وسط حملة قمع في روسيا.. أحكام بالسجن بحق محامي المعارض الراحل نافالني
18 يناير 2025
حكمت محكمة روسية على ثلاثة محامين دافعوا عن المعارض الروسي أليكسي نافالني، بالسجن لعدة سنوات، بسبب نقلهم رسائله من داخل السجن إلى العالم الخارجي.
يأتي هذا الحكم وسط حملة قمع واسعة على المعارضة في ظل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، مما أثار قلق جهات حقوقية تخشى تصعيد المحاكمات ضد المحامين بالإضافة إلى سجن موكليهم.
حُكم على كوبزيف، الذي يُعتبر أبرز أعضاء فريق الدفاع عن نافالني، بالسجن لمدة خمس سنوات ونصف، بينما حُكم على ليبتسر بالسجن خمس سنوات، وسيرغونين ثلاث سنوات ونصف
قمع مستمر
ويواصل الكرملين معاقبة شركاء نافالني حتى بعد وفاته الغامضة في السجن العام الماضي، فقد تم إدانة المحامين فاديم كوبزيف، وأليكسي ليبتسر، وإيغور سيرغونين بتهم بالمشاركة في "منظمة متطرفة"، في إشارة إلى مؤسسة مكافحة الفساد التي أسسها نافالني. وفق ما قالته محكمة في بلدة بيتوشكي الواقعة على بعد 100 كلم شرقي موسكو.
حُكم على كوبزيف، الذي يُعتبر أبرز أعضاء فريق الدفاع عن نافالني، بالسجن لمدة خمس سنوات ونصف، بينما حُكم على ليبتسر بالسجن خمس سنوات، وسيرغونين ثلاث سنوات ونصف.
استبعاد المعارضة الحقيقية لنظام بوتين, السياسي الحقيقي غير مرغوب به في ظل الديمقراطية الزائفة في البلادhttps://t.co/zLLku903NM pic.twitter.com/UkmexZOmqN
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) January 13, 2018
ردود فعل دولية غاضبة
أثارت هذه الأحكام استياءً واسعًا في الغرب. وكان المحامين الثلاثة من بين القلائل الذين تمكنوا من زيارة نافالني في السجن أثناء قضاء عقوبته البالغة 19 عامًا. وقالت أرملة نافالني، يوليا نافالنايا، التي تعيش في المنفى، إن المحامين هم "سجناء سياسيون ويجب إطلاق سراحهم فورًا".
من جهتها، انتقدت الولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا الأحكام بشدة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر: "هذا مثال آخر على اضطهاد محامي الدفاع من قبل الكرملين في سعيه لتقويض حقوق الإنسان، وتقويض سيادة القانون، وقمع المعارضة".
ودعا وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، الكرملين إلى "إطلاق سراح جميع السجناء السياسيين". وأكدت وزارة الخارجية الفرنسية أن القرار القضائي يمثل "عملًا آخر من أعمال الترهيب ضد مهنة المحاماة ككل". أما ألمانيا، فقد أدانت الأحكام بشدة وأشارت إلى أن "حتى أولئك المكلفين بالدفاع عن الآخرين أمام القانون يواجهون الآن اضطهادًا قاسيًا".
محاكمات خلف الأبواب المغلقة
وتم اعتقال المحامين الثلاثة في تشرين الأول/أكتوبر 2023، بينما كانت الإجراءات القانونية ضد نافالني لا تزال جارية. وتوصف هذه الإجراءات بأنها ذات دوافع سياسية.
وجرت محاكمتهم خلف أبواب مغلقة في بلدة بيتوشكي، بالقرب من سجن بوكروف، حيث كان نافالني محتجزًا قبل نقله إلى سجن بمنطقة يامال النائية في الدائرة القطبية الشمالية.
وفي جلسة المحكمة، قال كوبزيف: "نحن نحاكم لنقلنا أفكار نافالني إلى أشخاص آخرين. مشبهًا حملة القمع الحالية من قبل الكريملن بالقمع الجماعي الذي شهدته الحقبة الستالينية، قائلًا: "مرت ثمانون عامًا.. وفي محكمة بيتوشكي، يُحاكم الناس مرة أخرى بتهمة تشويه سمعة المسؤولين وأجهزة الدولة".
في المقابل، أشارت المحكمة، في بيان، إلى أن المحامين الثلاثة قد "استخدموا وضعهم كمحامين أثناء زيارة نافالني لنقل المعلومات بشكل منتظم بين أعضاء التنظيم المتطرف، بما في ذلك أولئك المطلوبين والهاربين خارج روسيا، مما سمح لنافالني بالتخطيط لجرائم ذات طابع متطرف من داخل سجنه شديد الحراسة".
دعت دول غربية #موسكو إلى الإفراج عن #نافالني، لكن #روسيا ردت بشكل متكرر مطالبة بالابتعاد عن "شؤونها السيادية" 🇷🇺
للمزيد: https://t.co/cfneuYUe6f pic.twitter.com/wjjEDedkiu
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) February 4, 2021
استمرار الرسائل المعارضة
في رسائله من داخل السجن، ندد المعارض نافالني بحملة الكرملين العسكرية في أوكرانيا ووصفها بأنها "إجرامية"، وحث أنصاره على "عدم الاستسلام". وكان قد أدان اعتقال محاميه في تشرين الأول/ أكتوبر 2023 باعتباره محاولة لعزله بشكل أكبر.
قلق حقوقي
قالت مجموعة حقوقية تراقب القمع السياسي في روسيا تُدعى "OVD" إن: "الأحكام أظهرت أن موسكو تعتزم الآن جعل الدفاع عن السجناء السياسيين، وهي ممارسة لا تزال مسموحًا بها لكنها تزداد صعوبة، أمرًا شديد الخطورة". وأضافت: "السلطات تسعى الآن بشكل أساسي إلى تجريم الدفاع عن المضطهدين سياسيًا"، مشيرة إلى أن هذا الإجراء "يهدد بتدمير ما تبقى من سيادة القانون في البلاد".
يذكر أن المعارض أليكسي نافالني، الذي يُنظر إليه منذ فترة طويلة على أنه أهم معارض سياسي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين وكان يُنظر إليه على أنه الشخص الوحيد الذي كان قادرًا على حشد الروس للمشاركة في الاحتجاجات المنظمة ضده، توفي داخل السجن في ظروف غامضة.
وتحدث معارضون روس عن أن نافالني تمت تصفيته، لأنه كان على وشك أن يطلق سراحه في صفقة تبادل أسرى مع أوكرانيا، لكن الرئيس فلاديمير بوتين لم يتسامح مع الفكرة.