كيف أثّر سقوط النظام السوري على أسواق المخدرات في العراق؟
4 يناير 2025
مثّلت سوريا في حقبة النظام السابق بؤرة لصناعة المخدرات ومحطة عبور هامة لها، ومع سقوط النظام، تأثر "سوق المخدرات" بشكل كبير، ما جعل بعض الدول تشعر بالارتياح، مع جفاف مستنقع تسبب في انتقال عدوى فتكت بمجتمعاتها. ويأتي العراق في مقدمة هذه الدول، حيث كانت سوريا تُعتبر المصدر الأساسي للمخدرات في العراق، وسقوط النظام وإجراءات أخرى أدّيا إلى ارتفاع أسعارها بشكل جنوني.
مديرية شؤون المخدرات بوزارة الداخلية العراقية أكدت أن أسعار الكبتاغون والكريستال وأصناف أخرى ارتفعت عقب سقوط النظام السوري. وتشير تقديراتها إلى أن الارتفاع تجاوز الضعفين، حيث كانت قيمة الغرام الواحد تصل إلى 59 ألف دينار عراقي، ووصلت الآن إلى ما يتراوح بين 150 و200 ألف دينار عراقي.
تضاعفت أسعار المخدرات في العراق عقب سقوط نظام الأسد، حيث كانت تعد سوريا بؤرة أساسية لصناعتها
لكن المتحدث باسم مديرية شؤون المخدرات في وزارة الداخلية العراقية، حسين التميمي، أكد في حديثه لمراسل "الترا صوت" أن ارتفاع الأسعار ليس سببه الأساسي سقوط النظام السوري السابق. وعزا ذلك إلى تعزيز الأنشطة الأمنية المتعلقة بمكافحة المخدرات في العراق من جهة، وتعزيز الأنشطة الأمنية على الحدود العراقية لمواجهة تجار المخدرات، وخصوصًا الحدود الغربية، التي تأتي منها المواد المخدرة القادمة من سوريا أو لبنان.
وفي سياق مرتبط، أشار باحث متخصص مطلع على ملف المخدرات في العراق إلى أن أسعار المواد المخدرة ارتفعت بالفعل قبيل سقوط نظام الأسد، وذلك بالنظر إلى التشديد الأمني على الحدود العراقية-السورية.
ومع سقوط نظام الأسد، يؤكد الباحث، الذي فضل عدم ذكر اسمه، في حديثه لـ"الترا صوت"، أنه من المتوقع أن ترتفع أسعار المخدرات في قادم الأيام، نظرًا إلى تفكيك أماكن تصنيع المخدرات في سوريا، التي كانت تشرف عليها عائلة الأسد.
وبيّن الباحث أن هناك أحاديث حول انتقال مجاميع صناعة المخدرات من سوريا إلى بلدان أخرى، وبالتحديد بلد عربي آخر مطل على البحر، وأنها سرعان ما ستعاود نشاطها قريبًا، ولكن مكان صناعتها سيكون مختلفًا عن السابق، دون أن يحدد توقعاته بشأن هذا البلد بالتحديد.
وبحسب موقع "العربي الجديد"، تُعدّ نينوى والأنبار، المحافظتان الحدوديتان مع سوريا، الأكثر تضررًا باعتبارهما محافظتي مرور إلى باقي محافظات العراق. ففي تموز/يوليو الماضي، أكد مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة أن السلطات العراقية صادرت خلال عام 2023 كميات قياسية من أقراص الكبتاغون، قُدّرت بنحو 24 مليون قرص كبتاغون، وقد تصل قيمتها إلى 144 مليون دولار.
العالم بتكتشف ثروات وبتوصل لأبحاث ونحنا لهلا بنكتشف مقابر جماعية ومصانع كبتاغون
— murad abduljalil (@moradabd) January 1, 2025
اكتشاف مصنع جديد للكبتاغون في مقرات الفرقة الرابعة في #دمشق#سوريا_الجديدة #سنه_جديده_2025 #أحمد_الشرع pic.twitter.com/NmRO9ycT8R
المستشار الأمني في مجلس محافظة الأنبار، عبد الله الجغيفي، أكد في تصريحه لصحيفة "العالم الجديد"، وهي صحيفة عراقية مستقلة، أن "الجميع يعلم أن سوريا كانت بؤرة للمخدرات وبشكل علني، سواء عن طريق الزراعة أو التصنيع".
وأوضح الجغيفي أن "سوريا هي المنبع الرئيس للمخدرات، وليست مجرد ترانزيت لمرور المخدرات إلى العراق، فكانت تضخ بكثافة وكميات كبيرة. وبعد الأحداث الأخيرة وسقوط نظام بشار الأسد، وقطع خطوط التواصل من داخل سوريا، تم تحجيم دخول المخدرات، وهناك تراجع في عمليات التجارة داخل الأنبار".
وزاد الجغيفي: "اليوم، عملية تجارة المخدرات عبر سوريا متوقفة بشكل تام، وهذا أمر إيجابي يجب استثماره، ومنع إيجاد طرق أخرى لتهريب المخدرات وإدخالها إلى المحافظة وعموم العراق".
وفي 21 كانون الأول/ديسمبر الفائت، أعلنت المديرية العامة لشؤون المخدرات التابعة لوزارة الداخلية العراقية عن ضبط 14 ألف متورط بتجارة المخدرات و6 أطنان من المواد المخدرة خلال عام 2024.
وقال المتحدث الرسمي باسم المديرية، حسين التميمي: "تم تفكيك شبكات رئيسية خاصة بتجارة المواد المخدرة ليس فقط على المستوى المحلي بل تطورنا للمستوى الدولي، حيث تم إلقاء القبض على 14,000 متورط بجريمة المخدرات وضبط ما يقارب 6 أطنان من مختلف أنواع المواد المخدرة خلال عام 2024، فيما تم إصدار أحكام الإعدام بحق 133 متاجرًا دوليًا".