2025.. 50 مليون لاعب كرة قدم صيني!
18 ابريل 2016
كشفت الحكومة الصينية عن وضعها لخطة تهدف ليكون هناك 50 مليون مواطن صيني يمارس كرة القدم وذلك بعد قرابة العقد، أي بحلول عام 2025، وذلك في طريقها للسعي أن تكون أكبر قوة كرة قدم في العالم بحلول سنة 2050.
الدعم الصين المستجد لكرة القدم، يأتي لسببين: الأول هو عودة البلاد سياسيًا بدور فاعل في العالم والثاني إلهاء الصينيين في ظل الأزمة الاقتصادية
تاريخ الصين مع كرة القدم لا يُعد مشجعًا، وعلى الرغم من كون الصين تُعد أكبر دولة في العالم من ناحية عدد السكان وقوته الكبيرة في كثير من الرياضات خاصة ألعاب القوى، تُعد قدرات الصين ضئيلة جدًا في كرة القدم، فهي لم تتأهل سوى مرة واحدة في تاريخها إلى نهائيات كأس العالم.
اقرأ/ي أيضًا: خمس دروس من مواجهة برشلونة واتلتيكو مدريد
الخطة الصينية في مراحلها الأولى تشمل إقامة حوالي 20000 مركز تدريب كرة قدم وحوالي 70000 ملعب في الصين، كذلك يجب أن تحتوي كل مقاطعة صينية على ملعبين دوليين بكاملة تجهيزاتهما، إضافة إلى أن كل مجمع سكني يجب أن يضم على الأقل ملعب واحد يتسع لمباراة من 6 لاعبين لكل فريق.
ويتأمل المسؤولون الصينيون أن تساهم هذه المشاريع بتحسين تصنيف المنتخب الصيني في الفيفا الذي يحتل اليوم المركز 81 بين كل من قبرص والأردن وهما بلدان لا يزيد عدد سكانهما معًا عن 8 مليون نسمة، وستسعى الصين لتكون واحدة من أقوى الفرق في آسيا بحلول سنة 2030.
الاقتراح الأخير بخصوص كرة القدم الصينية قدمه الرئيس شي جينبينغ في سنة 2014، والعنوان الأبرز هو تصحيح مسار كرة القدم للرجال في الصين الذي يعمل بعكس فريق السيدات الذي نجح بالوصول إلى نهائي كأس العالم سنة 1999 وخسر بركلات الجزاء.
وإعلان الرئيس الصيني الدعم لبطولة السوبر الليغ الصينية أدى لضخ حوالي 300 مليون دولار في سوق الانتقالات الشتوية لشراء اللاعبين الأجانب وهو الرقم الذي تخطى ما صرفته الدوريات الخمس الكبرى مجتمعة. وأظهر الكثير من رجال الأعمال الصينيين الكبار دعمهم لسياسة الحكم عبر دعمهم لأندية على كل مساحة البلاد، إضافة إلى قيام حملة لإيقاف اللاعبين والمسؤولين المشتركين بعمليات فساد وبيع مباريات وذلك للحفاظ على صورة الدوري في المستقبل.
الدعم المُستجد لكرة القدم، ستقوم الصين باستغلاله في عاملين أساسيين: الأول هو عودة البلاد سياسيًا بدور فاعل في العالم والثاني هو محاولة إلهاء الصينيين في ظل الأزمة الاقتصادية القادمة التي تلوح في الأفق. فخطة الرئيس الصيني تضم خطوات صغيرة من الإصلاح على أرض الملعب، إلا أن الخطوات الأبرز تكمن ببناء صناعة وطنية ترتكز على الرياضة، وسيتم العمل على بناء مرافق تعليمية حيث يمكن للتلاميذ ممارسة الرياضة ومتابعة صفوفهم التعليمية على الطريقة الأمريكية.
اقرأ/ي أيضًا: أنطونيو كونتي في مهمة لترميم تشيلسي
فهذا الأسلوب في العمل سيحقق تنمية شاملة من جهة ويقنع الأهل الذين يخافون من ابتعاد أبنائهم عن الدراسة في حال لعبوا كرة القدم، بأن ممارسة الرياضة هي جزء من عمل الطلاب التعليمي، وهو ما سيفتح المجال لتحقيق التوازن الإنمائي على الصعيد حتى في الأرياف.
أما القسم الثاني من الخطة والذي يعد صناعي بحت، فيرتكز على تحويل علامات تجارية محلية مثل لي-نينغ إلى منافسة علامية رئيسية لشركات مثل نايكي وأديداس، حيث ستتحول الصين إلى بلد صناعي على الصعيد الرياضي مشابه لما هي عليه الولايات المتحدة الأمريكية اليوم.
الصين وإلى جانب عملها على الصعيد المحلي، تسعى لتكون قوة رياضية عالمية ووصلت مساعداتها إلى كل من أمريكا اللاتينية وأفريقيا وآسيا وجزر الكاريبي فيما بات يعرف بـ"دبلوماسية الملعب".
وفي سنة 2007 أوقفت كوستاريكا علاقتها بتايوان وتحولت إلى الصين، وفي العام التالي بدأ العمال الصينيون بإعمار الملعب الوطني الجديد الذي يتسع إلى 35000 متفرج في العاصمة الكوستاريكية سان جوزيه والذي كلّف حوالي 100 مليون دولار.
وفي عام 2010 حين استضافت أنغولا كأس أمم أفريقيا بنت لها الصين 4 ملاعب لتتحول اليوم أنغولا إلى ثاني أكبر مصدر للنفط إلى الصين.
تستخدم أكبر دولة في العالم من ناحية السكان اليوم كرة القدم لفرض نفوذها في العالم وتحقيق السيطرة على الموارد وخلق أسواق جديدة. وهذا الهدف سينجح بطريقة وحيدة وهي أن يؤدي الصينيون على أرض الملعب كما يجيدون اللعب في السياسة.
اقرأ/ي أيضًا: