1. عشوائيات
  2. مجتمع

نازحو ريف اللاذقية.. عودة محفوفة بالدمار وانعدام الاستقرار

4 يناير 2025
شاخصة تشير إلى قرى ريف اللاذقية (إكس)
حسام الجبلاوي حسام الجبلاوي

رغم فرحة عودتهم إلى قراهم وأرزاقهم المسلوبة، لا تزال معاناة سكان جبلي الأكراد والتركمان في شمال اللاذقية حاضرة، مع عجزهم على الاستقرار وتوديع المخيمات المشيّدة على الحدود السورية التركية، بسبب حجم الضرر الكبير في مساكنهم.

فبعد مرور قرابة شهر على سقوط نظام الأسد وإزالة الحواجز التي كانت تمنع سكان الجبلين من العودة، ظهرت آثار الدمار الكبير، حيث يكاد لا يوجد منزل على حاله في معظم القرى التي شهدت أعنف المعارك إبان حملة قوات النظام السابق وروسيا على المنطقة، في أواخر العام 2015.

يتفقد الحاج إبراهيم صالحة، وهو من قرية ربيعة مركز جبل التركمان، منزله المدمر بحرقة، وأرضه التي غابت معالمها بسبب الحشائش الطويلة والإهمال الذي امتد لعشر سنوات.

بعد مرور قرابة شهر على سقوط نظام الأسد وإزالة الحواجز التي كانت تمنع سكان الجبلين من العودة، ظهرت آثار الدمار الكبير في ريف اللاذقية 

يشير صالحة بيديه إلى أشجار التفاح والإجاص التي زرعها قبل سنوات طويلة، ويقول في حديثه لشبكة "الترا صوت": "هذه الأشجار زرعتها مع ولدي الشهيد الذي قتل في قصف جوي، ومنزلي الذي يحمل ذكرياتنا بات ركامًا، لا أعرف من أين أبدأ ومتى سنعود للاستقرار في قريتنا".

ويعيش أكثر من 40 ألف نازح من سكان الجبلين في مخيمات أنشأت على طول الحدود السورية - التركية منذ التهجير من مناطقهم.

وقال الناشط الإعلامي في مخيمات ريف اللاذقية، عبد الرحمن خليلو، لموقع "الترا صوت" إن أقل من 5 بالمئة من سكان المخيمات غادروها بعد سقوط النظام، رغم وضع المخيمات الكارثي هنا، واستدرك بالقول حتى الفئة القليلة التي غادرت توجهت إلى مدينة اللاذقية حيث لبعضهم بيوت أو أقارب.

وأضاف خليلو موضحًا أنه رغم شوق النازحين للرجوع وأعمار قراهم، لكن لا طاقة لهم ولا استطاعة بصلاح الدمار والخراب، فاضطروا للبقاء في خيام ممزقة في هذا الشتاء القارس ووسط الظروف القاسية على أمل أن تلقى مناشداتهم الجهات المعنية أذانًا صاغية.

ولفت خليلو في حديثه إلى أنه رغم كل هذه النكبات استكثر بعض من ذوي النفوس الضغيفة واللصوص وجود شجر أخضر في هذه القرى فتوافدوا من مناطق أخرى لسرقة وتدمير ما تبقى، بالإضافة إلى تعفيش وقطع الأشجار الحراجية منها، حتى المثمرة والمعمرة كالزيتون، وطالب قيادة العمليات العسكرية والأمن العام بتسيير دوريات أمنية لحفظ ما تبقى بانتظار المساعدات وإعادة الإعمار.

ويقع جبل الأكراد شمال شرق مدينة اللاذقية، غربي سوريا، ويحاذيه جبل التركمان شمالًا ومدينة الحفة والقرى القريبة منها غربًا. وأغلب مساحته تتبع اللاذقية، كما أنه هناك مساحة صغيرة منه داخل محافظتي حماة وإدلب.

من جانبه، قال عبد الصمد شخيص، وهو من اللاجئين السوريين في تركيا، إن جميع منازل بلدة سلمى التي ينتمي إليها دمرت بالبراميل المتفجرة، ولاحقًا تمت سرقتها وسويت بالأرض، وكان يتمنى أن يعود مع الكثير من السوريين إلى بلدته.

وأضاف: "لم نخسر منزل العائلة فقط، لدينا أربع منازل أخرى كنا نعتمد على تأجيرها صيفًا لأن منطقتنا سياحية وكلها دمرت، والدي ووالداتي يقيمان في مخيم عين البيضا بريف اللاذقية وأنا أعمل هنا لإعالتهم".

وختم بالقول: "قرى الجبلين ورغم المقومات السياحية، وجمال الطبيعة الخلابة كانت مهملة ومنسية في عهد آل الأسد"، مضيفًا في النهاية "أتمنى أن يبقى الوضع كذلك بعد الآن لأن معظم سكان هذه القرى منسيون من الخدمات".

يجدر الذكر أن عدد سكان جبل الأكراد يُقدر بـ120 ألف نسمة، بينما يبلغ عدد سكان جبل التركمان نحو 100 ألف نسمة، وبعد عام 2015 هُجر معظم سكان الجبلين، وتوزعوا بين مخيمات عشوائية أقيمت قرب الحدود التركية، وفي مدينة جسر الشغور بريف إدلب، بينما توجه آخرون إلى داخل الأراضي التركية.

كلمات مفتاحية

الفاتيكان عند مفترق طرق.. هل يشهد التاريخ أول بابا إفريقي في العصر الحديث؟

تبدو إفريقيا مرشحة لأن تكون في قلب التغيير الكنسي، وسط توقعات تاريخية بإمكانية انتخاب أول بابا إفريقي في العصر الحديث، في خضم صراع بين التيارين التقدمي والمحافظ

الإسكان الاجتماعي المصري.. حلم الشباب في شقة يتبخر

تحول السكن اليوم إلى حلم بعيد المنال للملايين من الشباب من أبناء الطبقة المتوسطة

مخيمات مكتظة وأطفال جياع.. لاجئو السودان يواجهون مصيرًا مجهولًا في تشاد

تشير تقارير مفوضية اللاجئين إلى أن مقاطعات شرق تشاد، التي تأوي أصلًا 400 ألف لاجئ سوداني لجأوا إليها عقب اندلاع حرب دارفور عام 2003، تُعد من بين أكثر المقاطعات حرمانًا في البلاد

TEST TEST TEST

test test final

image

test 3

سياق متصل

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة