شاعر ومسرحي وفنان تشكيلي من المغرب

أوتوبيوغرافيا متفحمة
قارات محنّطة/ وآلاف القصائد المتجمدة/ داخل المرآة/ امرأة تغلف تجاعيدها/ بزبد الريح بدون فائدة/ بين انحناءات الملامح/ تعكس المرآة حدائق منكمشة

المرأةُ الّتي تنتظرُ الرّسالة
جسدان يتعاركان في اللوحة/ تسيل دماء زرقاء وتتدلى من الإطار/ عين مشوهة../ الرسام في مقصورة القطار يجتاحه وجع مربك/ الرسالة في يده ترميها الريح إلى سحابة حكيمة

الظّلالُ تهرب
الرّيحُ لا زالت مختبئة/ في بقايا الصّباغة المائيّة/ لا تريدُ أن تُقامر/ بما تبقّى من خسارات/ في صدرِها/ دائمًا تذرفُ فيَّ/ دموعًا لها لونُ الفجيعة/ مَنْ منَّا سيقطفُ/ أزهار الصّبح

حينَ يرتدي الليلُ سوادهُ الأخير
أمام المدفأة تتأمل القصيدة/ نغمة منفلتة من ثغر الريح/ وهي تجر قطيع صمت ناعس/ ترقص القصيدة للفراغ الحالم/ وتلمس بأصابعها العاشقة/ وجه الطيف المعانق لها

أغلِّفُها بدموعٍ صغيرة والقليل من الحكمة
أيها الفرح المرتعش، المهتاج والمنكمش بين أصابع الرمل/ لا تقترب من نافذتي الآيلة للانكسار/ أريدك كاملا كعاصفة أنيقة/ كوجبة قلق مدوية، كقصة حب تظل روائحها تحرس شاهدتنا

كمن يتكلف بتجميع الأمنيات الميّتة
أعيش برأس فائض بالفراغ/ برفشٍ صدئ أحفرُ في مقبرة/ تجرحها الليالي الباردة/ تتجمّعُ ديدانٌ ضخمةٌ حولَ جثّة الوحدة/ لتلتهم أطرافها تتراقصُ أمامي أطيافُ الخريف