نص على انسحاب تدريجي للاحتلال.. اتفاق وقف إطلاق النار يدخل حيز التنفيذ بلبنان
27 نوفمبر 2024
أعلن الرئيس الأميركي، جو بايدن، عن توصّل إسرائيل وحزب الله إلى اتفاقٍ لوقف إطلاق النار، واصفًا الاتفاق بأنه "نبأ سار"، نافيًا في ذات السياق وجود أي نية لنشر قوات أميركية في لبنان.
وكان رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، قد أعلن، أمس الثلاثاء، موافقة المجلس الوزاري الأمني المصغّر على اتفاق وقف إطلاق النار الذي يدخل حيز التطبيق، بحسب بايدن، اليوم الأربعاء، في تمام الساعة الرابعة فجرًا بتوقيت لبنان وفلسطين، وقبل سريان الاتفاق بادر كلٌّ من حزب الله وإسرائيل إلى تصعيد عملياتهما في محاولة من إسرائيل إثبات أن يدها العليا، الأمر الذي يحاول حزب الله دحضه بالهجمات المضادّة.
وتجدر الإشارة إلى أنّ استطلاعًا للرأي بثته القناة الـ13 الإسرائيلية أظهر أنّ 60 بالمئة من الإسرائيليين يرون أنّ حزب الله لم يهزم، لكنّ حكومة نتنياهو ترى أنها حققت هدفين رئيسيين في الحملة ضدّ الحزب، أولهما تقليم أظافره واغتيال قادته، وثانيهما وضع حد لما يعرف بوحدة الساحات، عبر تحييد دور حزب الله من خلال الاتفاق الذي سيجعل إسرائيل تتفرّغ بصورة كاملة لغزّة ومقاومتها.
وبمناسبة التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان أصدر الرئيسان الأميركي والفرنسي بيانًا مشتركًا، قالا فيه إن "القتال سيتوقف في لبنان، وستتم حماية إسرائيل من تهديد حزب الله والمنظمات الإرهابية الأخرى العاملة من لبنان" وفق تعبير بيان ماكرون وبايدن.
ينص الاتفاق حسب مصادر إسرائيلية على انسحاب جيش الاحتلال من لبنان بشكل تدريجي خلال مدة 60 يومًا
واعتبر البيان الأميركي الفرنسي أن الاتفاق "يوفر الظروف اللازمة لاستعادة الهدوء الدائم والسماح للسكان في البلدين بالعودة بأمان إلى منازلهم على جانبي الخط الأزرق"، مضيفًا أن باريس وواشنطن ستعملان على "ضمان تنفيذ وقف إطلاق النار تنفيذًا تامًا".
وتزامنًا مع إعلان الاتفاق أصدر رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، بيانًا رحب فيه بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بوساطة أميركية، نجحت في إنهاء الأعمال القتالية بين حزب الله وإسرائيل. قبل أن يعود للقول في تصريحٍ منفصل إنّ "الإعلان عن وقف إطلاق نار بين حزب الله وإسرائيل يعدّ خطوة أساسية نحو بسط الهدوء والاستقرار في لبنان".
وأضاف ميقاتي أن "هذا التفاهم الذي رسم خارطة طريق لوقف النار، يعتبر خطوةً أساسية نحو بسط الهدوء والاستقرار في لبنان وعودة النازحين الى قرارهم ومدنهم"، مؤكدًا "التزام حكومته بتطبيق القرار الدولي الرقم 1701 وتعزيز حضور الجيش في الجنوب والتعاون مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)".
ولم يقدّم حزب الله ردًّا حتى اللحظة على إعلان الاتفاق، لكنّ نائب رئيس مجلسه السياسي، محمود قماطي، قال في تعليقه على تهديد نتنياهو بأن إسرائيل سترد بقوة على أي انتهاك: "نشكك بالتزام نتنياهو ولن نسمح له بتمرير فخ بالاتفاق"، مضيفًا "يجب أن ندقق بالنقاط التي وافق عليها نتنياهو قبل توقيع الحكومة على الاتفاق اليوم الأربعاء".
أبرز بنود الاتفاق
تداولت وسائل إعلام إسرائيلية ما وصفتها ببنود الاتفاق بين حزب الله وإسرائيل. وبحسب تلك المصادر فإنّ البند الأول يتضمن "توقف حزب الله وجميع التنظيمات المسلحة في لبنان بدايةً عن مهاجمة إسرائيل، ومقابل هذا التوقف ستتوقف إسرائيل بدورها عن شن الهجمات الجوية والبرية والبحرية"، وينص البند الثاني على أنّ "السلاح في جنوب لبنان يكون حصرًا بيد الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية"، ويشترط البند الثالث أن تكون "عمليات استيراد السلاح وإنتاجه في إطار سيطرة الحكومة اللبنانية"، وينص هذا البند أيضًا على "تفكيك جميع المنشآت المعنية بتصنيع السلاح في جنوب لبنان".
وحول انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية، ينص الاتفاق، حسب وسائل إعلام إسرائيلية، على "انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من جنوب لبنان إلى الخط الأزرق في غضون 60 يومًا"، كما نصّ الاتفاق حسب ذات المصادر على "نشر الدولة اللبنانية لقواتها على امتداد الحدود مع إسرائيل".
وبشأن لجنة الإشراف على تطبيق وقف إطلاق النار تم التنصيص على "تشكيل لجنة تشرف وتساعد على تنفيذ الالتزامات وتبليغ كل طرف عن أي انتهاك".ووفقًا للاتفاق ستتولى الولايات المتحدة إجراء مفاوضات بين لبنان وإسرائيل للتوصل إلى اتفاق بشأن الحدود البرية، مع الاعتراف بأهمية قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701.
يرى متابعون أنّ الاتفاق بهذه الصيغة ينطوي على نقاط ضعف عديدة قد تُسقطه، من بينها قضية الانسحاب التدريجي للقوات الإسرائيلية لمدة تصل إلى شهرين.
وبالنسبة إلى إسرائيل تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن نقاط ضعف تهدد إسرائيل، من بينها عدم تحديد الاتفاق لمنطقة عازلة تضمن بقاء حزب الله بعيدًا عن خط النزاع، كما لم يضمن الاتفاق لإسرائيل حق مهاجمة حزب الله في حال حدوث انتهاك، كما أشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أنّ المسؤول عن تنفيذ الاتفاق فعليًا هما الجيش اللبناني والقوات الأممية.
يشار إلى أنّ العدوان الإسرائيلي على لبنان أسفر عن استشهاد أكثر من 3800 شخص، وإصابة نحو 15 ألف شخص، فضلًا عن نزوح نحو 1.4 مليون شخص.