نصوص

مع الجدار، وبكامل العري

قال الغريب: وبنقصٍ حادٍ في الأوكسجين، أغتصب الحياة، وكأرملةٍ في الستين، يدهمني الوقت، ثقيلًا.. كهواءٍ أصفر./ نقص في الروتين.. الامتلاء الذي يُثخن الروتين/ وضيقٌ في نطاق الحُلم.. في خلق العدمي، بخيالات ما قبل الإغفاء، في الموسيقى، الأغنيات، الطبول

نصوص

أشباح العلّية

أمرّ على أشياء تبدو مألوفة/ قنينة عطر نفق أكثر من نصفها/ كرسي خشبي مترنّح/ سرير وثير/ زهرة أوركيد ذابلة/ حرير ملون/ نافذة مغلقة/ شال كشمير/ جدار/ وإطار/ إطار أبنوسي استوقفني به شيء/ ومن حيث لا أدرى/ بلّلني شيء آخر/ لم أعرف للوهلة الأولى ما هو

نصوص

ذلكَ الضبابُ

ما إن نزل المرتفع حتى شاهد رجلًا على البعد، اقترب منه وسأله عن اسم تلك المنطقة، فعرف أنه في الطرف الغربي من قريته. استقل باصًا للعودة، وطوال الطريق كان نوار مرتبكًا، تؤرقه مسألة واحدة: أيجد نورَ المنزل مضاءً أم لا؟!

نصوص

من يأتي لنا بوطن بديل؟

لماذا تشتاق إلى بلد حبسك في سجونه؟ أمرك غريب يا صديقي! أتدري لو أملك قرار الفرار، لهربت حالًا، ولكني هنا مثلك، أبادلك الشعور، هيئتي تشير بالغرابة، عندما أنطق بالعربية المحلية في منطقتي الريفية يتعجبني الناس، حتى أفكاري لا تناسب هذا المكان

نصوص

مرآة في الباص

الوحدة تجعلُ الخامسة عشرة تسكنُ مرتاحة في الستين/ التفتَ نحوي ونظرَ إليّ/ كانت الدموعُ القليلة تلمعُ في عينيّ عندما فكّرتُ بأعوامه القليلة وهي تتجاوز الستين وحيدة/ حدّق بي أكثر/ ثمّ أبعدَ النظارة عن عينيه ومسحَ دموعه

أدب

مدائح الاغتراب والمنفى وما شابهها من أكاذيب

كثيرًا ما يُطرح علي السؤال نفسه، من طرف تونسيين وعرب، ومن طرف أوروبيين أيضا: كيف تعيش وضعك كمغترب؟ أو كمقيم في المنفى؟ ومع مرور الوقت صرت عارفاً بما ينتظره مني أولئك الذين يطرحون هذا السؤال. أن أحدثهم عن معاناة المغترب وعن إحساسه بالاغتراب

نصوص

ليس سوى عراق

في آخر جلسة لي عند الطبيب قال لي بنبرة عراقية رغم أنه أمريكيٌ من أصول سودانية: "ترى ماكو دوا إلا العراق إلا العراق". كيف نصنع من العراق دواءً؟ لن يشفيك الحزن ولا الفرح ولا الدموع تسترد بابل ولا المهدئات والمسكنات تنسيكِ حب بغداد

نصوص

أصابعي على مقبض كل باب

النسيان بحيرة الكل يغرق فيها/ الأفعال الماضية وهي تتجول في العتمة/ السكون الأبدي/ الثقب الأسود وهو يبتلع المدن السورية/ صورتي داخل حقيبتك السوداء/ السمكة لحظة سحبها من الماء/ المترو السريع/ وهو ذاهب عكس ما أنا واقف

مجتمع

المطبخ العربي في أوروبا: هل يقدم رأيًا ثقافيًا؟

تقول إيلين كلود إحدى معلمات اللغة الفرنسية للأجانب: "خلال تعلمك للغة أجنبية ما وإذا كنت تتعلمها مع أهلها وفي بلدها فغالبًا ستتعلم معها أنواع الأطعمة والمشروبات وطرق تحضير الطعام في ذلك البلد، كل ذلك يصب في مفهوم تعلم ثقافة أخرى وليس فقط اللغة

أدب

واسيني الأعرج.. ملهاة الجوع والغربة

في "أسماك البر المتوحش" لواسيني الأعرج، يظهر الجوع بأشكال وصور مختلفة، فتارة نراه فتى ماسحًا للأحذية يستحضر وجه أبيه "الذي سقط كعود ثقاب تحت أنابيب الغاز العملاقة"، وتارة جسدًا ينكمش كقنفذ يصارع الفقر الدنيء. هنا وقفة استعادية للكتاب

نصوص

الشرُّ الذي يدنو من عينيَّ

فلنؤجل كلّ شيء إلى يومٍ سيأتي، يومِ الأنبياء التعساء، لا قبله ولا بعده، حيث لا أحد ينفع أحدًا، لنتخيّل امرأةً في الغوغل تمارس الجنس أثناء بيع الآيس كريم في كشكٍ على البحر، ولنفكّر في ديكٍ روميّ يسير أمام جلالة الملكة وحوله عشرة رجال

قول

في قراءة الاغتراب السوري

الاغتراب المُلازِم للسوريّ هو مزيج غريب من التناقضات: منها إحساسه بكونه "ضحية"، وهذا الشعور الذي يحميه ظاهريًا من الإحساس بالذنب، ولكنه في الحقيقة نكوص حاد، انقسام على الذات في حالة تناقض بين تبرير فعل الاغتراب، وبين عدم الغفران للذات بسبب خلاص فردي