يوفنتوس يقيل مدربه.. هل يتحمل تياغو موتا لوحده مسؤولية تراجع السيدة العجوز؟
23 يمشي 2025
أعلن نادي يوفنتوس مساء اليوم الأحد إقالة المدرب تياغو موتا من منصبه، وتعيين إيغور تيودور بدلًا عنه، بعد النتائج الكارثية التي عصفت بالسيدة العجوز، ويبدو أن السيرة الذاتية لموتا مع بولونيا لم تشفع له في الاستمرار أكثر داخل القلعة البيضاء والسوداء.
تسلّم موتا مهامه كمدرب في حزيران/يونيو 2024 خلفَا لماسيمليانو أليغري، ومع نهاية العام كان يوفنتوس قد حقق عشر تعادلات، عكست عجز الفريق في حسم المباريات. منحت إدارة اليوفي الثقة للمدرب الشاب قبيل توجهه إلى السعودية، من أجل المشاركة في بطولة السوبر الإيطالي، لكن الفريق غادر مبكرَا في مباراته الأولى ضد الميلان.
فشل الفريق بعدها بتحقيق الفوز في الجولتين التي تلت نكسة بطولة السوبر، فتعادل مع تورينو وأتالانتا، لكنه عاد في الجولة الـ21 من الكالتشيو، بفوز مهم على الميلان أعاد الهيبة لقلعة تورينو.
الفوز على الميلان أتبعه خسارة من نابولي، هنا طلبت الإدارة من موتا إعادة ترتيب أوراقه، لأنها مازالت ترى فيه ذلك المدرب الذي يمكنه بداية مشروع العودة، حيث تمكن تياغو من الحصول على تسع نقاط من ثلاث مباريات ضد إمبولي وكومو والإنتر.
يوفنتوس يحقق الثلاثية الحزينة
لم تدم أيام الفرح لفترة طويلة، إذ وضع أيندهوفن الهولندي حدَّا لأحلام يوفنتوس القارية، عندما عوًض هزيمة الذهاب بهدفين لهدف، لفوز بثلاثة أهداف لهدف، فغادر اليوفي دوري الأبطال من الباب الضيّق قبل وصوله للدور ثمن النهائي.
الصدمة جاءت مزدوجة بعد خروج كبير إيطاليا من مسابقة الكأس على يد إمبولي، ليخسر النادي ثلاث بطولات في أقل من شهرين. تياغو موتا لم يتمكن من فرض أسلوب لعبه في اليوفي، هذا التكتيك الذي يعتمد على الهجوم والاستحواذ والضغط العالي إذ إنّه فشل بالاستمرارية في تطبيقه.
لعب موتا بالرسم التكتيكي 4231 و433، هذه الفلسفة تناسبت مع أسلوبه في البداية لكنها أظهرت فيما بعد هشاشة دفاعية وعدم ترابط بين الخطوط الثلاثة. كذلك الحضور الذهني للاعبين كان غائبَا تمامَا، فلم يتمكن اليوفي من العودة في أي مباراة كان خاسرَا فيها، إضافة لعدم وجود ردة فعل عند تلقي الأهداف، كما حدث في مباراتي أتالانتا وفيورنتينا. ناهيك عن غياب المرونة التكتيكية كانت واضحة جدَّا، إذ كان جليَّا عجز الفريق بتغيير خطته بسرعة أو الاستجابة مع مستجدات المباراة.
هل يتحمل تياغو موتا لوحده مسؤولية تراجع يوفنتوس؟
تراجع اليوفي في الآونة الأخيرة يعزى لعوامل كثيرة تضاف الى ما تحدثت به سابقَا، هذه العوامل أثرّت بشكل كبير على النادي، وهذه أبرزها
عدم الاستقرار الإداري والفني
شهد يوفنتوس تغييرات خلال السنوات الأخيرة، فمنذ رحيل ماسيمليانو أليغري في 2019، تعاقب على تدريب الفريق ماوريسيو ساري ثم أندريا بيرلو ثم عاد أليغري، قبل أن توكل المهمة لتياغو موتا.
أمّا على الصعيد الإداري فقد كان لاستقالة أنييلي الابن دورًا كبيرًا في تراجع الفريق، بعد التحقيقات القضائية التي تحدثت عن تضخيم الصفقات ومكاسب رأس المال، وإصدار بيانات مالية غير دقيقة بين عامي 2018 و2021، حيث خسر الفريق قرابة 290 مليون يورو وتم خصم عشر نقاط في موسم 2022/2023، إضافة للحرمان من المشاركة الأوروبية موسم 2023/2024.
التعاقدات الجديدة والإصابات
رغم التعاقدات التي كانت جلّها من اللاعبين الشباب، مثل دوغلاس لويز وكاباكو وكيفرين تورام وأوليفييرا، لم يتمكن الفريق من تحقيق الانسجام، إضافة للإصابات وخصوصًا في خط المقدمة، والتي سببت عدم الاستقرار في التشكيل.
المنافسة القوية في الدوري
أظهرت أندية الإنتر ونابولي وأتالانتا شراسة قوية، إضافة للأداء الثابت الذي يقدمه بولونيا من الموسم الماضي واحتلاله المركز الرابع حاليًا، كل هذا وضع أبناء السيدة العجوز في مركز بعيد عن الصدارة، وهو بات الآن بحاجة لنقاط كل مبارياته، إذا ما أراد خطف مقعد مؤهل الدوري الأبطال. فالفريق يبتعد بـ12 نقطة عن الصدارة، وتفصله خمس نقاط فقط عن الميلان التاسع.
الضغوط المالية وتأثيرها الطويل
تركت إدارة أنييلي النادي بأزمة مالية حدت من قدرته على تعزيز الفريق بلاعبين من الطراز العالي، فمنذ عام 2018 والتعاقد مع كريستيانو بصفقة بلغت 100 مليون يورو، مرورًا بفترة جائحة كورونا، ثم العقوبات المالية على الفريق، كلها جعلت من موتا يعمل بتشكيلة محدودة جدًا.
بالمجمل، لم يأخذ تياغو موتا الوقت الكافي له كمدرب، ولم يحظَ بالمقادير المناسبة لصناعة وصفته الخاصة، لتحويل الفريق من الأداء الدفاعي في عهد أليغري، إلى الأسلوب الهجومي والممتع كالذي فعله مع بولونيا. أو قد تكون قيادة فريق كبير بطموحات عالية كالسيدة العجوز كبيرة على خبرة موتا القليلة، فاليوفي الآن لم يتبق له سوى الحصول على مقعد مؤهل بدوري الأبطال لإنقاذ موسمه من فضيحة ستكون تاريخية.