
رأيت هذا في أحلام قديمة
المرأة تأكل وجبتها السريعة/ وتشرب من زجاجة حمراء/ تعبثُ في شعرها الطويل.. تجدلهُ/ ثم تحرره/ باسمةً في دفء الصالة/ لو أنني أخبرها/ أن رجلًا يبكي في الخارج/ وهي تلتهم وجبتها/ وانا أغادر مدينة كسرتني نصفين/ لو أنني أخبرها/ أني مملوء حُزنًا

تقول جدتي
تقول جدتي إنها تعرفُها/ حين تميلُ اللوز مع الريح.. فتلكَ مساكِنُها/ حينَ النَحل يضلُّ طريقٌ خليتهُ/ ذاكَ عِطرها/ حين أنامُ/ حينَ أفكّرُ.. بالدفء الأزلي الأزق/ خطيئتها/ */ جدتي التي لم أرها/ ما زالت تراسِلُني من هناك/ وتقول/ الدربُ الطويل.. قادم

بقايا الأشياء
معطفها الأسود يبدأ حين الليل ينتهي/ وتغفو النجم فوق التلة البعيدة/ أقولُ إنني أراها/ يمرُّ القطار فوق نافذتي/ فتأتي/ كرائحة القرفة في بيوت خشبية/ تأتي/ تشير بأصبعها الطويلة/ نحو لوحة علقت على الجدار/ نحو رجل.. يجمع بقايا الأشياء

أرنب يقرض الشعر والجزر
كنتُ أتابع كلمة ممثل دولة طوران في مجلس الدول، حين قررت أن أشتري أرنبًا. الأرنب كائن جميل، يحب الملفوف والجزر ولا يؤذي أحدًا. وحتى حين يعتدي على كروم الخضروات يقوم بفعلته بحب. نعم سأشتري أرنبًا ونصبح أصدقاء، يمكن للأرانب أن تصادق البشر

كلما سقطت من فمي كلمة
لا وجوه تلتف في سماءات المدينة/ لا بحر يحترق/ تقول النجمة إن نجمة قد أنطفأت/ في مدارات البحر/ وإن الشارع الغربي مات وحيدًا/ أخطأته الأضواء والظلال/ وانحنى/ كقارب صدىء في ليل المحيط/ أضواء السيارات في الإسفلت الصقيل/ ما زلت أموت كلما سقطت من فمي كلمة

قهوة بطعم أسود
زجاجٌ شفيف/ يفصلني عن نهاية الكون/ يُقال إن زرقاء اليمامة/ مرت من هنا/ تبحث عن عينيها في أنقاض المدينة/ تبحث في زجاج عينيها/ عن مراثٍ للرجل الأخير/ الفجر يعري ظهر المدينة/ يخلق المرتفع للظل ظلًا طويلًا/ فينساب شعرها/ صدئًا في المدار السابع للبحر

إن فاجأتك عين التنين
يا "طيرُ"/ اذهب للجهة الأخرى/ خالف قدرًا بلون زجاج الكنائس/ بلون دموعِ "الأم الحزينة"/ بلون قصص الأنبياء/ وإن فاجئتك عين التنين هناك/ تَعال فالدمُ المسكوب في الزجاج المعشّق/ ما زال يسخُن/ يغلي/ واللحم الممنوح لرّبِ "الجليد" شرابٌ لا سكّر فيه

أبو محمود الخضرجي.. لم تقتله "فاكهة الحياة"
كل سكاّن الحي يعلمون أن سؤاله عن أي شيء في حضرة امرأة "بضَّة" عبث. لن يجيبكَ، حتى وإن كنت عنصرًا أمنيًا. لم أعرف شيئًا عن حياتهِ الشخصية، لم يخبرني أبدًا، ولم أسألهُ. كان يقدّم لي دراقة حمراء أحيانًا وأنا عائد من جامعتي

العقرب
لم أُطلع أحدًا على خُطّتي، بل كنتُ أنتظرهُ ليخرج مرة أخرى. وعندما رأيتهُ، وأنا عائدٌ من الساحة العامة، تسارعت الأحداث. انتظرتهُ طويلًا، كان ضابطُ الأمن يسألني، إن كنتُ أصلّي. والعقرب يمرُّ، والوقتُ يمرُ. أجبتُ الضابط أني لا أصلّي، فابتسم

تسافرُ المياهُ في المياه
أجمع أجزاءً من زجاج محطم/ ألصقهُ في الفراغ بين قاسيون، وقاسيون/ هذا كما في الرؤيا/ بعيدٌ/ لا يقترب إلا في أحلام المدينة/ طرقات ضيقة/ يأتي الليلك الجبلي نحوي زاحفًا/ تأتي الحصى/ وانكسارات الشمس فوق وجه المياه/ يقترب الكونُ حتى ينتهي في وردة بيضاء

نسيتُ معطفي في دمشق
يخرجُ الدفء الثقيلُ معها./ وجورباها الأصفران، الحييّان/ يلتصقان بخارطة المدينة./ تقول: يا غريب ستُمطرٌ الليلة في براغ./ أفكرُ:/ ستُمطرُ/ وسأبتلُ كشتلة زعترٍ في أرض الجنوب./ أقول لها:/ إن المطر متشابهُ في المدن الحزينة