الجنائز فضاءً سياسيًّا
تعويضًا عن غياب الأمكنة وتقلّص أهميتها، أخذنا نلاحظ أن كثيرًا من رجال السياسة أصبحوا يتصيّدون مناسبات حفلات التهنئة بالأعياد الدينية والوطنية كي يتلاقوا فيما بينهم ويكشفوا عن نواياهم
فوق أكتاف الغرباء
أموتُ بدون ضجيجهم في البال/ ويبكيني أنني الآن آكل لوحدي/ لا يدَ تمتدُ ولا فمٌ يحكي/ أغلقُ الأضواء/ أتوسّدُ كل الأشياءِ التي تَركتها خلفكِ/ وأمضي كل يوم في جنازة
المنفى والموت: قبور بعيدة
يأخذ الموت في المفنى بعدًا أشد قسوة، لأن المنفيين البعيدين أصلًا عن مكانهم لا يمتلكون فرصًا للمشاركة في الجنازات، ولا لزيارة القبور. إنه ضرب من القسوة والمشقة
آخر النعاة: عندما كان الموت وقورًا
لن يجدوا من يقدس موتهم ليقفوا إزاء إحساس عصر كاسح يتجسد في مقولة أدركوا بفطرتهم فحواها دون أن يتقنوا ترديدها: الحياة والموت سواء
متى ينتهي كل هذا لنعودَ عراةً كما البداية؟
أمي مخزنُ ذنوبي وأخطائي/ لقد أرضعتني خمس سنوات كاملة/ بحجّة أن تكون لدّي عظام قوية/ لهذا وكلّما اشتقت لها تؤلمني مفاصلي
خلف جنازةٍ لا تعرفُ صاحبها
اكتبْ... لأنّ البحر لا شيء دونَ أمواجه/ اكتبْ كموجةٍ/ ولا تنجرفْ/ اكتبْ... كبستانٍ واسعٍ/ واعبره وحيدًا/ اكتبْ... كطريقٍ طويل/ اكتبْ وكأنك/ ستصلُ باكرًا/ اكتبْ وكأنّه في داخلك/ لحنٌ صغير/ لكنّهُ/ سيتسع للجميع
جنازة فقيرة لرجل عاش ملكًا
في حياتي جلبْت البنّائين والنّجّارين من كلّ أصقاع العالم/ ليُشيِّدوا قصْرًا يليقُ بحاشيتي/ وحاشيتي هي العزلة والأفكارُ الدّاميةُ والابتساماتُ السّوداءُ والجرذانُ وأرامل الحبر والرّطوبة والسّجائر/ جلبْتُ المؤرّخينَ ليملؤوا مكتبتي بالحبر والغبار