
شرفة في دير بعيد
الدائرة لن تُكسَر/ لن ينجو طفلٌ أو شيخٌ من حُرّاس الأبد/ أخلُقُ الزمنَ يلتصقُ بي/ أُحرّكهُ فأحرّكُ نفسي

جلّ أحلامي على الطرقات
مازلت موجودًا / أشغل حيزًا من فراغ حولي / أغمض عيني فلا ينفجر المشهد كفقاعة صابون / لا أتحلل كأوراق الشجر بعد عاصفة الشتاء / موجود خلف شيء يعريني أكثر / أحاول أختبأ / فأغدو مرئيا.. كسور مزرعة صدء / مرئيًا.. كجراح الأرض في شمس الظهيرة

نرى الزمنَ في ضجيج المياه
يخرُجُ الآخر من معطفي الشتوي/ يتمدّدُ جهة النهر.. كحاوٍ/ أقولُ لهُ عُد/ الشمس لمّا تغب بعدُ/ والصخبُ يملأ أزقة المدينة/ حُراس الأماكن.. في كلّ جهة/ كل شارع/ كل ابتسامة.. ورغيف خُبز/ عُد شوارع الليل ما زالت بعيدة/ وشوقي إليكَ ما زال بعيدًا

امرأة قد رحلت
تمر المرأة مسرعة/ كإعلان مضيء/ تعبر الشارع/ وتختفي في الزحام/ يردد: الرجل لقد رحلت/ أردد: لقد رحلت/ رحلت تلك التي لست أعرفها/ وتركتني وحيدًا/ أفكر أن أقتل الرجل وأحيا في ظلّه/ أحيا في ذاكرة امرأة قد رحلت/ نعم/ هذا ليس أنا/ هذا رجل.. بمعطف مطري أزرق

غرباء في أكواخ الصيادين
البحر في الليل.. وجود مكتمل/ العتم والضوضاء/ العتم وصوت الموج/ بقايا من صفيح البيوت.. القديمة والماء/ حين الشاطئ يلتقي بلسان الصخر/ لن أكون بعد/ دماء جمعتها الملح فوق تراب الأرض/ وريح رطب/ وبقايا كلمات/ بقايا صور/ أتحلّل كماء البحر في الصباح

أعشاب تحت وقع المفاجأة
يا سيدي القاتل.. الحارس بوابات الله في الظُلمة/ امنحني موتًا هادئًا/ لا تعبث بي وأنا جثة/ تتصيدها الطير فوق أرصفة البلدة القديمة/ جرحي ما زال حيًّا/ ما زال دمي على الرصيف ينبض/ ويدي تؤلمني كما كانت قديمًا/ حين كنت أمسك قلمًا وأكتب:عاش الوطن

تجر خلفها بيتًا قديمًا
تصبح المرأة أمامي/ جسدها البلل وعيناها/ رأيت شيئًا كهذا من قبل/ هذا غير حقيقي/ أبتسم/ أغمض عيني لتختفي/ المنطق والجنون يقولان: ستختفي/ وملابسي القديمة/ وبرد الصباحات في المدرسة/ يقولان: ستختفي/ أفتح عيني/ أنا هنا/ أقف قبيحًا أمام مرآة

وجوه رماها الصقيع
شوارع عارية/ ما أجمل هذا الرعب الكوني حولي / يمكنني أن ألتصق بعمود إنارة وأغدو خشبًا/ يمكنني أبقى بلا وجود إلى الأبد/ وإن رآني الرجلان بالبدلات السوداء/ يا سماء/ حبًا بالله امنعيهم عني/ امنعي الرجل القصير يقول: اتبعنا

المنطقة الحمراء
بحثتُ عن "المنطقة الحمراء في العقل الباطن" على محرّكات البحث، فلم أجد شيئًا. بعضُ المحرّكات فهمت المنطقة الحمراء على أنّها "الليلة الحمراء،" فقدّمتْ لي موقعًا إباحيًّا. وبعضها فهمتها الليلة الحمراء عندما ذبح محمد علي أمراء المماليك في ليلة القلعة

نصف رغيف.. كأس ماء
نحن فرسان بلا أفراس/ سعداء كنا/ حين كان الوطن صغيرًا/ وكان الحب صغيرًا/ كهروب وردي اللون في الأحلام/ لا تكثر الكلام/ سقطت أول غرسة زيتون وأنت هناك/ تجمع الخبز والسجائر/ تخزنها في ثنايا الوقت/ وتبكي/ تخزنها في ذاكرة مثقوبة/ وتنتقم من الحياة التي كانت

وحيدًا إلا من ظلها فوق الستائر
أحاول صدقيني أن أرمي نفسي بين الزحام/ والزاحمين/ والمتزاحمين/ لألقي كلمة في الهواء/ كلمة تنفجر حين تلامس سطح الماء/ وتغدو عرجاء بقدم معوجة/ وأغدو أبكمَ.. وفي فمي نحاس مصهور/ وفي فمي – لو تدرين- يا أنت/ خبابا وحكايا/مسحورة النهايات.. وأخرى بلا نهاية

يعودُ الجبلُ وحيدًا
تمرّ الحافلة مسرعةً/ قد تأخرت/ عامل المحطة يقهقهُ وبيده قطعة لحم حمراء/ الأضواء/ تمر المدينة/ تمر الليل والسنون/ قد تأخرت كثيرًا وطرق الله أغلِقت الليلة/ امرأة تغني في الطابق السابع/ أفكّر أني قد تأخرت/ عن جديد