وسط تزايد التهديدات.. إيران تؤكد عدم ترددها في الدفاع عن برنامجها النووي
17 فبراير 2025
عاد الملف النووي الإيراني إلى الواجهة، بالتزامن مع الزيارة الأولى لوزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إلى المنطقة، والتي استهلّها أمس الأحد بزيارة تل أبيب، ويواصل إكمالها اليوم الإثنين وغدًا الثلاثاء، بزيارة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
وفي تل أبيب، تعهّد روبيو ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن يواجها الطموحات النووية الإيرانية وإحباطها معًا. واعتبر نتنياهو أنّ أهم قضية متبقية لهم حاليًا في المنطقة هي إيران، مؤكّدا أنّ المهمة بشأنها سوف يتم إنهاؤها، في إشارة منه إلى التغيير الذي يدّعي أن إسرائيل تمكّنت من إنجازه في المنطقة بعد العدوان على غزة وإضعاف حزب الله في لبنان وسقوط نظام بشار الأسد في سوريا.
الدفاعات الإيرانية جاهزة للرد
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، اليوم الإثنين، إن إيران "دافعت عن برنامجها النووي ولن تتردد في الاستمرار في ذلك"، مضيفًا أنّ "البرنامج النووي السلمي الإيراني مستمر، وكان كذلك خلال العقود الثلاثة الماضية، استنادًا إلى حقوق إيران كعضو في معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية"، مؤكّدًا أن طهران "لن تُظهر أي ضعف في شأن ملفها النووي"، وفق تعبيره.
استبقت إيران المواقف التصعيدية الأميركية والإسرائيلية بعدّة خطوات عملية، حيث قامت طيلة الفترة الأخيرة، بمناورات عسكرية دفاعية جوية حول منشآتها النووية
واستبقت إيران المواقف التصعيدية الأميركية والإسرائيلية بعدّة خطوات عملية، حيث قامت طيلة الفترة الأخيرة، بمناورات عسكرية دفاعية جوية حول منشآتها النووية، في محاكاة لهجمات متوقعة. كما كشفت عن ترسانة جديدة من الصواريخ.
وفي مطلع شباط/فبراير الجاري كشفت إيران عن ما اسمتها "مدينة صاروخية تحت الأرض، لصواريخ كروز المضادة للمدمرات"، كما حضر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان فعاليات للكشف عن أحدث الصواريخ الباليستية الإيرانية، وفي مقدمتها صاروخ "اعتماد" الذي يبلغ مداه الأقصى 1700 كيلومتر مربع. هذا بالإضافة إلى الكشف عن قاعدة للصواريخ المضادة للسفن، وعن 3 أقمار صناعية، هي: قمر ناوك المخصص للاتصالات، وقمري وبارس1 وبارس2، اللذان يستخدمان للاستشعار والتقاط الصور عن بُعد.
وقال الرئيس الإيراني، على هامش استعراض ترسانة بلاده من الصواريخ والمعدات ذات الطابع العسكري، "إن تطوير إيران قدراتها الدفاعية وتقنياتها الفضائية ليس من أجل الحرب والهجوم، بل من أجل الردع"، وأضاف بزشكيان: "هذه القوة لضمان ألا يجرؤ أحد على التعدي على الأراضي الإيرانية"، وفق تعبيره.
وكان لافتًا للانتباه، الجمعة الماضي، مستوى التناغم الذي أظهره الرئيس الإيراني مع الموقف المتشدد للمرشد الأعلى لإيران علي خامنئي، بشأن العقوبات والمفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية، حيث أكّد بزشكيان أن إيران "ماضية في طريقها ولن تتراجع جرّاء العقوبات الأميركية على الاقتصاد الإيراني"، مع العلم أن الرئيس الإيراني بنى جانبًا مهمًا من استراتيجيته الانتخابية على العمل من أجل رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران، وعلى تبنّيه سياسة الانفتاح على الإقليم والعالم، سبيلًا إلى رفع العقوبات وإنهاء معاناة الاقتصاد الإيراني.
وكان خامنئي، الذي يعد أعلى سلطة مرجعية في إيران، قال خلال خطبة الجمعة الماضية، "إن التجربة أثبتت أن التفاوض مع الولايات المتحدة ليس ذكيًا ولا مشرفًا ولا حكيمًا"، معتبرًا "أن المفاوضات مع الولايات المتحدة لن تحل مشاكل إيران". والسؤال المطروح هنا: هل وصلت إيران والولايات المتحدة إلى طريق مسدود باتت معه التسوية الديبلوماسية غير ممكنة؟
نتنياهو وإنهاء المهمة المتبقية بشأن إيران:
قال نتنياهو أمس الأحد إنه أجرى نقاشًا مثمرا للغاية مع روبيو، معتبرًا أنه "لا يوجد شيء أكثر أهمية من إيران"، مؤكّدًا بصيغة الجمع "سوف ننهي المهمة بشأن إيران"، وأوضح نتنياهو ذلك بشكل أكبر بإعلانه أن "إسرائيل والولايات المتحدة تقفان معًا في مواجهة التحديات الإيرانية، وعازمتان على إحباط طموحات إيران النووية وإنهاء نفوذها في الشرق الأوسط"، مضيفًا أن "الرئيس ترامب هو الصديق الأعظم لإسرائيل في تاريخ البيت الأبيض".
بدوره، قال روبيو بعد لقائه بنتنياهو إن إيران "مصدر تهديد في المنطقة، فهي وراء كل جماعة إرهابية، ووراء كل عمل من أعمال العنف وكل نشاط مزعزع للاستقرار" على حدّ تعبيره، مضيفًا "لا يمكن أن نسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي".
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وقّع مطلع الشهر الحالي، قرارًا تنفيذيًا، بتطبيق سياسة الضغوط الاقتصادية القصوى على إيران، وفي المقدمة منها العمل على "تعطيل صادرات النفط الإيرانية".