1. سياسة
  2. سياق متصل

وسط احتمالات استئناف الحرب على غزة.. نتنياهو يناور والمحتجزون في مهب الريح

14 فبراير 2025
(AFP) عملية تسليم الدفعة الخامسة من المحتجزين الإسرائيليين ضمن صفقة التبادل
الترا صوتالترا صوت

تعكس التطورات الأخيرة في المشهد السياسي الإسرائيلي والأميركي تكتيكات متشابكة، حيث بات مصير المحتجزين الإسرائيليين في قبضة حسابات سياسية معقدة.

الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، صعّد من ضغوطه على حركة حماس بإصدار إنذار نهائي يطالب بالإفراج عن جميع المحتجزين في غزة بحلول ظهر يوم السبت، لكن هذه الخطوة لم تسفر عن تغيير فوري في مسار الأحداث.

إنذار ترامب

جاء تهديد ترامب بعد إعلان حركة حماس تأجيل الإفراج عن الدفعة السادسة من المحتجزين الإسرائيليين في إطار المرحلة الأولى من صفقة التبادل، متهمة إسرائيل بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار.

في الوقت الذي تدفع فيه الولايات المتحدة باتجاه إتمام الصفقة، يبدو أن نتنياهو يتجه نحو مسار مختلف. فبحسب مصادر سياسية إسرائيلية، فإن رئيس الوزراء لا يريد استكمال الاتفاق إلى مرحلته الثانية

وبينما بدا أن التهديد الأميركي موجّه لحماس، فإنه في الواقع صبّ في صالح نتنياهو، الذي استغل الفرصة لتعزيز موقفه الداخلي والترويج لنهج أكثر تشددًا في التعامل مع ملف المحتجزين. فبعد تردد بسيط، تبنّت الحكومة الإسرائيلية موقف ترامب، لكن بد أن المشهد أكثر تعقيدًا، حيث أظهرت التطورات أن تل أبيب ليست بالضرورة متحمسة لاستمرار الاتفاق.

رهانات نتنياهو

في الوقت الذي تدفع فيه الولايات المتحدة باتجاه إتمام الصفقة، يبدو أن نتنياهو يتجه نحو مسار مختلف. فبحسب مصادر سياسية إسرائيلية، فإن رئيس الوزراء لا يريد استكمال الاتفاق إلى مرحلته الثانية، والتي تتضمن إطلاق سراح 59 محتجزًا، أحياءً وأمواتًا.

إذ يبدو أن نتنياهو لا يزال يناور، في محاولة لتحقيق أكبر مكاسب سياسية ممكنة من هذا الوضع، تمامًا كما فعل عندما أقنع ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني عام 2018.

يقول مصدر سياسي إسرائيلي إن ترامب لم يتوقع أن تصريحاته الأخيرة، ولا سيما حول خطة التهجير، سيكون لها هذا التأثير في إسرائيل، إذ ساعد نتنياهو على إطالة عمر حكومته من خلال إبقاء سموتريتش في الائتلاف وربما المساعدة أيضًا في عودة إيتمار بن غفير إلى صفوفها.

رهانات العائلات ومبادرات المقربين من ترامب

في ظل هذا التباين في المواقف، تعلّق عائلات المحتجزين الإسرائيليين آمالها على شخصيات مقربة من ترامب، مثل المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، والمليارديرة الأميركية الإسرائيلية ميريام أديلسون، التي تعد من أكبر داعمي ترامب السياسيين.

ويتكوف، أظهر تعاطفًا كبيرًا مع أسر المحتجزين، بينما لعبت أديلسون دورًا رئيسيًا في إيصال مطالب العائلات إلى ترامب شخصيًا. وقد ساهمت هذه الجهود في تصحيح الصورة التي قدمتها إسرائيل للإدارة الأميركية والتي كانت تشير إلى أن معظم المحتجزين قد يكونون قد لقوا حتفهم، في حين تشير تقارير حديثة إلى أن حوالي نصف الرهائن لا يزالون أحياء، وهو رقم أكبر من التقديرات السابقة.

العائلات توجهت برسالة واضحة إلى ترامب "إنقاذ الرهائن" أولى من استئناف الحرب. إذ إن أي تصعيد عسكري جديد سيعرض حياتهم للخطر. وكثفت عائلات المحتجزين من الضغط الشعبي لإنهاء الأزمة بوسائل دبلوماسية.

في المقابل، تعكس تصريحات بعض الوزراء في الحكومة الإسرائيلية أن هناك تبني رسمي لخطة تهجير الفلسطينيين. فقد صرح وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، تعليقًا على إنذار ترامب، قائلًا: "الجميع الآن"، فيما يبدو أنه استفزاز واضح لعائلات الرهائن التي تطالب بعدم استخدام الملف كذريعة للحرب.

المحتجزين مقابل الحرب

التطورات الأخيرة تشير إلى أن إسرائيل تستعد لخيار التصعيد العسكري، خاصة مع تأكيد الجيش الإسرائيلي استعداده لاستئناف القتال في غزة. فبحسب مصادر عسكرية إسرائيلية، فإن نتنياهو حصل على "ضوء أخضر" من ترامب للمضي قدمًا في حملة عسكرية في حال لم يتم إحراز تقدم في ملف المحتجزين.

تشير تقارير إسرائيلية إلى أن الخطة تشمل عمليات موسعة في شمال غزة وجنوبها، مع فرض حصار كامل على القطاع وقطع المساعدات الإنسانية، مما قد يؤدي إلى نزوح أعداد كبيرة من الفلسطينيين. ويعتقد بعض المحللين أن هذه الخطة قد تكون مقدمة لتنفيذ المخطط الذي طرحه ترامب، والذي يتحدث عن إعادة توطين الفلسطينيين خارج غزة.

التصعيد العسكري الإسرائيلي قد يؤدي إلى تداعيات إقليمية خطيرة. فوفقًا لتقديرات اللواء المتقاعد والرئيس السابق لمجلس الأمن القومي غيورا آيلاند، صاحب "خطة الجنرالات"، فإن العملية المقبلة ستستمر لشهرين وستكون الأكثر تدميرًا في تاريخ الصراع، وقد تشمل تدميرًا واسع النطاق في شمال غزة، يشابه ما حدث في مخيم جباليا، حيث تم تدمير أحياء بأكملها خلال الأشهر الماضية.

الانقسام داخل الجيش الإسرائيلي

الخطة العسكرية الجديدة لا تحظى بإجماع داخل الجيش الإسرائيلي، إذ أعرب بعض الضباط عن مخاوفهم من أن تؤدي إلى مقتل المحتجزين، بالإضافة إلى تداعيات قانونية ودبلوماسية خطيرة. ووفقًا لتقارير، فإن بعض الضباط الاحتياطيين يدرسون رفض الانضمام إلى العمليات العسكرية إذا تضمنت تنفيذ خطط تهدف إلى التهجير القسري.

علاوة على ذلك، فإن التصعيد العسكري قد يؤدي إلى مواجهة إسرائيل مع المحكمة الجنائية الدولية، التي تتابع عن كثب تطورات الصراع. ورغم أن إدارة ترامب قد توفر لإسرائيل حماية دبلوماسية، فإن هذا لن يكون كافيًا إذا تزايدت الضغوط الدولية.

مستقبل الاتفاق وإمكانية التوصل إلى تسوية

في ظل هذه المعطيات، يبدو أن الأزمة تتجه نحو مزيد من التعقيد. فإذا لم يتم التوصل إلى اتفاق في الأيام المقبلة، فقد نشهد تصعيدًا عسكريًا قد يكون الأكثر دموية منذ اندلاع الحرب.

وبناءً على ذلك، فإن السيناريوهات المطروحة تشمل استمرار المفاوضات والإفراج عن دفعة جديدة من المحتجزين، أو استئناف الحرب من خلال حملة عسكرية واسعة، وهو ما قد يؤدي إلى عواقب كارثية على المدنيين في غزة، إضافة إلى انهيار الاتفاق بالكامل. كما يظل احتمال تصاعد الضغوط الدولية لإيقاف التصعيد واردًا، لا سيما مع استعداد الدول العربية لعقد قمة في نهاية الشهر الجاري لطرح مقترح بديل لخطة ترامب.

بين المناورات السياسية لنتنياهو، وضغوط ترامب، ومطالبات عائلات الرهائن، يقف قطاع غزة أمام مرحلة جديدة من التصعيد. وإذا ما مضت إسرائيل قدمًا في خططها العسكرية، فقد نجد أنفسنا تداعيات تتجاوز حدود غزة لتشمل المنطقة بأسرها.

`

كلمات مفتاحية

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة

image

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة

أول مئة يوم من حكم ترامب الجديد.. ارتباك داخلي واضطراب في النظام العالمي

تسبب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، منذ مجيئه إلى البيت الأبيض 20 كانون الثاني/يناير في ولاية رئاسية ثانية، بحالة من الإرباك والفوضى كادت تقلب النظام العالمي رأسًا على عقب

TEST TEST TEST

test test final

image

test 3

سياق متصل

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة