وسط تردد أميركي.. الصين تستعرض نموذجها من الجيل السادس من المقاتلات
29 ديسمبر 2024
باتت الصين أكثر توجهًا إلى استعراض قوتها العسكرية، وفي هذا الصدد جاء كشفها للطّائرات المقاتلة من الجيل السادس مفاجئًا للكثيرين حسب صحيفة واشنطن بوست، حيث دفعت الصين بطراز جديد من الطائرات المستقبلية، يُنبئ أن الجيش الصيني حقق اختراقًا كبيرًا، وهو الذي طالما وُصف بأنه جيش تقليدي يعتمد على الكثرة العددية ويفتقر إلى التكنولوجيا العسكرية المتطورة، لكن التوجهات الأخيرة للرئيس الصيني، تشي جين بينغ، أعطت الأولوية للتغلب على التحديات التي تواجه الصين في المجال العسكري، ويبدو أنّ تلك التغييرات بدأت تعطي ثمارها.
أظهرت الصور ومقاطع الفيديو التي اطلعت عليها واشنطن بوست نموذجًا من الطائرات الصينية المتقدمة ذات شكل مثلث كبير، قادرة على القيام "بمنعطفات بطيئة وسريعة على ارتفاع منخفض للغاية"، كما بدا من خلال المقاطع التي تم نشرها "هناك طائرتان مختلفتان، إحداهما أصغر من الأخرى، وكلاهما تتميز بتصميم خفي بلا ذيل، وهذا يشير إلى أنهما تعتمدان على تكنولوجيا حسابية متقدمة للتوجيه"، حسب محللين عسكريين تحدثوا للصحيفة الأميركية.
كما ذهب محللون عسكريون إلى القول إن اختبار الجيش الصيني "لطائرتين متقدمتين جديدتين في رابعة النهار أمر غير معتاد للغاية، ويعدّ مؤشرًا على أنّ ما تقوم به بكين هو استعراض متعمد للقوة".
تعتمد الطائرات الصينية المتقدمة ذات التصميم المثلثي بلا ذيل، تقنيات توجيه متطورة، وتتميز بمرونة المناورات والتخفي، وفقًا لتقرير "واشنطن بوست"
تجدر الإشارة إلى أن الطائرتين الجديدتين ظهرتا محاطتين بطائرة "جي 120 وهي طائرة تنتمي للجيل الخامس وكانت تعدّ قبل ظهور الطراز الجديد من الجيل السادس أفضل طائرة مقاتلة تشغيلية في الصين".
ولفتت واشنطن بوست النظر إلى أنّ استعراض الصين لطائرات الجيل السادس المستقبلية جاء في وقت "لم يتضح فيه بعد مستقبل مبادرة الولايات المتحدة الخاصة بالجيل السادس من المقاتلات، بعد أن قررت القوات الجوية في شرين الأول/نوفمبر الماضي تأجيل الحسم فيه، لحين قيام إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب بالبت فيه"، والسبب في ذلك بحسب الصحيفة أن "التكاليف المتوقعة لكل طائرة مستقبلية تقدر بمئات الملايين من الدولارات"، مع الإشارة إلى أن إيلون ماسك أحد أقطاب حكومة ترامب أبدى تذمره من التكاليف الباهظة للصناعات العسكرية التقليدية، على غرار طائرات إف 35، مفضلًا النماذج ذاتية التشغيل الأقل كلفة.
وكان ماسك، الذي كلفه ترامب بالبحث عن سبل ترشيد الإنفاق الحكومي، قد وجه انتقادات لاذعة "لبرنامج طائرة مقاتلة من الجيل الخامس من طراز إف-35، بسبب ما أسماها العيوب التكنولوجية والتكلفة العالية"، واصفًا شركة لوكهيد مارتن المصنعة لطائرة إف-35 بأنهم "أغبياء"، مقترحًا "استبدال الطائرات المقاتلة المأهولة بطائرات مسيرة".
ونقلت واشنطن بوست عن كيلي غريكو من مركز ستيمسون قوله: "يبدو أن رغبة الجيش الصيني في أن نرى هذه الطائرة تحلق أمر متعمد تماما، أعتقد شخصيا أن توقيت هذا الأمر غريب لأنهم على دراية بهذا النقاش ويبدو أنه مصمم تقريبا للتأثير على هذا النقاش".
ويبدو أنّ انتقادات ماسك مسموعة عند البنتاغون، فمع تشكيكه في طرازات المقاتلات الشبحية، قال مسؤولون في البنتاغون إنهم مقبلون على إنشاء "مشهدٍ جحيميٍ من الطائرات المسيرة للدفاع عن تايوان"، وتعليقا على ذلك قال الباحث من مركز ستيمسون إن الصين "قد تكون أكثر قلقا بشأن توجه القوات الجوية الأميركية في هذا الاتجاه".
التنافس على مقاتلات الجيل السادس
تتنافس القوى العظمى على مقدرات مقاتلات الجيل السادس من الطائرات التي تشمل، حسب واشنطن بوست "مجموعة من المميزات من بينها الاستقلالية المدفوعة بالذكاء الاصطناعي، والسرعة الفائقة للصوت، وأنظمة الحرب الإلكترونية المتقدمة وتكنولوجيا التخفي من المستوى التالي"، وتعلق واشنطن بوست بأن هذه الميزات أو سمّها الاختراقات "يمكن أن تمنح الصين ميزة في صراع محتمل حول تايوان أو بحر جنوب الصين".
وعلى الرغم من أنّ مقاطع الفيديو والصور الأولية، لا تقدم حسب واشنطن بوست، "أي دليل ملموس على مثل هذه القدرات، إلا أن المحللين العسكريين لاحظوا أنّ التصميمات تشير إلى قفزة كبيرة إلى الأمام في مجال مقاتلات الجيل الخامس في الصين، بما في ذلك تشنغدو جيه-20، التي خضعت لعدة ترقيات رئيسة على مدى العقد الماضي".
رغم ذلك فإن اختبار طائرة من الجيل السادس في الصين، يظلّ مؤشرًا قويا على تسارع وتيرة تحديث الجيش الصيني، وفي هذا الصدد لفتت واشنطن بوست النظر إلى تقرير للكونغرس الأميركي صدر شهر كانون الأول/ديسمبر الجاري أكّد أن الصين "تسدّ بسرعة الفجوة بينها مع الولايات المتحدة في مجال القوة الجوية المتقدمة، وتحرز خطوات كبيرة في الطائرات المسيرة وتزيد من نسبة الطائرات المقاتلة المتقدمة في صفوفها"، وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على أن وتيرة سباق التسلح آخذة هي الأخرى في التسارع، بسبب التوترات الإقليمية والدولية لمختلف القوى الكبرى، وخاصة الصين وروسيا.