1. سياسة
  2. سياق متصل

وسط تصاعد التوتر مع طهران.. واشنطن تدفع بتعزيزات عسكرية إلى الشرق الأوسط

2 ابريل 2025
مقاتلة تتبع لسلاح البحرية الأميركية في البحر الأحمر، 13 فبراير 2024 (رويترز)
الترا صوتالترا صوت

أفادت تقارير صحفية بأن الولايات المتحدة أصدرت أمرًا بنشر المزيد من التعزيزات العسكرية في الشرق الأوسط، وذلك وسط حملة القصف العنيفة التي تستهدف معاقل جماعة "أنصار الله" (الحوثيون) في اليمن، بالإضافة إلى تزايد التهديدات المتبادلة بين واشنطن وطهران، مما يثير المخاوف من احتمال اندلاع مواجهة عسكرية مباشرة قد تنعكس تداعياتها على أمن واستقرار المنطقة بأكملها.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد جدد تهديداته لإيران، مؤكدًا أنها ستتعرض "لقصف لا مثيل له إذا لم نتوصل لاتفاق"، في إشارة إلى برنامج طهران النووي، وهو ما دفع بالمرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، إلى الرد محذرًا من أن واشنطن إذا أقدمت على أي "حماقة"، فإنها ستتلقى "ضربة قوية بالمثل". وأكدت طهران في تحذير دبلوماسي للسفارة السويسرية، التي تعمل كوسيط بين البلدين، أنها "سترد بحزم وفورًا" على أي تهديد أميركي.

إرسال قاذفات بي-2 إلى الشرق الأوسط

أعلنت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون"، أمس الثلاثاء أن الوزير بيت هيجسيث أمر بنشر طائرات حربية إضافية لتعزيز الأصول البحرية للبنتاغون في الشرق الأوسط. وبحسب مسؤولين تحدثوا لوكالة "رويترز"، وطلبوا عدم الكشف عن هويتهم، فإن واشنطن نقلت ست قاذفات من طراز بي-2 الأسبوع الماضي إلى قاعدة عسكرية أميركية بريطانية في جزيرة دييجو جارسيا بالمحيط الهندي.

تمركز قاذفات بي-2، التي تتمتع بتكنولوجيا التخفي من الرادارات، بالإضافة إلى أنها من أخطر الأسلحة الأميركية، يجعلها على مسافة قريبة كافية للعمل في الشرق الأوسط

وأكد المتحدث باسم البنتاغون، شون بارنيل، في بيان أن "في حال هددت إيران أو وكلاؤها الأفراد والمصالح الأمريكية في المنطقة، فإن الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات حاسمة" ضد طهران. وفي المقابل، رفضت القيادة الاستراتيجية الأميركية الكشف عن عدد طائرات بي-2 في دييجو جارسيا، وأضافت أنها لا تعلق على التدريبات أو العمليات التي تشمل بي-2، وهي من القاذفات التي شاركت في استهدف مواقع للحوثيين في اليمن.

تتمتع بتكنولوجيا التخفي من الرادارات

ويقول الخبراء إن تمركز قاذفات بي-2، التي تتمتع بتكنولوجيا التخفي من الرادارات، بالإضافة إلى أنها من أخطر الأسلحة الأميركية، يجعلها على مسافة قريبة كافية للعمل في الشرق الأوسط. وتتميز هذه القاذفات بقدرتها على حمل أقوى القنابل الأميركية، بما في ذلك القنبلة جي.بي.يو-57 التي تزن 30 ألف رطل، ويُعتقد أنها مصممة لاختراق المنشآت النووية الإيرانية.

ورغم قوتها الهائلة، فإن القوات الجوية الأميركية لا تملك سوى 20 قاذفة من هذا الطراز، ما يجعل استخدامها محدودًا ومحسوبًا. وقال مسؤول لـ"رويترز" إن الجيش الأميركي بدأ أيضًا بنقل بعض قدراته في الدفاع الجوي من آسيا إلى الشرق الأوسط، في خطوة تعكس تصعيدًا عسكريًا في ظل التوتر الإقليمي المتزايد في المنطقة.

مجموعتان من حاملات الطائرات الأميركية في الشرق الأوسط

وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، فإنه سيكون لدى الولايات المتحدة مجموعتا حاملات طائرات ضاربتان في الشرق الأوسط، وهما حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس. ترومان"، التي تعمل في الشرق الأوسط منذ خريف العام الماضي، و"يو إس إس كارل فينسن"، التي تُكلّف عادة بالمنطقة الآسيوية ومن المتوقع أن تصل خلال أسبوعين.

وبالإضافة إلى حاملات الطائرات، تضم المجموعتان مدمرات مزوّدة بصواريخ كروز وسفنًا حربية أخرى. وقال المسؤولون إن الولايات المتحدة أرسلت أيضًا بطاريات "باتريوت" المضادة للصواريخ للدفاع عن قواعدها الجوية وحلفائها في المنطقة، في إشارة إلى إسرائيل، التي تبادلت الضربات الصاروخية مع إيران العام الماضي.

سياسة "أكثر عدوانية" تجاه الحوثيين

وكان قائد القيادة المركزية الأميركية المسؤولة عن العمليات العسكرية في الشرق الأوسط، الجنرال مايكل كوريلا، قد طالب الإدارة الأميركية برد أكثر حزمًا على هجمات الحوثيين ضد السفن التي تعبر البحر الأحمر، والتي بدأت بعد العدوان الإسرائيلي على غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.

وأرسلت إدارة الرئيس السابق، جو بايدن، سفنًا حربية أميركية إلى الشرق الأوسط خلال أوقات مختلفة من العام الماضي، مدعية أن الهدف منها حماية الملاحة الدولية، في محاولة لتجنّب اندلاع حرب أوسع في الشرق الأوسط في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة. لكن إدارة ترامب كانت "أكثر عدوانية" تجاه الحوثيين، حيث وسّعت قائمة أهدافها لتشمل قادة عسكريين من الجماعة اليمنية، بحسب "وول ستريت جورنال".

وأظهرت بيانات تتبع الرحلات الجوية أن طائرات الشحن والتزود بالوقود التابعة لسلاح الجو الأميركي تواصل التحرك بشكل منتظم باتجاه الشرق الأوسط قادمة من أوروبا وآسيا والولايات المتحدة، وفقًا لـ"وول ستريت جورنال".

واشنطن تدرس مقترح طهران لإجراء محادثات غير مباشرة

تأتي هذه التطورات في الوقت الذي نقل موقع "أكسيوس" عن مسؤولين أميركيين أن البيت الأبيض يدرس بجدية مقترحًا إيرانيًا لإجراء محادثات نووية غير مباشرة, وبحسب أحد المسؤولين، فإن إدارة ترامب ترى أن المحادثات المباشرة قد تكون أكثر فعالية، لكنها لا ترفض الصيغة التي اقترحتها طهران، كما لا تعارض قيام سلطنة عُمان بدور الوسيط بين الطرفين، وهو دور لعبته في السابق.

وأشار المسؤولان إلى أن أي قرار نهائي لم يُتخذ بعد، وأن النقاشات الداخلية لا تزال جارية. وقال أحدهما: "بعد تبادل الرسائل، نحن الآن ندرس الخطوات التالية لبدء الحوار وبناء الثقة مع الإيرانيين". وبحسب مسؤول أميركي آخر، فإن ترامب لا يسعى إلى حرب مع إيران، لكنه يحتاج إلى حشد الأصول العسكرية لإرساء قوة ردع خلال المفاوضات، والاستعداد للتحرك في حال فشل المحادثات وتصاعدت الأمور بسرعة.

عودة ترامب لنهج "الضغط الأقصى"

وفقًا لصحيفة "فورين أفيرز" البريطانية، يرى محللون أن خطوات ترامب في بداية ولايته الثانية، كإضعاف الدبلوماسية، وتجنب الانخراط مع الحكومة الجديدة في دمشق، بالإضافة إلى فرض عقوبات على إيران، وتصعيد الضربات في اليمن، تعكس عودة لنهج "الضغط الأقصى". ويشير المحللون إلى أن اعتقاد ترامب أن هذه الإجراءات تعزز استراتيجية واشنطن، إلا أن التركيز على العمل العسكري فقط يُضعف قدرتها على استغلال فرصة ضعف إيران لتحقيق مكاسب سياسية حقيقية، في إشارة إلى التغيرات التي شهدها الشرق الأوسط خلال الأشهر الأخيرة من العام الماضي.

ويعتبر معظم المسؤولين الأميركيين أن ضعف النظام الإيراني يمثل فرصة للضغط عليه، وهو ما دفع ترامب، فور توليه منصبه في كانون الأول/يناير الماضي، إلى إعادة تفعيل حملة "الضغط الأقصى" بهدف إنهاء التهديد النووي الإيراني، وتقليص برنامجه الصاروخي، ووقف دعم طهران لوكلائها في المنطقة. وشملت الإجراءات عقوبات جديدة استهدفت الطائرات المسيّرة، وصادرات النفط، وشبكات الجريمة العابرة للحدود المرتبطة بطهران، بحسب الصحيفة البريطانية.

كلمات مفتاحية

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة

image

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة

أول مئة يوم من حكم ترامب الجديد.. ارتباك داخلي واضطراب في النظام العالمي

تسبب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، منذ مجيئه إلى البيت الأبيض 20 كانون الثاني/يناير في ولاية رئاسية ثانية، بحالة من الإرباك والفوضى كادت تقلب النظام العالمي رأسًا على عقب

TEST TEST TEST

test test final

image

test 3

سياق متصل

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة