واشنطن تخفف القيود المفروضة على المساعدات الإغاثية المقدمة إلى سوريا
6 يناير 2025
أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن عن تخفيف محدود للقيود المفروضة على المساعدات الإنسانية لسوريا، في خطوة تهدف إلى تسريع تسليم الإمدادات الأساسية دون رفع العقوبات الشاملة المفروضة على الحكومة الجديدة في دمشق.
وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال"، يأتي القرار وسط حذر واضح من واشنطن تجاه الحكومة الجديدة. وتشير الخطوة إلى توازن دقيق بين تقديم المساعدات الإنسانية الضرورية وتجنب تقديم دعم غير مباشر للحكومة الجديدة، التي تقودها هيئة تحرير الشام، والمصنفة كـ"إرهابية" من قِبل الولايات المتحدة.
وصرّح مسؤولون أمريكيون لصحيفة "وول ستريت جورنال" أن وزارة الخزانة ستصدر إعفاءات مؤقتة لمدة ستة أشهر لتسهيل عمل مجموعات الإغاثة والشركات التي تقدم خدمات أساسية، مثل المياه والكهرباء، بهدف تبسيط الإجراءات المطلوبة لإيصال المساعدات، مع ضمانات تمنع إساءة استخدامها، وفقًا للصحيفة.
ستصدر وزارة الخزانة الأميركية إعفاءات مؤقتة لمدة ستة أشهر، لتسهيل عمل مجموعات الإغاثة والشركات التي تقدم خدمات أساسية في سوريا
وبعد أن أطاحت المعارضة السورية بنظام بشار الأسد في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024، راجعت الولايات المتحدة سياساتها تجاه سوريا. وأكدت الصحيفة أنه على الرغم من إعلان هيئة تحرير الشام قطع علاقاتها مع تنظيم القاعدة و"سعيها لإظهار صورة أكثر اعتدالًا"، إلا أن إدارة بايدن لم تقدم أي وعود بشأن رفع العقوبات أو الاعتراف بالحكومة الجديدة.
وفي تصريحات سابقة، أشار الرئيس الأمريكي إلى أن "سجل الجماعات المتمردة في مجال حقوق الإنسان والإرهاب يثير قلقًا"، مؤكّدًا أن تقييم سياسات الحكومة الجديدة سيتم "بناءً على أفعالها، وليس فقط تصريحاتها".
وفي السياق، أفاد بيان لوزارة الخارجية الأمريكية، صدر خلال زيارة بلينكن لسيول اليوم الاثنين، بأن وزير الخارجية الأمريكي "سيلتقي بنظراء أوروبيين لدعم انتقال سياسي سلمي وشامل بقيادة وملكية سورية". ولم تحدد الخارجية الأمريكية بشكل فوري الوزراء الأوروبيين المشاركين في اللقاء، وفقًا لما أفاد به موقع "العربي الجديد".
وسبق أن التقى مسؤولون أمريكيون وفرنسيون وألمان قادة الحكومة الانتقالية في دمشق، حيث شدّدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك على أهمية مشاركة النساء والأكراد في العملية الانتقالية. وحذّرت بيربوك من استخدام الأموال الأوروبية لدعم "هياكل إسلامية جديدة"، مشيرة إلى أن رفع العقوبات الأوروبية ما زال غير وارد في الوقت الحالي.
وتواجه سوريا أزمة إنسانية خانقة، مع حاجة ماسة إلى مساعدات وإعادة بناء البنية التحتية المدمرة. ومع ذلك، فإن تصنيف هيئة تحرير الشام كجماعة إرهابية يفرض قيودًا صارمة على نوعية المساعدات المقدمة.
الخبير في الشؤون السورية بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في الولايات المتحدة، ديفيد أديسنيك، شدّد في حديثه مع صحيفة "وول ستريت جورنال" على ضرورة إجراء إصلاحات كبرى في برامج المساعدات الإنسانية لتجنب استغلالها، كما حدث في عهد النظام السابق. ومع اقتراب انتهاء ولاية بايدن، توقعت الصحيفة أن يُترك القرار النهائي بشأن مستقبل العقوبات والاعتراف بالحكومة الجديدة للإدارة المقبلة، بقيادة الرئيس المنتخب دونالد ترامب.
