1. عشوائيات
  2. مجتمع

هل ستصمد المدن الكبرى في مصر في وجه الفيضانات؟

4 نوفمبر 2016
صورة أرشيفية من فيضانات الإسكندرية في نوفمبر 2015 (علاء القصاص/الأناضول)
مها عمرمها عمر

كلما ذُكرت كلمة "سيول" أو فيضانات في مصر، تشاءم المصريون، فلطالما كانت الأمطار الغزيرة، في عديد الدول، مؤشر خير وعلامة على وفرة المياه الجوفية ودلالة على زراعة جيدة، تغطي أشكالًا متنوعة من المحاصيل وتوفر استخدامات شتى فيما بعد، لكن في مصر يختلف الأمر تمامًا.

كلما ذُكرت كلمة "سيول" أو فيضانات في مصر، تشاءم المصريون وزادت المخاوف بعد ما حصل في الإسكندرية السنة الماضية

ففي العام الماضي، أغرقت الأمطار الإسكندرية وقتلت 6 أشخاص، فانتشرت صور على مواقع التواصل الاجتماعي لرجل اقتحمت السيول بيته، الذي كان في الدور الأرضي، وأغرقت كل شيء، فوقف وسط المياه القذرة يدافع عن ثلاجته، فاشتهر برجل الثلاجة. واستخدم الناس وقتها أبواب الغرف في عمل مراكب لعبور الشوارع حتى لا يغرقوا في المياه العكرة. وانتشر حينها هاشتاج #المسيري_لازم_يمشي في إشارة إلى محافظ الإسكندرية وقتها.

اقرأ/ي أيضًا: عمان.. الغرق ليس قدرًا

الأمطار الغزيرة في مصر تكشف في كل مرة قصورًا فادحًا في البنية التحتية في المحافظات المصرية، فكانت أمطار "راس غارب" الأخيرة قد غمرت الشوارع وجرفت سيارات تكدست على جانب الطريق بشكل فوضوي وأسفرت أيضًا عن مقتل 22 شخصًا و72 آخرين وهدم 6 آلاف منزل، وفقًا لتقارير حكومية.

من بين أهم أركان البنية التحتية، التي تتأثر بالأمطار الغزيرة، شبكات الصرف الصحي، ويقول هشام الهلباوي، مستشار وزير التنمية المحلية والمنسق الوطني للتنمية المحلية، إن "60 % من المدن غير مغطاة بشبكات صرف صحي عمومي أساسًا وقد يزيد العدد"، مؤكدًا أن "الحل الوحيد للتعامل مع الأمطار الغزيرة يكون صرفها في الترع والمصارف".

"البنية التحتية في مصر غير مؤهلة لاستقبال السيول" يقولها، سامح العلايلي، عميد كلية التخطيط العمراني الأسبق بجامعة القاهرة، مؤكدًا أنه "عند هطول هذه الكميات الكبيرة من المياه على تربة ليست ثابتة وطرق غير سليمة البناء، يؤدي ذلك إلى انهيار الطرق وتكسير مواسير الصرف الصحي وهو ما يتسبب في التدمير الذي يعقب أي تساقط لكميات كبيرة من الأمطار".

وهذا يعني أن مصر لم تستعد ولم تكن مستعدة من قبل لموجة الشتاء القادمة، التي يتوقع خبراء الأرصاد الجوية أن تعرف هطول أمطار غزيرة في المحافظات الكبرى "القاهرة والإسكندرية". هنا يأتي الحديث عن الفجوة الكبيرة في البنية التحتية في مصر والإسكندرية وبقية المحافظات، حيث أشار الدكتور أحمد عبدالعال، رئيس الهيئة العامة للأرصاد الجوية، أنه من المتوقع أن تشهد القاهرة والإسكندرية موجة قوية من الأمطار والسيول خلال الفترة المقبلة.

ترصد الحكومة المصرية مليار جنيه في موازنة الدولة الرسمية لتطوير مشاريع البنية التحتية إلا أنها همشت القرى وركزت على المدن الكبرى

اقرأ/ي أيضًا: اغتيال الإسكندرية

وبينما ترصد الحكومة المصرية مليار جنيه في موازنة الدولة الرسمية لتطوير مشروعات البنية التحتية إلا أن هذه المشاريع همشت القرى والمحافظات وركزت على المدن الكبرى كالقاهرة والإسكندرية، فتوزعت على تحسين الصرف الصحي لمحافظة الإسكندرية، ورفع كفاءة الصرف الزراعي بمحافظة البحيرة.

أما محافظات الصعيد وسيناء وجنوب الوادي فيُصرف عليها أقل من 10% من إجمالي ما يتم رصده من موارد على البنية التحتية. ومعظم سكان هذه القرى يعملون بالتجارة أو في أعمال يدوية ويسكنون في مناطق عشوائية أو في "عشش" لا تصمد أمام الكوارث الطبيعية.

وقد ورد في كتاب "الاقتصاد المصري بين المطرقة والسندان"، الذي كتبه كمال الوصال، أستاذ الاقتصاد بكلية الدراسات الاقتصادية والعلوم السياسية بجامعة الإسكندرية، وهو أيضًا مستشار اقتصادي بحكومة دبي قوله عن ذلك إن "الاختلالات الواضحة في الوزن النسبي للإنفاق الرأسمالي (الإنفاق على مشاريع البنية التحتية)، والذي انخفض من 20 % من إجمالي الإنفاق الحكومي خلال النصف الأول من التسعينيات إلى 8% خلال السنوات الأربع الأخيرة من 2010-2014، ليس حصاد التخبط وانعدام الرؤية في سنوات ما بعد الثورة فقط وإنما هو حصاد إهمال الإنفاق الاستثماري خلال سنوات حكم مبارك".  

اقرأ/ي أيضًا:

مصر.. "شاطئ النخيل": الموت في انتظارك

الإسكندرية "مدينة الرب".. في سوق نخاسة رأس المال

كلمات مفتاحية

الفاتيكان عند مفترق طرق.. هل يشهد التاريخ أول بابا إفريقي في العصر الحديث؟

تبدو إفريقيا مرشحة لأن تكون في قلب التغيير الكنسي، وسط توقعات تاريخية بإمكانية انتخاب أول بابا إفريقي في العصر الحديث، في خضم صراع بين التيارين التقدمي والمحافظ

الإسكان الاجتماعي المصري.. حلم الشباب في شقة يتبخر

تحول السكن اليوم إلى حلم بعيد المنال للملايين من الشباب من أبناء الطبقة المتوسطة

مخيمات مكتظة وأطفال جياع.. لاجئو السودان يواجهون مصيرًا مجهولًا في تشاد

تشير تقارير مفوضية اللاجئين إلى أن مقاطعات شرق تشاد، التي تأوي أصلًا 400 ألف لاجئ سوداني لجأوا إليها عقب اندلاع حرب دارفور عام 2003، تُعد من بين أكثر المقاطعات حرمانًا في البلاد

TEST TEST TEST

test test final

image

test 3

سياق متصل

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة