يعود النازحون اللبنانيون من العراق رغم الدمار الواسع الذي حل بمدنهم
4 ديسمبر 2024
بعد سريان وقف إطلاق النار في لبنان، الأسبوع الماضي، بدأت العائلات اللبنانية النازحة إلى العراق بالعودة لديارها في جنوب لبنان. فقد أتاح توقف العدوان الإسرائيلي على لبنان للكثير من العائلات بالعودة على الرغم من الدمار الواسع النطاق الذي حل بمدنهم وقراهم.
يقول علي عبد الله، وهو من سكان قرى جنوب لبنان، لوكالة "رويترز" للأنباء، بينما كان ينتظر رفقة العشرات من اللبنانيين في مطار النجف الدولي للعودة مع عائلته إلى بيروت: "بعد شهرين، سنعود إلى وطننا. سنعود حتى لو وجدنا منازلنا مدمرة، سنجلس على الأرض".
ووفقًا للأرقام الرسمية التي اطلعت عليها "رويترز"، نزح أكثر من 20 ألف لبناني إلى العراق منذ بدء العدوان الإسرائيلي الشامل على لبنان. وقد حرصت المؤسسات الرسمية والدينية العراقية على توفير حسن الاستقبال وكامل الخدمات للنازحين اللبنانيين.
قال مسؤولو مطار النجف إن حوالي 800 لبناني يغادرون إلى بيروت كل أسبوع، بينما يستخدم آخرون الحافلات التي توفرها الحكومة العراقية للسفر إلى معبر القائم الحدودي مع سوريا ومن ثم إلى لبنان
"كانت العودة إلى المنزل أسرع مما توقعنا، بعد التوصل إلى وقف إطلاق النار" يقول يوسف بركات، الذي كان ينتظر أيضًا في مطار النجف الدولي رحلة لطيران الشرق الأوسط إلى بيروت، وأضاف: "نحن الجنوبيون لم ولن نتخلى عن أرضنا".
وقال مسؤولو مطار النجف إن حوالي 800 لبناني يغادرون إلى بيروت كل أسبوع، بينما يستخدم آخرون الحافلات التي توفرها الحكومة العراقية للسفر إلى معبر القائم الحدودي مع سوريا ومن ثم إلى لبنان.
🎥 دمار مضاعف.. خسائر فادحة في #لبنان نتيجة عدوان الاحتلال الإسرائيلي. pic.twitter.com/KmBgvXP987
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) November 29, 2024
وتحدث مسؤولون عراقيون عن أن ما لا يقل عن 1000 عبروا يوميًا إلى سوريا خلال الأيام الثلاثة الأولى من سريان اتفاق وقف إطلاق النار، لكن بعد هجوم قوات المعارضة السورية على المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري تجنب الكثيرين العودة عبر الطريق البري، وفضلوا انتظار الرحلات الجوية.
ومع ذلك، لم يكن كل اللبنانيين حريصين على العودة إلى ديارهم، لأن منازلهم غير صالحة للسكن حاليًا بسبب تلف شبكات المياه والكهرباء، وهم غير متأكدين مما سيحدث بمجرد انتهاء مدة وقف إطلاق النار التي تستمر لـ 60 يومًا.
وهو ما تذهب إليه ربيعة علي، وهي أم لأربعة أبناء من جنوب لبنان، وتقيم في شقة صغيرة استأجرتها في شرق بغداد: قائلةً: "خسرنا بيوتنا، إلى أين نذهب، هل ننام في الشوارع؟". ويؤيد عمر قرار والدته بعدم العودة إلى لبنان، بعدما بدأ حياة جديدة بالعمل في محطة لغسل السيارات في حي زيونة شرقي بغداد.
لكن علي، البالغ من العمر 11 عامًا، يتوق إلى العودة لمنزله في جنوب لبنان، لأنه يفتقد مدرسته، ويريد أيضًا زيارة قبر صديق استشهد في غارة جوية إسرائيلية. وقال وهو يشكل شجرة من الطين مع مجموعة من الأطفال تجمعوا في ساحة الاستقبال في أحد فنادق كربلاء: "آمل أن أعود إلى لبنان لزيارة قبره والصلاة من أجله".