بقايا الأشياء
28 ابريل 2017
المرأة تتركُ ظلها فوق الرصيف
وتمضي
تتركُ ظلها
فوق الثلج القديم في شارعنا
فوق صبية يتراكضون.. ويصرخون
تلك الساحرة.
معطفها الأسود يبدأ حين الليل ينتهي
وتغفو النجم فوق التلة البعيدة
أقول إنني أراها
يمرُّ القطار فوق نافذتي
فتأتي
كرائحة القرفة في بيوت خشبية
تأتي
تشير بأصبعها الطويلة
نحو لوحة علقت على الجدار
نحو رجل يجمع بقايا الأشياء
أراها
أرى الوجوه
والعيون
والكراسي المعدنية.
وجه أعرفه
يمرُّ كل صباح كريحٍ خفيف بين الأشجار العارية
أغمضٍ عينيّ
فتتجسدُ الأشكال
وأختفي.
*
الطريقُ الصاعدُ إلى جُبّاتا الخشب
أدركُ أنّك هُنا
لونُ السماء في الصفيح الأزرق
يقولُ إنكِ هُنا
فرحُ الطير تتراقصُ فوق السهل
يقولُ إنكِ هُنا
والأرض العَطشى.
فُستانك الصيفي أفسده السّلك الشائك
وترك جُرحًا ورديًا
تقولين إن دروب دمشق
تبدأ من هنا
ويبدأ معها الأبد
والنار
والخطيئة الأولى.
أقف في ظل شجرة
أرقبُ طيفك بين الأغصان العارية
بين صورتين بالأبيض والأسود
يأتي الشتاءُ
وأنا هنا
مزروع قرب سياج الحقل
في الطريق الصاعد
إلى جُبّاتا الخشب.
اقرأ/ي أيضًا: