نشاطات استيطانية متزايدة.. دعوات للتوسع نحو جنوب لبنان
3 يناير 2025
تتزايد نشاطات المستوطنين الذين يسعون إلى العودة إلى جنوب لبنان، في ظل عدم وجود إشارات توحي بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي يستعد إلى مغادرة قرى جنوب لبنان الحدودية التي احتلها خلال عدوانه الشامل على لبنان في أيلول/سبتمبر من العام الماضي.
فقد نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، تقريرًا حول عقد مستوطنين متطرفين مؤتمرًا تحت عنوان "استيقظي يا ريح الشمال وتعالي"، الذي يهدف إلى تعزيز الاستيطان في شمالي فلسطين المحتلة توسيعه نحو جنوب لبنان.
عبر أحد المستوطنين المشاركين في الفعالية عن ادعاءاته بأن "جنوب لبنان جزء لا يتجزأ من أرض إسرائيل"
وعلى هامش المؤتمر سعى عشرات المستوطنين من حركة "عوري تسافون" (استيقظ أيها الشمال) اليمينية المتطرفة، وهي الجهة التي نظمت المؤتمر، إلى الترويج لفكرة الاستيطان في جنوب لبنان، من خلال القيام بجولات ميدانية بالقرب من الحدود مع لبنان، حيث تجمعوا في موقع بالقرب من مستوطنة "أدميت" الحدودية، وبدأوا جولتهم وحاولوا خلالها التسلل إلى جنوب لبنان.
وشارك في الجولة مستوطنون في الضفة الغربية المحتلة وآخرون من مناطق مختلفة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بينهم عائلات وأطفال، حيث شددوا على ادعائهم بأنهم ينظرون إلى "جنوب لبنان فرصة لتوسيع الاستيطان".
وفقاً لما نقلته "رويترز" فقد أعلن جيش الاحتلال عن إزالة الخيام التي نصبها المستوطنون، واصفًا الحادثة بأنها "خطيرة"، مشيرًا إلى أنها تخضع للتحقيق في ملابساتها. pic.twitter.com/4FS3PowCIA
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) December 19, 2024
ونقلت "هآرتس" عن أحد المشاركين قوله إن "كل ما نعرفه الآن هو ما كما نعرفه قبل الحرب، هذه أرضنا ونحن لا نحتاج للاعتذار عن ذلك"، موضحًا إلى أنه "على الرغم من دوافعهم الأمنية، إلا أن الهدف الرئيسي هو التمسك بالأرض"، على حد تعبيره.
كما عبر أحد المستوطنين المشاركين في الفعالية عن ادعاءاته بأن "جنوب لبنان جزء لا يتجزأ من أرض إسرائيل"، مشددًا على أن "أمن الدولة يتطلب التواجد العسكري في جنوب لبنان، وهو ما يستدعي إقامة مستوطنات دائمة هناك"، مشيرًا إلى أن تجربته الشخصية في الحرب الأخيرة على لبنان جعلته يشعر بأن "هذا التواجد كان ضروريًا لضمان الأمن"، وفق تعبيره.
فيما قالت إحدى الناشطات في حركة "عوري تسافون"، إن هذه الفعالية تنظم “لتكريم ذكرى شقيقها الذي قتل في غزة"، مشيرةً إلى أن هذا النشاط هو "جزء من تقوية الروابط بين إسرائيل والمناطق الحدودية جنوبي لبنان". معتبرةً أن هناك "مهمة تاريخية تتعلق بفرض أمن إسرائيل في الجنوب اللبناني"، وفق ادعاءاتها.
وتجمع المستوطنون عند نقطة مراقبة حدودية في بلدة عرب العرامشة، معتبرين أن هذه المنطقة ستكون نقطة انطلاق لتحقيق "حلمهم في بناء مستوطنات داخل لبنان".
وهذه ليست المرة الأولى التي تنظم فيها هذه الحركة اليمينية المتطرفة نشاطات متعلقة بالاستيطان في جنوب لبنان، فخلال الشهر الماضي دخل عدد من هؤلاء المستوطنين إلى جنوب لبنان ونصبوا خيامًا في بلدة مارون الراس الحدودية، ورفعوا لافتات كتب عليها: "لبنان لنا"، ونصبوا ما لا يقل عن خيمتين.
وفي أيلول/سبتمبر الماضي، عممت "عوري تسافون" إعلانات في إسرائيل تقول: "حان وقت الحصول على منزل في لبنان".