آلاف المحاربين القدامى، وهم شريحة أساسية من قاعدة ترامب الانتخابية. واتفق ترامب مع كولينز، مشددًا على أن الإدارة يجب أن "تحتفظ بالأكفاء وتتخلص من غير المنتجين".
📌 شنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك حملة انتقادات لاذعة ضد وكالة "رويترز" للأنباء، زاعمين أنها تلقت تمويلًا حكوميًا بشكل غير قانوني عبر عقود مع وزارة الدفاع الأميركية.
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) February 14, 2025
📌 الشركة التابعة لمجموعة "Thomson Reuters" نفت هذه الاتهامات، مؤكدة أن الوكالة الصحفية… pic.twitter.com/CsQoEtNolw
ردود الفعل داخل الإدارة
عقب الاجتماع، حاول البيت الأبيض تقديم صورة أكثر تماسكًا، إذ وصفت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، الاجتماع بأنه "بناء وإيجابي"، مؤكدةً أن الجميع يعمل كفريق واحد لتنفيذ وعود ترامب بتحسين كفاءة الحكومة.
وأصدر المتحدث باسم وزارة شؤون المحاربين القدامى بيانًا قال فيه إن الوزارة "تعمل على زيادة الكفاءة وتقليل البيروقراطية، مع الحفاظ على أفضل الموظفين وأكثرهم إنتاجية".
من جانبه، كتب وزير النقل شون دافي، منشورًا في حسابه على منصة "إكس"، أشاد فيها بجهود ماسك، لكنه أكد على أهمية التنسيق بين الإدارات الحكومية وفريق ماسك لتحقيق الإصلاحات المرجوة.
ماسك في موقف دفاعي
على الرغم من أن ماسك وصف الاجتماع لاحقًا بأنه "إيجابي"، إلا أن الحاضرين لاحظوا أنه كان أقل حماسًا خلال المناقشات. دافع ماسك عن نفسه قائلاً إنه قاد شركات بمليارات الدولارات من الصفر، وأن نتائجه تتحدث عن نفسها. لكنه واجه ردود فعل حادة من أعضاء الحكومة الذين أبدوا استياءهم من أسلوبه في التعامل مع المؤسسات الفيدرالية.
يعدّ هذا الانتقاد الصادر من جهات حكومية عليا، مؤشرًا على مدى أهمية التأثيرات التي يمارسها #إيلون_ماسك، حيث يملك الملياردير الأميركي منصّةً كبيرة للتأثير هي "إكس ـ تويتر سابقًا". pic.twitter.com/HAk6PsdTTg
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) January 5, 2025
مستقبل العلاقة بين ترامب وماسك
يبقى السؤال المطروح: هل سيؤدي هذا الاجتماع إلى تراجع ماسك عن دوره المؤثر في الإدارة؟ في الوقت الحالي، لا يزال ماسك له دور كبير في إدارة ترامب، وهو ما يجعل فرض قيود حقيقية عليه أمرًا معقدًا. ومع ذلك، فإن هذا الاجتماع أظهر للمرة الأولى أن فريق ترامب ليس متجانسًا كما يبدو، وأن هناك خلافات داخلية حول دور ماسك ومستقبل الإصلاحات الحكومية.
في ظل هذه الأجواء، ستبقى العلاقة بين ترامب وماسك تحت المجهر، مع احتمال حدوث تغييرات جديدة في طريقة تعامل الإدارة مع خطط خفض الإنفاق الحكومي وإعادة هيكلة المؤسسات الفيدرالية.